مغاربة يحتجون أمام سفارة فرنسا ضد استفزازات منظمة «فيمن» النسائية

حزب معارض يدعو إلى تجنب حملات التحريض والكراهية

رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يستقبل نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في قصر مانكلوا بمدريد أمس (أ.ب)
رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يستقبل نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في قصر مانكلوا بمدريد أمس (أ.ب)
TT

مغاربة يحتجون أمام سفارة فرنسا ضد استفزازات منظمة «فيمن» النسائية

رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يستقبل نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في قصر مانكلوا بمدريد أمس (أ.ب)
رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يستقبل نظيره المغربي عبد الإله ابن كيران في قصر مانكلوا بمدريد أمس (أ.ب)

نظم عشرات من النشطاء المغاربة وأعضاء الجمعيات المدنية، مساء أول من أمس، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الفرنسية في الرباط، للتنديد بقيام فرنسيتين تنتميان لمنظمة «فيمن» النسائية بتصوير أنفسهن عاريتين في ساحة صومعة حسان التاريخية في الرباط، ونشر تلك الصور على الإنترنت. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بما أقدمت عليه الفرنسيتان من سلوك «مستفز لمشاعر المغاربة»، وحملت بعض اللافتات عبارة «لا للإساءة لدولة يؤمها أمير المؤمنين»، و«لا لتصدير أمراضكم الاجتماعية إلى المغرب».
وكان عدد كبير من المغاربة قد تلقوا باستنكار شديد التقاط الناشطتين، اللتين تروجان للمثلية الجنسية، صورا خليعة في مكان تاريخي له رمزية دينية ووطنية أيضا، حيث يضم مسجدا، وضريحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني.
وأقدمت السلطات المغربية على ترحيل الفرنسيتين ومواطنة إسبانية تنتمي بدورها للمنظمة نفسها، كما جرى التحقيق معهن بسبب اقترافهن أعمالا مخلة بالحياء العام.
وأكدت وزارة الداخلية المغربية «أن الأمر يتعلق بسلسلة من مناورات الاستفزاز والتحرش، تباشرها منظمات أجنبية تخرق بشكل متعمد القوانين المغربية، وتستهدف الأسس الاجتماعية والدينية للمجتمع المغربي، وتحاول المساس بالأخلاق العامة»، وقالت: إن أعمال الاستفزاز هذه «تعتبر غير مقبولة من طرف المجتمع المغربي بمختلف مكوناته».
وتزامن هذا الحدث مع موجة استياء عام في البلاد تسببت فيها واقعتان متتاليتان: الأولى تتعلق بمقاطع مسربة من فيلم سينمائي مغربي جديد وصفت بالإباحية، وأثارت جدلا واسعا، قررت على إثره السلطات منع الفيلم من العرض في القاعات السينمائية، ثم أعقب ذلك نقل قناة «دوزيم» المغربية حفل المغنية الأميركية جنيفر لوبيز في مهرجان موازين، الذي تضمن استعراضات فاضحة مليئة بالإيحاءات الجنسية.
وفي موضوع ذي صلة، وتعليقا على الجدل الذي أثاره منع فيلم «الزين لي فيك» لمخرجه نبيل عيوش، والاستياء من نقل حفل لوبيز على التلفزيون المغربي حذر حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، في بيان أصدره أمس عقب اجتماع مكتبه السياسي، مما سماه «خطر الوصاية الآيديولوجية على حرية التعبير والإبداع المكفولة بمقتضى الدستور، والمحاولات المتكررة والمكشوفة للحجر على فكر المغاربة، ومحاصرة الفن والإبداع، والتطاول على صلاحيات المؤسسات الدستورية المخول لها اتخاذ التدابير القانونية»، ودعا الحزب إلى «تفادي الأحكام المتسرعة، لحين إبداء أهل الاختصاص لآرائهم في الموضوع». ولم يحدد الحزب الجهة التي تسعى من وجهة نظره، إلى فرض الوصاية على فكر المغاربة، علما بأن منع السلطات المغربية للفيلم المذكور جاء استجابة لمطلب عدد كبير من المغاربة أنفسهم، الذين استهجنوا اللقطات الخليعة واللغة البذيئة التي استعملت في الفيلم.
كما دعا الحزب إلى ضرورة الارتقاء بالنقاش العمومي، بعيدا عما وصفها «حملات التحريض والتهييج الانتخابي، ونزوعات بث سموم الكراهية والعنف والتكفير».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».