الجميل يطلق البحث بخطة «مارشال عربي» مراهنًا على «استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة»

ساويرس لـ {الشرق الأوسط} : إيجاد مناطق آمنة يشجع مشاريع اقتصادية والاستثمار في ظل هذه الظروف

الجميل يطلق البحث بخطة «مارشال عربي» مراهنًا على «استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة»
TT

الجميل يطلق البحث بخطة «مارشال عربي» مراهنًا على «استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة»

الجميل يطلق البحث بخطة «مارشال عربي» مراهنًا على «استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة»

استبق الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أمس، تطورات المنطقة، باستضافته في «بيت المستقبل» الذي افتتحه أمس أيضا في منطقة بكفيا في جبل لبنان، مؤتمر «مشروع مارشال العربي.. شراكة وتعاون من أجل مستقبل أفضل للشرق الأوسط»، ليكون الأول من نوعه في العالم العربي، وسط الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وتمدد تنظيم داعش رغم الجهود الدولية لاحتوائه.
والمشروع الذي يراهن الجميل فيه على «استرجاع النخب للمساهمة في إعادة إعمار المنطقة سياسيًا وإنمائيًا»، يماثل مشروع مارشال الاقتصادي الذي وضعه رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية الجنرال جورج مارشال لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، رغم أن المشروع الأميركي لأوروبا تلا اتفاقات سلام أنهت الحرب في أوروبا، خلافًا للأزمات التي لا تزال مشتعلة في المنطقة، وتمدد تنظيم داعش الذي ألغى الحدود بين سوريا والعراق.
غير أن كثيرين يشاركون الجميل تطلعاته بإطلاق البحث في مشروع «مارشال عربي» في هذا الوقت. ويخالف رجل الأعمال المصري نجيب ساويريس القول إن ما يحصل في المنطقة يعقد الدعوات لخطة مارشال عربية بالنظر إلى أن «المنطقة مشتعلة، و(داعش) يشكل خطرًا على الإنسانية والمنطقة بأكملها بدءًا من سوريا والعراق وليبيا». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لي رأي مخالف لهذا الاعتقاد، فالبداية لا بد أن تكون الآن، لأن الاقتصاد قد يكون هو الحل».
ويشير ساويريس الذي شارك في المؤتمر أمس إلى أن «القسم الأكبر من الشباب الذين انضموا إلى تنظيم داعش، أو التنظيمات المتشددة الأخرى، اتخذ خطوته لأنه يائس من مستقبله، فتلقفته التنظيمات الإرهابية وعرضت عليه الرواتب ووفرت له الزواج والمسكن». ويضيف: «لذلك، لا بد أن تكون البداية في ظل هذه الأجواء الصعبة»، إذ «من الممكن أن توجد مناطق آمنة تبدأ فيها مشاريع الاقتصادية والاستثمار في ظل هذه الظروف»، لافتًا إلى أنه «أمامنا نموذج كردستان العراق الذي نجح بإقامة منطقة عازلة وآمنة واتجهت الاستثمارات الاقتصادية إليه».
ويؤكد ساويرس أن التنمية الاقتصادية ستكون «جزءًا كبيرًا من الحل للأزمات التي تعصف في المنطقة».
والمؤتمر الذي نظم بالتعاون مع «مؤسسة كونراد آديناور» أمس، وشاركه فيه عدد من السياسيين والباحثين والمفكرين والاقتصاديين من العرب والأجانب، تناول مستقبل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط، في خضم الاضطرابات التي تشهدها دوله ومجتمعاته والصدامات داخل مكونات الإسلام السياسي، وحصيلة «الربيع العربي»، إضافة إلى تبدل موازين القوى الإقليمية.
وركزت مناقشاته على تجربة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، التي حققت الاستقرار والإنماء في أوروبا، وإمكانية تطبيقها في لبنان والدول العربية، عبر مشروع «مارشال عربي».
وأعلن الجميل في مستهل المؤتمر، افتتاح «بيت المستقبل»، مؤكدًا في كلمته أن حراك «بيت المستقبل» الفكري «يهدف إلى كسر زمن الرتابة في العالم العربي الذي بات في نفق الصراعات، التي زعزعت أنظمة، وأزالت حدودًا وأدمت قلوبًا».
وقال إن لبنان والمنطقة يحملان نوعين من المتفجرات، «أولهما السلاح خارج الشرعية والخارج عن الشرعية، وهو في كل الأحوال سلاح فتاك ضد كل الشرعية، وذو طابع فئوي أو طائفي أو مذهبي، وهنا الإشكالية الأولى التي تزيد من ضراوة القتال والاقتتال»، وثانيهما «المواجهة الطائفية، المذهبية، الإثنية المدمرة في المنطقة والتي ترخي بتداعياتها على الداخل».
وشارك في الندوات مستشارون من مؤسسات تعنى بوضع الاستشارات الاستراتيجية في العالم، وأكاديميون من الجامعة اللبنانية وجامعة شيربروك في كندا، ومركز توليدو للدراسات في مدريد، والدكتور حسن منيمنة مدير مؤسسة ميدل إيست الترناتيف في واشنطن، ونجيب ساويريوس، المدير التنفيذي لشركة «أوراسكوم» للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا في مصر، الذين ناقشوا مستقبل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط في ضوء الاضطرابات التي تشهدها دول المنطقة ومجتمعاتها، والنزاعات بين مكونات الإسلام السياسي، والتبدل الحاصل في موازين القوى الإقليمية، إضافة إلى الشراكة العالمية من أجل الشرق الأوسط.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».