في أول قراراته الرئاسية بعد حفل التنصيب، أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، في ساعة متأخرة مساء أمس (الثلاثاء) مراسيم جمهورية بإعفاء كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح، ونائب الرئيس حسبو عبد الرحمن، ومساعدي رئيس الجمهورية، والوزراء ووزراء الدولة، تمهيدا لتشكيل الحكومة الجديدة للبلاد.
وأكد إبراهيم غندور مساعد الرئيس السوداني، نائب رئيس الحزب الحاكم، في تصريحات صحافية (اليوم) الأربعاء أن الحكومة الجديدة للبلاد سيتم الإعلان عن تشكيلها خلال الساعات القادمة، مشيرا إلى أن الرئيس عمر البشير مصمم على إعلانها في أسرع وقت ممكن.
وأوضح غندور أن حجم الحكومة الجديدة للسودان لم يتم حسمه بعد، ولكنها لن تزيد عن سابقتها، لافتا إلى أنه لن يتم تعيين مستشارين لرئيس الجمهورية، وسيتم الاكتفاء بخمسة مساعدين للرئيس على أقصى تقدير، قائلا إن «تعيين الولاة (المحافظين) لن يتأخر كثيرا». ونوه بأن حكومة الخرطوم الجديدة ستشمل كذلك كافة القوى والأحزاب السياسية التي شاركت في الانتخابات الأخيرة بالبلاد، مضيفا أن «الأحزاب التي رفضت حصتها في الحكومة من حقها أن توافق أو ترفض أو تعتذر وهذا مجال واسع للعمل الوطني والشرط أن تكون هناك ممارسة سياسية ديمقراطية راشدة سواء كانوا في الحكومة أو خارجها». وأعلن مساعد البشير أن انطلاق الحوار الوطني سيكون في الأيام القادمة باتفاق آلية (7+7)، مشيرا إلى أن الرئيس أكد العفو عن حملة السلاح الراغبين في السلام، وقال إن «ضمانات المشاركة في الحوار على طاولة المفاوضات، وإن الحركات المسلحة تعرف ذلك».
وحول مكافحة الفساد، قال إن «الرئيس البشير أعلن عن مفوضية لمكافحة الفساد بقوانين واسعة وتتبع مباشرة له»، وطالب بإنهاء تعليق الصحف المتوقفة عن الصدور.
وفي سياق متصل، رهنت قوى الإجماع الوطني «المعارضة» بالسودان، مشاركتها في الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير، بتوجه حزب المؤتمر الوطني «الحاكم»، إلى (أديس أبابا)، والتفاوض مع قوى نداء السودان والجبهة الثورية، والمشاركة كذلك في المؤتمر التحضيري، فضلا عن إلغاء التعديلات الدستورية الأخيرة.
كما أكدت قوى الإجماع الوطني، أن خطاب الرئيس السوداني عمر البشير الذي ألقاه أمس (الثلاثاء) خلال حفل تنصيبه لدورة رئاسية جديدة، لم يحمل جديدا، وجددت رفضها المشاركة في الحوار الوطني حتى يتم الاتفاق على الاشتراطات التي طرحتها القوى السياسية بالبلاد لبدء هذا الحوار.
وقال الناطق الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني المعارض بالسودان أبو بكر يوسف، لصحيفة «السياسي» الصادرة بالخرطوم اليوم (الأربعاء) إن خطاب البشير لم يقدم معالجات واضحة حول التنمية والتهميش والحرب والسلام والعدالة الاجتماعية والأزمة الاقتصادية الراهنة بالبلاد، واصفا دعوة البشير للقوى السياسية للانضمام للحوار الوطني بـ«المراوغة».
ومن جانبه رفض نائب رئيس حزب الأمة القومي المعارض فضل الله برمة، الإعلان عن موقف حزبه الرسمي، مشيرا إلى اعتزامهم عقد اجتماع لدراسة الخطاب بتدقيق تمهيدا لإعلان موقفهم في بيان رسمي.
البشير.. بين المعارضة والحكومة الجديدة
قرارات تنشد الإصلاح بعد التنصيب
البشير.. بين المعارضة والحكومة الجديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة