الخارجية الأميركية: باترسون قادت محادثات حول اليمن لبحث وقف النار

ثمنت جهود مسقط في الإفراج عن الصحافي الأميركي المحتجز كيسي كومبس

صورة من وكالة الأنباء العمانية لكيسي كومبس كان معتقلا لدى جماعة الحوثي التي سلمته للسلطات العمانية أمس (أ. ف. ب)
صورة من وكالة الأنباء العمانية لكيسي كومبس كان معتقلا لدى جماعة الحوثي التي سلمته للسلطات العمانية أمس (أ. ف. ب)
TT

الخارجية الأميركية: باترسون قادت محادثات حول اليمن لبحث وقف النار

صورة من وكالة الأنباء العمانية لكيسي كومبس كان معتقلا لدى جماعة الحوثي التي سلمته للسلطات العمانية أمس (أ. ف. ب)
صورة من وكالة الأنباء العمانية لكيسي كومبس كان معتقلا لدى جماعة الحوثي التي سلمته للسلطات العمانية أمس (أ. ف. ب)

أكدت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن مساعدة وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون اجتمعت بمختلف الأطراف اليمنية في مسقط بسلطنة عمان كما التقت مسؤولين من الحكومة اليمنية خلال زيارتها للمملكة العربية السعودية بهدف بحث الأزمة اليمنية بشكل عام وبحث إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين في اليمن.
وأفصحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية عن المحادثات السياسية متعددة الأطراف التي تقودها الولايات المتحدة في العاصمة العمانية مسقط. وقد نشرت «الشرق الأوسط» يوم السبت الماضي جانبا من مسودة الاتفاق التي يجري التباحث حولها والتي تقضي لإنهاء القتال وإعادة السلطة الشرعية والبدء في حوار سياسي والقبول بمبدأ إعادة تقسيم اليمن إلى إقليمين بدلا من ستة أقاليم مع إعادة تكوين الجيش واستبعاد أي دور سياسي للمخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت هارف خلال المؤتمر الصحافي للخارجية مساء الاثنين «إن باترسون قد عادت إلى واشنطن بعد مشاورات عقدتها في كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية حيث أجرت عدة محادثات مع مختلف الأطراف اليمنية حول عدة قضايا تتعلق بالأزمة اليمنية والأميركيين المحتجزين في اليمن بهدف دفع جهود إجراء حوار بين الأطراف حيث تقوم الولايات المتحدة بدور قيادي في هذا الحوار وبحث وقف إطلاق النار وعقد هدنة تسمح بدخول المساعدات الإنسانية وهو أمر ندفع له بقوة».
ورفضت هارف الإفصاح عن تفاصيل لقاء باترسون مع جماعة الحوثي وشددت عدة مرات أن باترسون التقت مع مختلف الأطياف اليمنية دون أن تشير إلى لقاء مع الحوثيين بشكل مباشر، وشددت على أهمية المشاورات التي تجريها الولايات المتحدة مع الحكومة اليمنية. ويعد اجتماع مسؤولين أميركيين مع الأطراف اليمنية في سلطنة عمان (بما فيهم الحوثيون) هو الأول من نوعه بين الولايات المتحدة الحليف الرئيسي للمملكة العربية السعودية، وتلك الأطراف اليمنية منذ بداية الحرب في 26 مارس (آذار) الماضي.
وأشارت هارف إلى محادثات أميركية عمانية لإطلاق سراح المعتقلين الأميركيين في اليمن حيث أشار مسؤولون أميركيون إلى أن أربعة مواطنين أميركيين محتجزون لدى قوات الحوثي في اليمن، وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن ثلاثة منهم يعملون في وظائف بالقطاع الخاص والرابع يحمل الجنسيتين اليمنية والأميركية. وأكدت هارف إطلاق سراح أحد هؤلاء المحتجزين بفضل الوساطة العمانية.
وثمنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جهود سلطنة عمان في الإفراج عن الصحافي الأميركي المحتجز كيسي كومبس وأكدت سفره من اليمن إلى سلطنة عمان وأوضحت أن بلادها تبذل كل الجهد للإفراج عن الكثير من الأميركيين المحتجزين في اليمن.
وتحاول واشنطن دفع الأطراف اليمنيين للاستجابة لجهود الأمم المتحدة لعقد مؤتمر جنيف والوصول إلى مرحلة انتقالية سريعة في اليمن. وقد أعلنت الولايات المتحدة منذ بداية ضربات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية مساندتها للمملكة ولحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باعتباره الرئيس الشرعي لليمن وأعلنت إدارة الرئيس أوباما توفير المساعدات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية للمملكة العربية السعودية خلال حملتها في اليمن.
ونقلت «رويترز» عن راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية أن الاجتماعات التي شارك فيها المسؤولون الأميركيون في مسقط جاءت بناء على طلب أميركي، مشيرا إلى قيام الطائرات الأميركية بنقل الحوثيين إلى مسقط وأن الحكومة اليمنية لم تكن طرفا في المحادثات، وقال بادي «إن هذه المحادثات تعقد في إطار الجهود الدولية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يتضمن دعوة كافة الأطراف في اليمن إلى إنهاء العنق دون قيد أو شرط».
وأشار مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية وثيقة ومهمة وأن زيارة باترسون للسعودية تطرقت إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمن المملكة وأهمية التعامل مع أي تهديدات لأمن المملكة العربية السعودية من المنطقة الجنوبية. وأضاف: «إن واشنطن مهتمة بإيجاد حل سياسي سريع لليمن وحث كافة الأطراف على إعلاء مصلحة اليمن أولا».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».