إطلاق مشروع حماية خليج كوكودي في أبيدجان بحضور الملك محمد السادس والرئيس واتارا

تشرف عليه وكالة «مارشيكا ميد» المغربية ومؤسسات إيفوارية بتكلفة 202 مليون دولار

الملك محمد السادس ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا لدى ترؤسهما في أبيدجان حفل تقديم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي مساء أول من أمس (ماب)
الملك محمد السادس ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا لدى ترؤسهما في أبيدجان حفل تقديم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي مساء أول من أمس (ماب)
TT

إطلاق مشروع حماية خليج كوكودي في أبيدجان بحضور الملك محمد السادس والرئيس واتارا

الملك محمد السادس ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا لدى ترؤسهما في أبيدجان حفل تقديم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي مساء أول من أمس (ماب)
الملك محمد السادس ورئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن واتارا لدى ترؤسهما في أبيدجان حفل تقديم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي مساء أول من أمس (ماب)

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية ساحل العاج الحسن واتارا، في أبيدجان مساء أول من أمس، حفل تقديم مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، بتكلفة 1.7 مليار درهم (202 مليون دولار).
وقدم سعيد زارو، رئيس الإدارة الجماعية لوكالة «مارشيكا ميد» المغربية، عرضا سلط من خلاله الضوء على الخطوط العريضة لهذا المشروع الذي جرى إعداده تنفيذا للتعليمات الملكية الرامية إلى حماية وتثمين خليج كوكودي، وإعادة التأهيل الإيكولوجي للخليج وبحيرة إبريي. كما يهم المشروع، يضيف زارو، إنجاز سد ومنشآت هيدروليكية وبحرية، وإنشاء البنيات التحتية الطرقية، ومنشآت الولوج وقناة، فضلا عن إنجاز مارينا وحديقة حضرية، ومسالك مجهزة للتجول.
وأكد زارو أن هذا المشروع يهدف أيضا إلى تطوير برنامج طموح لإنجاز التجهيزات الرياضية، والثقافية، والترفيهية، والتجارية، لفائدة سكان مدينة أبيدجان، مضيفا أن هذا المشروع يشكل فرصة تاريخية تمكن الكفاءات الإيفوارية والمغربية بمختلف اختصاصاتها من العمل يدا في يد لخدمة هدف واحد، وهو ما سيمكن من تعزيز هذا التناسق، سواء على المستوى الإقليمي أو القاري.
كما تميز هذا الحفل بعرض شريط مؤسساتي يسلط الضوء على مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى في فبراير (شباط) 2014 تعليماته بأن تضع المؤسسة العمومية «مارشيكا ميد» خبرتها رهن تصرف الحكومة الإيفوارية، من أجل إنجاز مختلف الدراسات الإيكولوجية لبحيرة أيربيي وخليج كوكودي.
ويعنى هذا المشروع، المنجز بتعاون وثيق مع المؤسسات الإيفوارية، بالجوانب الهيدروليكية والترسبية والتطهير السائل والصلب، وتهيئة المنظر العام والحركية والنقل الحضري، كما يشمل المشروع رؤية مجالية بشأن تهيئة خليج كوكودي، ويقترح حلولا لتطهير بحيرة إيبريي وتجديد مياهها.
من جانبه، قدم بيير ديمبا، منسق المشروع الاستعجالي للبنيات التحتية الحضرية، لمحة عامة عن هذا المشروع المندمج، الذي من شأنه أن يساهم في تقديم حلول ملموسة وناجعة لعدد من الإشكاليات ذات الطابع المعماري والبيئي، التي يعاني منها خليج كوكودي. وبعد ما أشاد بالمستوى الممتاز لتنسيق وتنفيذ هذا المشروع، طبقا لإرادة قائدي البلدين، استعرض ديمبا عددا من الإجراءات والمبادرات المبرمجة على المستوى التقني في إطار هذا البرنامج المهيكل.
إثر ذلك، وقعت أربع اتفاقيات تتعلق بهذا المشروع، وهي اتفاقية إطار لمواكبة صاحب المشروع تتعلق بحماية وتثمين خليج كوكودي، وعقد توكيل لهيكلة وتركيب تمويل مشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، وبروتوكول اتفاقية لتخصيص تمويل ذي أولوية لمشروع حماية وتثمين خليج كوكودي، كما جرى توقيع اتفاقية شراكة بين مكتب الدراسات «الاستشارات.. الهندسة والتنمية» (سيد)، والمكتب الوطني للدراسات التقنية والتنمية (بنيت)، وقعها عن الجانب المغربي المدير العام لمكتب الدراسات «سيد» منصف الزياني، وعن الجانب الإيفواري المدير العامل في «بنيت» باسكال كرا كوفي. وفي أعقاب ذلك قدمت للملك محمد السادس والرئيس الإيفواري شروحا اعتمادا على مجسم للمشروع يبرز تقدم الأشغال به.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.