«كيب راي» الأميركية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية تتوقف في إسبانيا

يفترض أن تنقل 700 طن من المواد الأكثر خطورة

«كيب راي» الأميركية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية تتوقف في إسبانيا
TT

«كيب راي» الأميركية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية تتوقف في إسبانيا

«كيب راي» الأميركية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية تتوقف في إسبانيا

أعلنت السفارة الأميركية في مدريد أن البارجة الأميركية «كيب راي» المجهزة لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية الأكثر خطورة، توقفت بداية من أمس (الخميس) في قاعدة روتا جنوب إسبانيا، في طريقها إلى إيطاليا.
وأعلنت السفارة أن سفينة الشحن ستتوقف في روتا لمدة غير محددة «في زيارة روتينية تسمح باستراحة الطاقم وإمداد السفينة». وأضافت أنه «عندما تفي سوريا بالتزاماتها تجاه الأمم المتحدة وتسلم عناصرها الكيماوية ستتوجه كيب راي من قاعدة روتا إلى الميناء الإيطالي حيث سيجري تحميلها»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأبحرت السفينة «كيب راي» في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي من مرفأ نورفولك شرق الولايات المتحدة، متوجهة إلى جويا تاورو، جنوب إيطاليا. وعندما تصل إلى جويا تاورو في كالابريا، يفترض أن ينقل إلى السفينة 700 طن من العناصر الكيماوية المصنفة «أولية واحد» وتدخل ضمن عناصر إنتاج غاز الخردل، قبل الإبحار مجددا لتدميرها في المياه الدولية. وينبغي أن ينقل النظام السوري أولا تلك الأسلحة إلى ميناء اللاذقية لنقلها على متن سفينتين نرويجية ودنماركية تتوجهان تحت الحراسة إلى جويا تاورو.
وغادرت شحنة ثانية من الأسلحة الكيماوية اللاذقية في 27 يناير بعد شحنة أولى في السابع من الشهر نفسه، وفق البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
ويفترض أن تمثل تلك المواد الكيماوية أكثر من 5700 طن وفق آدم باكر المختص الكيماوي في المركز الأميركي للقضاء على الأسلحة الكيماوية، وأن تسلم بعد ذلك لشركات متخصصة في معالجة النفايات الصناعية.
وفضلا عن طاقم «كيب راي» المكون من 35 عضوا، هناك 63 شخصا مكلفون بعمليات تدمير الأسلحة الكيماوية، وفريق أمني مسلح على متن البارجة وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي لم توضح ما إذا كانت البارجة ستتحرك تحت الحراسة خلال عمليات التدمير. ويفترض أن تستغرق تلك العمليات ما بين 45 و90 يوما.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.