قتل أمس عنصر من كتيبة بنغلاديش في بعثة الأمم المتحدة في مالي، وأصيب آخر بجروح خطيرة في باماكو، في وقت تسعى فيه البعثة إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار الذي تم خرقه منذ شهر في شمال البلاد.
ولف الغموض أسباب مقتل الجندي، خاصة أنه يأتي في وقت يزداد فيه التوتر بين قوة الأمم المتحدة والمعسكر الحكومي الذي يتهمها بالتساهل مع حركة التمرد في شمال البلاد. وذكرت بعثة الأمم المتحدة في بيان وقوع «حادث تعرضت له سيارة تابعة للبعثة» مساء أول من أمس «في محيط مطار باماكو»، مؤكدة معلومات من مصادر أمنية. وجاء في البيان أنه «أصيب جندي في قوة الأمم المتحدة وتوفي آخر متأثرا بجروحه»، مضيفا أن التحقيق «سيسمح بتحديد ملابسات الحادث».
وأكد مصدر أمني مالي لوكالة الصحافة الفرنسية فتح «تحقيق لمعرفة ما جرى تحديدا لأننا لم نعثر على آثار رصاص، بل فقط آثار دماء على السيارة». وكان الجنديان ينتميان إلى كتيبة بنغلادش، أهم كتيبة في قوة الأمم المتحدة مع أكثر من 1700 عسكري وشرطي من أصل 10 آلاف، يسيران في سيارة رباعية الدفع قبل تعرضهما للاعتداء.
وتظاهر صباح أمس آلاف الماليين في باماكو لدعم اتفاق السلام، الذي وقعه المعسكر الحكومي والوساطة الدولية، وليس المجموعات المتمردة الرئيسية، وردد المتظاهرون «نعم للسلام.. لا للحرب» و«حرروا شمال مالي». فيما صرح الأستاذ الجامعي كيسيما تراوري بأنه أتى لدعم حكومته «وخصوصا الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا الذي كان صريحا جدا في انتقاده للأمم المتحدة»، حيث قام بعد انتهاء حفل توقيع الاتفاق بباماكو في 15 من مايو (أيار) الحالي، بالتوجه إلى قائد عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو، داعيا الأمم المتحدة إلى «إظهار إنصاف وعدالة» حيال مالي.
وفي اليوم التالي احتج لادسو على عدم الامتنان لـ«تضحيات» بعثة الأمم المتحدة في مالي، التي فقدت 35 من عناصرها في هجمات اعتبرت «الأعلى تكلفة من حيث الخسائر البشرية» منذ حرب الصومال في تسعينات القرن الماضي.
وغالبا ما تتعرض هذه البعثة لهجمات في شمال البلاد، ومع أن الهجمات ضدها تكون نادرة في العاصمة، إلا أن إطلاق النار يأتي بعد خمسة أيام على قيام مسلح بفتح النار على مقر إقامة عناصر من البعثة في حي فاسو كانو بالعاصمة.
من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمي أن المعارك «أرغمت 31 ألف شخص على الفرار معظمهم من تمبكتو» (شمال غرب)، معلنا إطلاق عملية توزيع أغذية منذ السبت على 29 ألف نازح. وأكد البرنامج في بيان «عبور أكثر من 500 شخص الحدود مع النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو في الأيام الماضية».
وكان شمال مالي قد سقط في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2012 بأيدي مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بعد هزيمة الجيش أمام المتمردين. ورغم طرد قسم كبير من الجهاديين من هذه المنطقة في عملية سرفال الفرنسية في يناير (كانون الثاني) 2013 لا تزال مناطق شاسعة من البلاد تفلت من سيطرة السلطات.
وتبدأ هذا الأسبوع في الجزائر «سلسلة مشاورات» لحمل التمرد على توقيع اتفاق.
مقتل عنصر من بعثة الأمم المتحدة في مالي
آلاف الماليين يتظاهرون في باماكو لدعم اتفاق السلام
مقتل عنصر من بعثة الأمم المتحدة في مالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة