بعد يومين من غلقه بوابات سدود.. «داعش» يجفف أنهرًا متفرعة من الفرات في الأنبار

مجلس المحافظة يطالب بتدخل فوري وعملية أمنية استباقية لمنع كارثة

عراقيون يمشون في حوض الفرات شبه الجاف شرقي الرمادي أمس غداة غلق «داعش» سدا وناظما شمالي المدينة («الشرق الأوسط»)
عراقيون يمشون في حوض الفرات شبه الجاف شرقي الرمادي أمس غداة غلق «داعش» سدا وناظما شمالي المدينة («الشرق الأوسط»)
TT

بعد يومين من غلقه بوابات سدود.. «داعش» يجفف أنهرًا متفرعة من الفرات في الأنبار

عراقيون يمشون في حوض الفرات شبه الجاف شرقي الرمادي أمس غداة غلق «داعش» سدا وناظما شمالي المدينة («الشرق الأوسط»)
عراقيون يمشون في حوض الفرات شبه الجاف شرقي الرمادي أمس غداة غلق «داعش» سدا وناظما شمالي المدينة («الشرق الأوسط»)

صعّد تنظيم داعش في حرب المياه التي بدأها في أبريل (نيسان) من العام الماضي، عندما أغلق بوابات سد الفلوجة مجددا لعرقلة تقدم الجيش في مناطق غرب بغداد. فبعد أن أغلق التنظيم المتطرف سد الرمادي، أول من أمس، أعقب ذلك بإغلاق سد الفلوجة وناظم الورار في مدينة الرمادي، الذي يربط نهر الفرات ببحيرة الحبانية، 30 كم شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وأمام هذا التصعيد الخطير، طالب رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، مجلس النواب العراقي بعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع، داعيا إياه إلى اتخاذ قرارات سريعة خلال الجلسة وتنفيذ عملية أمنية استباقية لتحرير السدود وتدارك كارثة. وقال كرحوت لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش بدأ يتحكم بالسدود، وهذا الأمر يستدعي التحرك الفوري قبل حدوث كوارث، وعلى مجلس النواب عقد جلسة طارئة لمناقشة حرب المياه التي يستخدمها تنظيم داعش في المحافظة». وأضاف كرحوت «يجب اتخاذ قرارات سريعة حيال حرب المياه كونها لا تقل خطورة عن الحرب الاعتيادية».
إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار طه عبد الغني أن تنظيم داعش «أغلق بالكامل بوابات سد الفلوجة وقام بتحصين البوابات بحواجز كونكريتية نقلها من الدوائر الحكومية ومواقع متعددة في المدينة من أجل تحصينها من القصف الجوي الذي سيستهدف حتما البوابات». وأضاف عبد الغني «كما أغلق تنظيم داعش بوابات ناظم الورار شمال مدينة الرمادي، وأدى إغلاق الناظم إلى جفاف نهر الفرات في الجهة الشرقية للرمادي»، مشيرا إلى أن «التنظيم المتطرف يحول مياه نهر الفرات إلى بحيرة الثرثار والأنهر التي تم إلغاؤها خلال السنوات الماضية، مما تسبب في جفاف الأنهر التي تجري إلى ناحيتي الخالدية والحبانية اللتين تقعان تحت سيطرة القوات الأمنية».
من جانبه، قال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط»، إن إغلاق بوابات السدود في الأنبار جريمة جديدة تضاف لسلسلة الجرائم التي اقترفها تنظيم داعش الإرهابي بحق الشعب العراقي، فهو يسعى إلى قتل وتشريد الناس وتجويعهم وموتهم عطشا، ولم يسلم منه حتى الزرع والضرع. وأضاف العيساوي أن القوات المشتركة مستعدة لخوض معارك تحرير الأنبار، وسيكون موضوع السدود دافعا قويا للقضاء على هذا التنظيم الإجرامي الإرهابي وتحرير الأنبار من دنسه.
ويهدد قيام تنظيم داعش بغلق السدود بجعل عملية استعادة السيطرة على مدينة الرمادي أكثر تعقيدا، وسيسهل تنقل مسلحيه عبر النهر وعلى جانبيه، مما يزيد احتمالات تعرض القوات العراقية لهجمات. ويرى أركان خلف الطرموز، عضو مجلس محافظة الأنبار، أن تنظيم داعش «قد لا يمتلك عددا كافيا من المقاتلين لمواجهة التحالف الدولي حاليا (...) لذلك استخدم المياه كسلاح ضد المناطق التي توجد فيها قواعد عسكرية».
من جانب آخر، شن مسلحو تنظيم داعش هجوما استهدف منطقة جبة، 90 كم غرب مدينة الرمادي. وقال مصدر أمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة أمنية من عمليات الجزيرة والبادية تصدت لهجوم شرس شنه مسلحو تنظيم داعش على ناحية جبّة القريبة من مدينة البغدادي، وتمكنت من قتل سبعة مسلحين واعتقلت اثنين آخرين». وأضاف المصدر أن «القوات الأمنية العراقية تمكنت من قصف مواقع إطلاق الصواريخ من قبل مسلحي تنظيم داعش، باتجاه منطقة المجمع السكني بناحية البغدادي ودمرتها بالكامل».
وفي مدينة القائم على الحدود مع سوريا، أفاد مصدر أمني «الشرق الأوسط» بأن مسلحي تنظيم داعش أقدموا على إعدام أربعة من أقارب النائب عن اتحاد القوى الوطنية أحمد السلماني، مضيفا أن «عناصر (داعش) كانوا قد اختطفوا المدنيين الأربعة منذ سقوط مدينة القائم بيد التنظيم قبل أكثر من 11 شهرا».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».