أكدت ميانمار أمس عزمها ترحيل نحو مائتين من المهاجرين العالقين في البحر جرى إنقاذهم قبالة سواحلها، فيما أفاد تقرير ماليزي بأن السلطات الماليزية تبحث توطين المهاجرين العالقين في جزيرة بينانغ الشمالية بشكل مؤقت.
وبعد إنقاذ 208 مهاجرين عثر عليهم مكدسين عراة الصدور في مركب خشبي قرب مدينة ماونغداو، التي تعد نقطة انطلاق كثير من مراكب السكان المحليين الفارين من ميانمار، أعلنت الرئاسة أمس أن هؤلاء المهاجرين سيجري ترحيلهم إلى بنغلاديش. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زاو هتاي المتحدث باسم الرئاسة في ميانمار قوله: «إننا نقدم لهم مساعدة إنسانية وبعد ذلك نرسلهم مجددًا إلى بلدانهم»، مؤكدا أنه «على اتصال مع حرس الحدود في بنغلاديش».
والمركب الذي تم جره صباح أول من أمس هو الأول الذي تم إنقاذه من قبل سلطات ميانمار منذ اندلاع الأزمة مطلع مايو (أيار) الحالي على إثر تشدد سياسة تايلاند التي تعتبر عادة بلد عبور.
وميانمار التي تشهد نزعة قومية بوذية معادية للمسلمين هي في صلب هذه المشكلة الإقليمية لا سيما أن عددا كبيرا من المهاجرين السريين الذين يسلكون البحر ينتمون إلى أقلية الروهينغا المسلمة في هذا البلد. أما البلد الآخر الذي يشهد تدفقا للمهاجرين فهو بنغلاديش المجاورة.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن آلاف المهاجرين القادمين من ميانمار وبنغلاديش تائهون في خليج البنغال فيما يقترب موعد الرياح الموسمية. وقد خففت دول عدة في المنطقة سياستها هذا الأسبوع تحت الضغط الدولي، إذ توقفت ماليزيا وإندونيسيا عن صد المراكب. واستقبل أكثر من 3500 مهاجر في ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند. وشددت هذه الدول على غرار ميانمار على أن هذا الاستقبال مؤقت في انتظار نقلهم إلى بلد ثالث.
من جانبها، نقلت صحيفة «ستار» الماليزية أمس عن كبير مفتشي الشرطة الجنرال خالد أبو بكر قوله إن جزيرة بينانغ الشمالية تعد موقعًا مناسبًا لتوطين هؤلاء المهاجرين مؤقتًا «مما يجعل نقل المهاجرين أسهل لنا». وأضاف أن «الحكومة قد تتطلع إلى بينانغ لبناء مستوطنة مؤقتة بها حتى تستطيع الهيئات توطين مهاجرين من أقلية الروهينغا بشكل أسهل». وأضاف: «سنتوخى الحذر في توثيق المهاجرين بمساعدة إدارة الهجرة». وتقع ولاية بينانغ على الساحل الشمالي الغربي من شبه الجزيرة الماليزية. وجزء من بينانغ يقع في البر الرئيسي بينما يشكل جزء آخر منها جزيرة تحمل نفس الاسم.
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يقوم بزيارة إلى هانوي، دول المنطقة إلى عدم وقف جهودها، مشددًا على أن «الأولوية الأولى هي إنقاذ أرواح آلاف المهاجرين التائهين في البحر». وقال الأمين العام للأمم المتحدة للصحافيين: «عندما يكون الناس متروكين لأمرهم في البحر فإن الأولوية الأولى تقضي بالذهاب للبحث عنهم وإنقاذهم وتقديم مساعدة إنسانية لهم». وعبر عن الأمل في أن تتصدى دول المنطقة لـ«جذور» هجرة الروهينغا الأقلية المضطهدة في ميانمار والبنغلاديشيين الذين يهربون من البؤس، وذلك أثناء قمة إقليمية مقررة في تايلاند في 29 مايو الحالي.
وترفض ميانمار الاعتراف بأقلية الروهينغا، حتى أن زعيمة المعارضة أونغ سان سوتشي نفسها تلتزم الصمت حيال الموضوع منذ بداية الأزمة. وأثار قرار جر المركب إلى الشاطئ أول من أمس غضب القوميين البوذيين المتطرفين. وكان أكثرهم تطرفا الراهب وراثو المعروف بخطبه المعادية للمسلمين، والذي ندد على صفحته على الـ«فيسبوك» أول من أمس باستقبال تم «تحت الضغط الدولي». وكتب «إذا أسعفنا هؤلاء الناس، فإن الخطر سيأتي».
وتعتبر سلطات ميانمار أفراد أقلية الروهينغا (1.3 مليون شخص) مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش المجاورة بمن فيهم أولئك الذين استقروا منذ أجيال في هذا البلد. ويستمر تدفق لاجئي المراكب من ميانمار وبنغلاديش نحو ماليزيا وإندونيسيا عبر تايلاند منذ سنين. لكن الظاهرة اتخذت منحى مأساويا منذ مطلع مايو وتضعضع الشبكات السرية على إثر انتهاج السياسة القمعية الجديدة في تايلاند.
8:2 دقيقة
ميانمار تصر على ترحيل المهاجرين.. وماليزيا تبحث توطينهم في إحدى جزرها
https://aawsat.com/home/article/367761/%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%87%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AD%D8%AF%D9%89-%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D9%87%D8%A7
ميانمار تصر على ترحيل المهاجرين.. وماليزيا تبحث توطينهم في إحدى جزرها
بان كي مون: الأولوية الآن لإنقاذ العالقين ثم بحث جذور أزمتهم في قمة 29 مايو
ميانمار تصر على ترحيل المهاجرين.. وماليزيا تبحث توطينهم في إحدى جزرها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة