تشن وزارة الصحة السعودية هذه الأيام حربا شرسة تجاه التبغ، في إطار التحرك للحد من عدد المدخنين في البلاد، إذ أطلقت حملة توعوية يغلب عليها الطابع الفكاهي، من خلال رسم كارتوني لشخصية طبيب يتخيل أن مرضاه يقولون له: «دكتور.. بطّلت»، وهي العبارة التي يتمنى مسؤولو الصحة سماعها من المواطنين، كناية عن هجرهم للتدخين إلى الأبد. وتقدم هذه الشخصية الكارتونية مجموعة من النصائح في الأماكن العامة ومواقع التواصل الاجتماعية، حيث يظهر تارة وهو يحذر قائلا: «أغلى ما لديك عائلتك فلا تعرضهم للخطر»، وفي مرة أخرى يقول: «لا تخسر رئتك بسبب سيجارة»، في حين يقدم نصائحه بالقول: «العزيمة والإرادة هما سلاحك للتخلص بالنسبة الصادقة عن عادة التدخين»، ولا تغيب المعلومات عن هذه الشخصية الكارتونية، إذ يقول: «التدخين يقتل أكثر من 5 ملايين إنسان سنويا».
يأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من صدور نظام مكافحة التدخين في السعودية، الذي يعد نقلة كبيرة في الجهود التوعوية بهذا الإطار، في حين احتفلت الجهات الرسمية في البلاد مطلع هذا الأسبوع باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، ضمن مجموعة من الفعاليات الكبيرة والمتفرقة التي غصت بها أروقة المجمعات التجارية والمراكز العامة.
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أحمد البوعلي، رئيس المجلس الإشرافي لجمعية مكافحة التدخين (نقاء) في السعودية، أن «التشريعات التي تم وضعها لحماية المجتمع من الآثار السلبية للتدخين على الفرد والمجتمع تأتي منسجمة مع بنود الاتفاقية الإطارية الدولية لمكافحة التدخين التي وقّعت عليها المملكة، مما يدلل على الريادة للمملكة خليجيًا وإقليميًا ودوليًا».
ويضيف: «المملكة من أوائل الدول التي أثارت موضوع مكافحة التدخين في أروقة الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية، ومن الدول التي صادقت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والالتزام ببنودها، وصدور نظام مكافحة التدخين سيحقق خطوة كبيرة في تفعيل توجيهات القيادة الرشيدة، مؤملين كثيرا على تفعيله ليكون واقعا ملموسا في مجتمعنا لأن هذا جزء من الحلول الرئيسية التي نحتاج إلى تفعيلها». وأشار البوعلي إلى القرارات السعودية التي قضت بمنع التدخين، ومنها قرار المنع من التدخين في المطارات الصادر قبل نحو 5 سنوات، واصفا إياه بكونه «ضعيف المتابعة والتطبيق»، ويتابع: «أيضا قرار منع البيع لمن هم أقل من 18 سنة معدوم الرقابة والتنفيذ، بل 75 في المائة من مصادر حصول المراهقين على التبغ من البقالات وما زالت تبيع التدخين جملة وتفصيلا».
ويردف بالقول: «متفائل بصدور النظام الجديد لمكافحة التدخين، وهو خطوة جادة نحو الطريق الصحيح.. فالسجائر بلاء على مجتمعنا، والسعودية تعد من أكبر المستوردين للتدخين على مستوى العالم وتحتل المرتبة الـ23 بين الدول الأكثر استهلاكا للتبغ، وما أتمناه أن يكون هناك مزيد من التنسيق والدعم من وزارة الصحة لجمعية مكافحة التدخين (نقاء) ومثيلاتها لكي يكون العمل جنبا إلى جنب لتحقيق ما نصبو إليه».
تجدر الإشارة إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية تكشف وجود 6 ملايين مدخن في السعودية، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين مدخن عام 2020، مع كون السعودية تمثل المرتبة الرابعة عالميا بسبب استهلاك ما يزيد على 12 مليار ريال كل عام على السجائر، ولقد أظهرت دراسة حديثة أن التدخين ينتشر في 40 في المائة من المجتمع الرجالي و10 في المائة من المجتمع النسائي و15 في المائة من مجتمع المراهقين.
السعودية: حرب التبغ تقودها شخصية كارتونية.. تحت شعار «بطّلت»
خبير توعوي لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تحتل المرتبة الـ23 في استهلاك السجائر
السعودية: حرب التبغ تقودها شخصية كارتونية.. تحت شعار «بطّلت»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة