لم تغب أجواء الحرب ومساندة القوات الأمنية العراقية في تصديها للإرهاب، عن مخيلة خريجي أكاديمية الفنون الجميلة، إذ قدموا وعلى مدى 4 أيام من المهرجان الدولي للفنون السينمائية والتلفزيونية بدورته الثلاثين، نحو 90 فيلمًا في كبرى قاعات العرض بجامعة بغداد، بحضور جمهور كبير من الفنانين والتدريسيين.
المهرجان الذي اختتم أعماله يوم أمس، حمل شعار «الصورة المقاتلة حشد للفرح العراقي» شهد عروضًا سينمائية مستلهمة من الواقع العراقي، كما سلطت الأفلام الضوء على انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي على الإرهاب، وشهد يومه الأخير الإعلان عن نتائج مسابقة أفضل الأفلام المشاركة.
عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور قاسم مؤنس قال: «الأفلام التي أنتجت هي 90 فكرة لـ90 طالبًا وطالبة، أي أن هناك 90 آلية مختلفة، احتل فيها التجريب مسافة واسعة من هذه الأفلام، بالإضافة إلى أن الطرح يشمل على معالجة للمشكلات: العراقية والعربية والإنسانية بشكل عام».
وأكد: «إذا أراد الفن أن يكون نافعًا وأصيلاً، فلا بد من أن يكون مفهومًا، وبشكل خاص للناس الذين نخاطبهم»، مشيرًا إلى أن «الأفلام التي تعرض في المهرجان، على الرغم من تنوعها بين الأساليب والتيارات والمدارس المختلفة، بما فيها التجريب الذي شكل هو الآخر فضاء لبعض الأفلام، تناولت أسس المشكلات العراقية والعربية والإنسانية على وفق مفاهيم فنية جديدة، منفتحة على الآخر من خلال الخطاب البصري».
وبدأت العروض السينمائية لأفلام الطلبة بفيلم «النصف الآخر لمخرجه مرتضى جبر مناجد»، بعد ذلك تم عروض أفلام «أبيض غامق» لهيثم عبد الحميد، و«سيلفش» لعلا قصي، و«زيرو كلد» لمحمود شاكر، و«قناديل» لتراث حسن، و«حاول مرة ثانية» لمحمد مونيكا، و«الحيرة» لمحمد عبد العظيم.
رئيس قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية، الدكتور ماهر مجيد، أثنى على المجهود الكبير الذي بذله الطلبة في إنجاز نتاجاتهم الفنية، قائلاً: «الأفلام التي قدمها الطلبة لهذا العام قد أنجزوها من خيالهم الثري، وإرادتهم الجبارة وأفكارهم الثاقبة»، واصفًا إياها بأنها «صور لتكوينات مفعمة بالأمل والتطلع لغد مشرق»، مختتمًا حديثه بالقول: «عندما تبدأ الصورة بالحديث فلا بد من أن نكف عن الكلام ونصغي إلى لغتها المتميزة».
الدكتور صالح الصحن أحد أعضاء لجنة التحكيم، أكد أن هناك صعوبة في اختيار الأفلام الفائزة، لأن الكثير منها قدم تجربة مختلفة ومتميزة، وهي حصيلة أربع سنوات من الدراسة والجهد والتطبيق العملي في المراحل الأخيرة.
وأضاف: «الطريق أمام الطاقات الجديدة ليس صعبًا، لكنه ليس سهلا أيضا، لأن التميز يحتاج إلى جهود أكبر واستغلال طاقات الفنان ومخيلته ومواصلته مع فنه لأجل تطوير أدواته».
ويقول الطالب تراث حسن الفائز الأول في مسابقة الأفلام المتميزة عن فيلم «قناديل»: «لم يكن جهدي وحدي، فقد ساعدني أصدقائي وكانت حصيلة أيام من التعب والتواصل مع الأساتذة الذين علمونا الكثير».
وتمنى حسن أن يواصل علمه الفني ويستطيع المشاركة بأعمال تأخذ حصتها من النجاح والعالمية.
في حين حصل كل من الطلاب محمود شاكر على المرتبة الثانية، ومالك صلاح على المركز الثالث، عن فيلم «الطابق الرابع»، فيما حصل محمد مونيكا مواليد 1989 على المركز الرابع عن فيلم «حاول مرة ثانية».
يقول مونيكا: «فيلم حاول مرة ثانية، هو فيلم قصير يتحدث عن ذاكرة متعلقة بخمسة أشخاص في بغداد تم اختطافهم لأنهم كانوا يحاولون تغيير حياتهم».
وأضاف: «لدي أحلام كثيرة، أهمها إنجاز فيلمي الروائي الطويل وعنوانه (مشكلة شخص ما)، وسيكون ضربة مهمة، سنقول فيها إن السينما ليست للكبار فقط، فالشباب قادمون».
سينمائيون عراقيون يعرضون تجاربهم الأولى في السينما ويطمحون للعالمية
عرضوا 90 فيلمًا قصيرًا ركز بعضها على بطولات القوات الأمنية وتحديات الإرهاب
سينمائيون عراقيون يعرضون تجاربهم الأولى في السينما ويطمحون للعالمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة