«فاس» المغربية تبحث عن صورتها في أعين أفريقيا من خلال مهرجان الموسيقى الروحية

افتتح بلوحات فنية مستقاة من المسارات القديمة للقوافل بحضور الأميرة للا سلمى

الأميرة للا سلمى قرينة العاهل المغربي لدى افتتاحها الليلة قبل الماضية مهرجان فاس للموسيقى الروحية (ماب)
الأميرة للا سلمى قرينة العاهل المغربي لدى افتتاحها الليلة قبل الماضية مهرجان فاس للموسيقى الروحية (ماب)
TT

«فاس» المغربية تبحث عن صورتها في أعين أفريقيا من خلال مهرجان الموسيقى الروحية

الأميرة للا سلمى قرينة العاهل المغربي لدى افتتاحها الليلة قبل الماضية مهرجان فاس للموسيقى الروحية (ماب)
الأميرة للا سلمى قرينة العاهل المغربي لدى افتتاحها الليلة قبل الماضية مهرجان فاس للموسيقى الروحية (ماب)

ترأست الأميرة للا سلمى، عقيلة العاهل المغربي الملك محمد السادس، الليلة قبل الماضية، افتتاح الدورة الـ21 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، والتي تنظم هذه السنة تحت شعار «فاس في مرآة أفريقيا». واستهل المهرجان فعالياته، التي ستستمر حتى 30 مايو (أيار) الماضي، بعرض فني تحت عنوان «فاس تبحث عن أفريقيا»، يستحضر مسار رحلات الشخصيات المغربية التاريخية التي انطلقت من فاس إلى أفريقيا، والتي كان لها دور في توطيد العلاقات التاريخية والدينية بين أفريقيا جنوب الصحراء والعاصمة التاريخية والدينية للمغرب (فاس).
وقدمت خلال الحفل الكبير الذي احتضنته ساحة باب الماكينة التاريخية لوحات موسيقية وعروض فنية ومشاهد تسترجع محطات من حياة الرحالة والمستكشف حسن الوزان الملقب بـ«ليون الأفريقي»، خلال مغامرته الأفريقية. واختتم الحفل الافتتاحي، وهو من إخراج آلان فيبر، بتكريم الطريقة التجانية وشيخها سيدي أحمد التجاني، التي انطلقت من فاس في القرن الثامن عشر، لتتغلغل في أفريقيا جنوب الصحراء داعية إلى الإسلام السني، والتي يتبعها حاليا ملايين الأفارقة.
ومن خلال عشرات المشاهد واللوحات الفنية، التي استعملت فيها أحدث وسائل العرض المتعددة الوسائط، التي شارك فيها فنانون من المغرب وبوركينا فاسو والسنغال وموريتانيا والولايات المتحدة وفرنسا، حاول العرض الافتتاحي للمهرجان إعادة رسم أهم معالم الروابط التاريخية بين الثقافتين المغربية والأفريقية وإحياء ذاكرة العلاقات الروحية والثقافية التي جمعت بين مدينة فاس، باعتبارها عاصمة روحية للغرب الإسلامي، وبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. وتميز العرض على الخصوص بمشاركة الفنان المغربي سعيد التغماوي في دور حسن الوزان، والفنان السنغالي رسمان ودراغو في دور الحاج الأفريقي.
واختارت فاس هذه السنة تخصيص مهرجانها العريق للموسيقى الروحية العالمية للاحتفاء ببعدها وإشعاعها الأفريقي، وذلك بمشاركة 500 فنان من مختلف أنحاء العالم، والذين سيتحفون 80 ألف متفرج مرتقبين بين 22 و30 مايو الحالي. وتجرى حفلات المهرجان كالعادة في الساحات والمواقع التاريخية للمدينة، مثل باب الماكينة، وباب أبي الجنود، بالإضافة إلى متحف البطحاء، وحدائق جنان السبيل، ودار عديل، ودار التازي التي ستحتضن أمسيات سماع خصوصية. كما تقام أنشطة أخرى في الأزقة التاريخية للمدينة العريقة.
ومن أبرز الفنانين والفرق الفنية المشاركين في هذه الدورة هناك مجموعة «باييز» للموسيقى الكردية (العراق) وصابر الرباعي (تونس) وجولي فاوليس (اسكوتلندا) وأومو سانغاري (مالي) وتيكن جاه فاكولي (كوت ديفوار) وإدواردو راموس (البرتغال) والثنائي روبرتو فونسيكا وفطومات دياوارا (مالي) وسونيا مبارك (تونس) وبدر الرامي (سوريا) ومروان بن عبد الله (المغرب) ومجموعة «زخارف» (المغرب) وفادا فريدي (السنغال) وحسين الجسمي (الإمارات العربية المتحدة) وغيرهم.
وبالموازاة مع الموسيقى والطرب يتضمن برنامج المهرجان سلسلة من الندوات الفكرية الدسمة بارتباط مع موضوعه المركزي، والتي ستتناول أبرز القضايا التي تشغل بال الأفارقة، كالتنمية والأمن والصحة والتعليم، بالإضافة إلى موضوعات حول تاريخ العلاقات الأفريقية المغربية والتعدد اللغوي في أفريقيا ومكانة المقدس ومفهومه في الثقافات الأفريقية، بمشاركة مفكرين ومؤرخين وفلاسفة ورجال سياسة واقتصاد.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.