ماكينة صغيرة لتحلية المياه الجوفية المالحة.. باستخدام أشعة الشمس

تصميم صغير ورخيص لإنتاج مياه للشرب والري في القرى النائية

تكنولوجيا شمسية تستطيع توفير المياه للقرى العطشى
تكنولوجيا شمسية تستطيع توفير المياه للقرى العطشى
TT

ماكينة صغيرة لتحلية المياه الجوفية المالحة.. باستخدام أشعة الشمس

تكنولوجيا شمسية تستطيع توفير المياه للقرى العطشى
تكنولوجيا شمسية تستطيع توفير المياه للقرى العطشى

كان المهندسون الأميركيون، الذين سافروا إلى مناطق ريفية في الهند منذ عامين، يعتقدون أنهم سوف يساعدون أهالي القرى الفقراء في التخلص من الميكروبات التي تحتويها مياه الشرب؛ لكن بعد فترة قصيرة من وصولهم بدأوا يسمعون عن مشكلة أخرى هي الملح. وقالت ناتاشا رايت، باحثة دكتوراه ومن أفراد فريق معهد «ماساشوستس» للتكنولوجيا الذي قام بالرحلة عام 2013: «ظل الناس يتحدثون عن الملح الذي يوجد في المياه. وكانت المياه الجوفية، التي توجد أسفل أرض القرى، ذات مذاق مالح».
وكانت تلك الشكاوى وراء التفكير في تكنولوجيا جديدة تستطيع توفير المياه يوما ما للقرى العطشى، والمزارع التي أصابها الجفاف في مناطق أخرى من العالم. وابتكر فريق معهد «ماساشوستس» نظاما لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية بحيث يتم تحويل المياه المالحة إلى مياه آمنة خالية من الملوثات قابلة للشرب لري المحاصيل الزراعية. وفي الوقت الذي يتم استخدام فيه عدد كبير من أنظمة تحلية المياه المختلفة حول العالم، ما يتفرد به هذا النظام هو تصميمه الصغير، والرخيص نسبيا، وعمله بالطاقة الشمسية مما يجعله مناسبا للاستخدام في مناطق نائية تفتقر إلى شبكة كهربائية يعتمد عليها، أو لا يوجد بها أي شبكات كهربائية على الإطلاق بحسب ما أوضحت رايت في حديثها لـ«واشنطن بوست».
ورأت لجنة التقييم الشهر الماضي أن الماكينة تمتلك إمكانيات مثيرة للإعجاب إلى حد جعل اللجنة تمنح المخترعين جائزة «ديزال» وقيمتها 140 ألف دولار، والتي تقدم برعاية مشروع «تأمين المياه من أجل الغذاء» التابع لهيئة التنمية الدولية الأميركية، ولحكومتي كل من السويد وهولندا. وشارك نحو 68 فريق هندسة من 29 دولة في المنافسة التي استضافها مكتب الاستصلاح التابع لوزارة الداخلية في ألاماوغوردو في نيو ميكسيكو.
وقالت إيستيفا لوبيز، مسؤولة الاستصلاح في الوزارة، بعد منح فريق معهد «ماساشوستس» وشريكه في البحث «جين إريغيشين سيستمز» الجائزة الكبرى: «يعد توفير مصدر مستدام للمياه أمر مهم بالنسبة للغرب وللبلاد وللعالم». وأوضحت رايت وزملاؤها المهندسين من معمل الهندسة، والبحث العالمي التابع لمعهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا، أنهم أدركوا درجة وجود المياه المالحة في طبقات الأرض بشمال ووسط الهند أثناء زياراتهم الرامية إلى البحث في حلول لمشاكل تلوث المياه المنتشرة في الهند. وإضافة إلى وجود ميكروبات في المياه، هناك مشكلة ملوحة المياه الجوفية في أغلب المناطق الريفية في الهند، حيث تحتوي تلك المياه على نسبة ملوحة أقل من نسبة الملوحة الموجودة في مياه البحر، لكنها تظل تمثل سببا للمشاكل.
وفي بعض القرى التي زارها الباحثون في معهد «ماساشوستس»، كان السكان المحليون يحاولون إزالة الملوحة من المياه باستخدام وسائل ترشيح المياه، ومواد كيميائية، لكن دون جدوى. وقالت والتر: «لقد كان الناس يشكون من المذاق المالح، وكان وجود الملح يفسد أواني الطهي».
وتعتبر أنظمة التحلية التقليدية مكلفة ويحتاج تشغيلها إلى قدر كبير من الكهرباء وهو ما يجعلها غير عملية بالنسبة إلى المناطق الزراعية النائية في الهند. وعوضا عن ذلك، صمم الباحثون في معهد «ماساشوستس» للتكنولوجيا نظاما يزيل الملح من خلال عملية تسمى «التنقية الكهربائية» باستخدام مجموعة من الأقطاب الكهربائية، والطبقات، للتخلص من الملح. وأضافوا ألواحا، وبطاريات شمسية لتشغيل المضخات، وشحن الأقطاب. وكخطوة أخيرة ركبوا نظم أشعة فوق بنفسجية لقتل أي ميكروبات تظل في المياه.
النموذج النهائي صغير الحجم بحيث يمكن تركيبه في الجزء الخلفي من جرار، ويحتوي على خلايا تحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية. وعندما يتم تشغيل النظام بالكامل سوف يوفر احتياج قرية يتراوح عدد سكانها بين ألفين وخمسة آلاف فرد من المياه على حد قول مسؤولين في معهد «ماساشوستس» للتكنولوجيا. ورغم أن سعر النموذج كان أكبر من سعر النظام كما أوضحت رايت، يأمل الفريق أن يتمكنوا من تخفيض تكاليف وحدة لاحتياجات قرية واحدة، إلى 11 ألف دولار.
هذا النظام منخفض التكلفة مفيد بالأساس لأنه يعالج المياه التي بها درجة من الملوحة، لا مياه البحر، التي تحتوي على نسبة أكبر من الملح. مع ذلك يمكن للنموذج، الذي يتم اختباره حاليا، معالجة المياه التي تحتوي على تركيز من الملح يصل إلى 4 آلاف جزء في المليون، وهو ما يعني أنه سيكون من المتاح استخدامه في 90 في المائة من الآبار الموجودة في الهند على حد قول رايت. ويبلغ متوسط نسبة تركيز الملح في مياه البحر نحو 35 ألف في المليون.
وأوضحت رايت قائلة: «هناك أماكن لا يمكن لهذا النظام أن يعمل بها، لكن ميزته هي أن استهلاكه للطاقة يبلغ نصف استهلاك الأنظمة الأخرى». وبفضل الخلايا الشمسية «يمكن الاستغناء عن التيار الكهربائي تماما» كما أضافت.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.