السعودية: حرب التبغ تقودها شخصية كارتونية.. تحت شعار «بطّلت»

خبير توعوي لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تحتل المرتبة الـ23 في استهلاك السجائر

جانب من بوسترات الحملة الضخمة التي انطلقت في السعودية مؤخرا
جانب من بوسترات الحملة الضخمة التي انطلقت في السعودية مؤخرا
TT

السعودية: حرب التبغ تقودها شخصية كارتونية.. تحت شعار «بطّلت»

جانب من بوسترات الحملة الضخمة التي انطلقت في السعودية مؤخرا
جانب من بوسترات الحملة الضخمة التي انطلقت في السعودية مؤخرا

تشن وزارة الصحة السعودية هذه الأيام حربا شرسة تجاه التبغ، في إطار التحرك للحد من عدد المدخنين في البلاد، إذ أطلقت حملة توعوية يغلب عليها الطابع الفكاهي، من خلال رسم كارتوني لشخصية طبيب يتخيل أن مرضاه يقولون له: «دكتور.. بطّلت»، وهي العبارة التي يتمنى مسؤولو الصحة سماعها من المواطنين، كناية عن هجرهم للتدخين إلى الأبد. وتقدم هذه الشخصية الكارتونية مجموعة من النصائح في الأماكن العامة ومواقع التواصل الاجتماعية، حيث يظهر تارة وهو يحذر قائلا: «أغلى ما لديك عائلتك فلا تعرضهم للخطر»، وفي مرة أخرى يقول: «لا تخسر رئتك بسبب سيجارة»، في حين يقدم نصائحه بالقول: «العزيمة والإرادة هما سلاحك للتخلص بالنسبة الصادقة عن عادة التدخين»، ولا تغيب المعلومات عن هذه الشخصية الكارتونية، إذ يقول: «التدخين يقتل أكثر من 5 ملايين إنسان سنويا».
يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من صدور نظام مكافحة التدخين في السعودية، الذي يعد نقلة كبيرة في الجهود التوعوية بهذا الإطار، في حين احتفلت الجهات الرسمية في البلاد مطلع هذا الأسبوع باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، ضمن مجموعة من الفعاليات الكبيرة والمتفرقة التي غصت بها أروقة المجمعات التجارية والمراكز العامة.
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أحمد البوعلي، رئيس المجلس الإشرافي لجمعية مكافحة التدخين (نقاء) في السعودية، أن «التشريعات التي تم وضعها لحماية المجتمع من الآثار السلبية للتدخين على الفرد والمجتمع تأتي منسجمة مع بنود الاتفاقية الإطارية الدولية لمكافحة التدخين التي وقّعت عليها المملكة، مما يدلل على الريادة للمملكة خليجيًا وإقليميًا ودوليًا».
ويضيف: «المملكة من أوائل الدول التي أثارت موضوع مكافحة التدخين في أروقة الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية، ومن الدول التي صادقت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والالتزام ببنودها، وصدور نظام مكافحة التدخين سيحقق خطوة كبيرة في تفعيل توجيهات القيادة الرشيدة، مؤملين كثيرا على تفعيله ليكون واقعا ملموسا في مجتمعنا لأن هذا جزء من الحلول الرئيسية التي نحتاج إلى تفعيلها». وأشار البوعلي إلى القرارات السعودية التي قضت بمنع التدخين، ومنها قرار المنع من التدخين في المطارات الصادر قبل نحو 5 سنوات، واصفا إياه بكونه «ضعيف المتابعة والتطبيق»، ويتابع: «أيضا قرار منع البيع لمن هم أقل من 18 سنة معدوم الرقابة والتنفيذ، بل 75 في المائة من مصادر حصول المراهقين على التبغ من البقالات وما زالت تبيع التدخين جملة وتفصيلا».
ويردف بالقول: «متفائل بصدور النظام الجديد لمكافحة التدخين، وهو خطوة جادة نحو الطريق الصحيح.. فالسجائر بلاء على مجتمعنا، والسعودية تعد من أكبر المستوردين للتدخين على مستوى العالم وتحتل المرتبة الـ23 بين الدول الأكثر استهلاكا للتبغ، وما أتمناه أن يكون هناك مزيد من التنسيق والدعم من وزارة الصحة لجمعية مكافحة التدخين (نقاء) ومثيلاتها لكي يكون العمل جنبا إلى جنب لتحقيق ما نصبو إليه».
تجدر الإشارة إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية تكشف وجود 6 ملايين مدخن في السعودية، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين مدخن عام 2020، مع كون السعودية تمثل المرتبة الرابعة عالميا بسبب استهلاك ما يزيد على 12 مليار ريال كل عام على السجائر، ولقد أظهرت دراسة حديثة أن التدخين ينتشر في 40 في المائة من المجتمع الرجالي و10 في المائة من المجتمع النسائي و15 في المائة من مجتمع المراهقين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.