أريزونا: رتزهايمر يختفي بعد المظاهرة المسلحة ضد الإسلام

وسط أنباء أنه سيخطط لمظاهرة أخرى

أريزونا: رتزهايمر يختفي بعد المظاهرة المسلحة ضد الإسلام
TT

أريزونا: رتزهايمر يختفي بعد المظاهرة المسلحة ضد الإسلام

أريزونا: رتزهايمر يختفي بعد المظاهرة المسلحة ضد الإسلام

تضاربت، أمس (الاثنين)، الأخبار حول جون رتزهايمر، جندي المارينز الذي حارب في أفغانستان والعراق، ونظم، يوم الجمعة الماضية، مظاهرة مسلحة ضد الإسلام والمسلمين أمام جامع فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا.
بينما قالت أخبار إنه يخطط لمظاهرة مسلحة أخرى، قالت أخبار إنه اختفى بعد أن وصلته تهديدات بالقتل.
أول من أمس، ظهر رتزهايمر في تلفزيون «سي إن إن»، وقال إن «الهدف من المظاهرة المسلحة كان مواجهة الإسلام. والدفاع عن الحرية الأميركية». وعارضه الذين قالوا إنه يسعى لاستفزاز المسلمين، حتى إذا ردوا عليه، أثبت نظريته بأن الإسلام دين عنف، وأن المسلمين عنيفون. وقال: «عندما كتب الآباء المؤسسون وثيقة إعلان الاستقلال وحرية التعبير، ربما كان هناك من يرى أنها فكرة خاطئة».
وأضاف: «لا حدود لنا في الدفاع عن حرية التعبير».
وفي إجابة على سؤال بأن القرآن كتاب الله، ويدعو إلى السلام، قال رتزهايمر: «أريد أن أعكس حقيقة ما هو مكتوب في القرآن». وقال إن «القرآن يخيف الناس»، وإنه لا يريد أن يعيش في خوف، مثلما لم يرد الآباء المؤسسون أن يعيشوا في خوف.
وعن اشتراكه في القتال في العراق، قال إنه «ذهب إلى هناك لمواجهة الإسلام في عقر داره». وأضاف: «ليس الإسلام إلا دين إرهاب، وذهبت لأحارب الإرهاب، وسأظل أحارب الإرهاب».
وعن دعوته للمتظاهرين بأن يحضروا أسلحتهم، قال: «الذين حرروا هذا الوطن كانوا يحملون السلاح». وعن استعمال عبارات بذيئة لوصف الإسلام، قال إنه «يريد جذب انتباه الناس».
وعن التشابه بينه وبين «القاعدة» و«داعش» الإرهابيتين وقولهما إن «هناك حربا أبدية بين الإسلام والغرب»، قال: «نعم، يوجد تشابه»، لكنه رفض أن يتحدث أكثر عن هذه النقطة.
حسب موقع «تون ووتش»، فتزهايمر ملحد، وينتمي إلى عائلة يهودية تعود أصولها إلى ألمانيا.
يوم الجمعة الماضي، نظم نحو مائتي شخص المظاهرة. وهتفوا بشعارات معادية للإسلام، ووصفوه بأنه «دين القتلة». وكان نحو مائة شخص تجمعوا في الجانب الآخر من الشارع، ووقفت أعداد كبيرة من الشرطة بينهما. ودعا هؤلاء إلى «الحب، لا الحرب».
وكان إمام المسجد حث المصلين على عدم الاشتباك مع المتظاهرين، وعدم مواجهة «الإساءة بالإساءة». وقال الإمام، أسامة الشامي، للمصلين خلال خطبة الجمعة: «يجب أن نذكر أنفسنا بضرورة ألا نقابل الإساءة بالإساءة ولكن بالتسامح والرحمة والحسنى». في صفحته في موقع «فيسبوك»، وضع فتزهايمر صورا لنفسه، وهو يرتدي قميصا يحمل شعارا مسيئا للإسلام، وهو يلوح بالعلم الأميركي. وعن سبب تنظيم المظاهرة، كتب: «هذا رد على الهجوم الذي وقع في تكساس في الآونة الأخيرة». وأشار إلى ضرورة أن يحمل المتظاهرون الأسلحة معهم «لأن هناك مسلمين عنيفين ربما سيريدون مواجهتنا وقتلنا».
حسب وكالة الصحافة الفرنسية، توجد حملة في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة لمواجهة الإسلام والمسلمين. وتوجد جماعات مناهضة للإسلام تواصل تنظيم مظاهرات، وشراء إعلانات لهذا الغرض. وأنها «تصف الإسلام بأنه دين عنف. وأنها تستشهد غالبا بالوحشية القاتلة لتنظيم داعش في العراق وسوريا».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.