الجيش اللبناني يوقف أحد «أخطر» المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

فكك سيارتين مفخختين إحداهما في بيروت والأخرى على متنها ثلاث نساء قرب عرسال

الجيش اللبناني يوقف أحد «أخطر» المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»
TT

الجيش اللبناني يوقف أحد «أخطر» المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

الجيش اللبناني يوقف أحد «أخطر» المطلوبين من كتائب «عبد الله عزام»

حقق الجيش اللبناني أمس «إنجازا» أمنيا نوعيا بتوقيفه المدعو الفلسطيني نعيم إسماعيل محمود، المعروف باسم نعيم عباس، وهو أحد أخطر المطلوبين من القياديين في صفوف كتائب «عبد الله عزام»، ومتورط بإعداد وتجهيز سيارات مفخخة، انفجر بعضها في مناطق عدة خلال الأشهر الأخيرة في لبنان وكان بعضها الآخر معدا للتفجير في الأيام المقبلة.
وقادت اعترافات عباس السريعة بعد توقيفه إلى ضبط سيارتين مفخختين، الأولى في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت، قرب مكان توقيفه ومفخخة بنحو 100 كيلوغرام من المتفجرات وبداخلها حزام ناسف، والثانية على المدخل الغربي لبلدة عرسال البقاعية، وكان بداخلها ثلاث سيدات، مفخخة بنحو 40 كيلوغراما من المواد المتفجرة. كما نفذ الجيش، بناء على الاعترافات ذاتها، عمليات دهم في منطقة السعديات، بحثا عن مستودع، عثر فيه على سيارات مسروقة ومواد متفجرة وهويات مزورة، وضبط أربعة صواريخ معدة للإطلاق باتجاه بيروت في أحد الأحراج في بلدة الدبية، جنوب بيروت. ويأتي توقيف عباس، بعد ورود اسمه في محاضر التحقيق مع الموقوف من «كتائب عبد الله عزام» عمر الأطرش، الذي اعترف بنقل انتحاريين وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة، قال الشهر الماضي إنه كان يتسلمها من الحدود مع سوريا ويسلمها إلى عباس.
وتبنت «كتائب عبد الله عزام» إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل الصيف الماضي، وتفجيرا انتحاريا مزدوجا استهدف مقر السفارة الإيرانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وإطلاق صواريخ استهدفت مدينة الهرمل الشهر الماضي.
وبتوقيف عباس أمس، ارتفع عدد القياديين الموقوفين من كتائب «عبد الله عزام» إلى أربعة، وهم إضافة إليه كل من عمر الأطرش وجمال دفتردار ونواف الحسين، وذلك بعد أقل من شهرين على توقيف أمير الكتائب المرتبطة بتنظيم القاعدة ماجد الماجد، في بيروت في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ومن ثم وفاته في الرابع من يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب تدهور حالته الصحية بسبب معاناته من فشل كلوي. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، في بيان أصدرته أمس، أن «الجيش كان يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وجرت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة، في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه صباح أمس». وأشارت إلى أنه «فور بدء عملية التحقيق معه، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقا، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة - بيروت، فجرى مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها نحو 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، إضافة إلى عدد من القذائف». كما ضبطت قوى الجيش، وفق البيان ذاته «سيارة ثانية من نوع (كيا) لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. ولوحقت السيارة وأوقفت عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث».
في حين أن السيارة المفخخة في بيروت كانت مركونة في موقف سيارات بين ست سيارات أخرى في صف واحد، وهي من نوع «تويوتا» رباعية الدفع مسروقة وتحمل لوحة تسجيل مزورة.
وأفادت قيادة الجيش، في بيانها ذاته، باعتراف عباس «بوجود مخابئ لسيارات مفخخة»، جرت مداهمتها أمس، مشيرة إلى أنه «أدلى أيضا باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيرا»، على أن تصدر لاحقا «بيانا تفصيليا حول العملية والمتورطين فيها».
ويعد نعيم عباس، واحدا من أخطر المطلوبين في لبنان، وأكدت تقارير إعلامية أمس معرفته بعدد من الانتحاريين الذين نفذوا تفجيرات استهدفت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، وتخومها خلال الأسابيع الماضية، وكان يعد لمزيد من التفجيرات وهو ما أكده اعترافه بسيارة مفخخة كانت مركونة في مكان قريب من المبنى الذي كان يقطنه في منطقة كورنيش المزرعة.
وكانت مخابرات الجيش اللبناني داهمت صباحا المبنى الذي يقطنه عباس في محلة المزرعة، وتمكنت من توقيفه وثلاثة آخرين، بينهم الانتحاري الذي كان مقررا، وفق ما ذكرته المؤسسة اللبنانية للإرسال، أن يقود السيارة المفخخة لتفجيرها في منطقة الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله. ويتحدر عباس من مخيم عين الحلوة، حيث أقام لفترة طويلة، وكان قريبا من حركة الجهاد الإسلامي، قبل أن يصبح أكثر التصاقا بجهات أصولية ناشطة في المخيم، بينها تنظيم «فتح الإسلام» الذي خاض الجيش اللبناني ضده مواجهات عنيفة في مخيم نهر البارد عام 2007. وسبق أن سجن بتهمة إطلاق صواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل، والمشاركة في اعتداءات على الجيش وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».