افتتح السفير البريطاني في القاهرة جون كاسون، معرض «النيل.. نهرًا للتواصل الإبداعي» للفنان السوداني - الأميركي محمد عمر خليل بقاعة المسار للفن المعاصر بالزمالك.
احتضن المعرض لوحات للفنان صاحب الصيت العالمي والمولود بمدينة الخرطوم عام 1936، لكنه هاجر إلى نيويورك وظل مقيما بها منذ عام 1967 ويعمل أستاذا للفن المعاصر بجامعة بارسنز بنيويورك.
يضم المعرض أحدث أعمال الفنان التي أبدعها خصيصًا للعرض بالقاهرة ويتزامن المعرض مع احتفال القاعة بعامها السابع، التي تحتفي بالفنان محمد عمر خليل باعتباره فنانا عالميا معاصرا من ورثة النهر العتيق، وكأول فنان غير مصري تحتضن القاعة لوحاته. يبرز المعرض الفنون والتاريخ المشترك الذي يجمع بين دولتي حوض النيل (مصر والسودان) مع بقاء الإبداع المشترك بينهما باقيًا ومستمرًا.
ويبدو جليا أن التيمة الأساسية بين اللوحات هي «النوستالجيا» فقد استطاع الفنان ببراعة أن يبرز انصهار مصر والسودان إبان الحقبة الملكية المصرية من خلال صور فوتوغرافية بالأبيض والأسود لأم كلثوم على مسارح السودان وصور للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في إسقاط رائع على مدى انصهار الفن والسياسة أيضا.
يستحضر الفنان ببراعة المتخيل البصري للمتلقي، فاللوحة تفتح أمامك صندوق الذكريات وتأخذك خارج إطار الزمن لتظل عالقا في زمنها. وكأن الفنان كان يمارس من خلال فن الطباعة والكولاج لعبة «البازل» في محاولة منه لبعث الذاكرة من جديد واللعب بأوتار الحنين للأوطان. ولا سيما الأوطان التي انقسمت وتشرذمت بفعل السياسة ليدق بأنامله على سؤال الهوية عبر زخارف وتيمات زخرفية فلكلورية يصعب التمييز بين كونها مصرية أم سودانية، قائلا: «الإبداع واحد.. مصدره النيل الخالد باعث الحضارات الذي يوحد الإيحاء ويخلق إبداعا متماثلا لفنانين من أوطان مختلفة».
كما ضم المعرض مجموعة لوحات متميزة أطلق عليها «سالو» وهي بالسودانية تعني فرع الشجرة العتيقة عندما يذبل ويسقط على الأرض تاركًا الشجرة الأم. تجسد هذه المجموعة مشاهد من قصاصات الوثائق والجرائد وأقمشة ومعادن تشير إلى تاريخ السودان الفني والأدبي والسياسي من خلال مشاهد للمهدي، والطيب صالح، والبشير ورموز الفن، فضلا عن مجموعة لوحات «السودان» يجسد فيها تاريخ السودان القديم والحديث.
تميزت اللوحات بعمق المنظور في تقنية الكولاج حيث استعان الفنان بالكولاج المتعدد الطبقات كنظام رمزي، دامجًا للفريسك والفسيفساء معًا، كما أضفى على اللوحات لمسات تراثية بإدخال عناصر زخرفية من الفن الإسلامي مستخدمًا نسب متوازنة من الألوان الترابية.
وقال وليد عبد الخالق، مالك غاليري المسار، إن «محمد عمر خليل واحد من أهم الفنانين المعاصرين العرب على الساحة الفنية العالمية الآن، وتعد هذه البادرة هي الأولى لقاعة المسار حيث تقدم للساحة الفنية بمصر فنانا غير مصري»، مضيفا: «المعرض فكرة وإنتاج غاليري المسار للفن المعاصر، وقد أسعدنا أنه أبدع هذه المجموعة خصيصا ليتم عرضها في أول معرض فردي له بمصر».
وأوضح عبد الخالق: «إن أعمال خليل توضح حيوية العلاقة المعقدة بين أشكال رمزية من الشرق والفن المعاصر الذي ولد في أوروبا، وهو فنان يتمتع بأسلوبه الخاص في فن الحفر طوال حياته المهنية، وذلك باستخدام تقنية قديمة للمعلمين الأوروبيين، مستوحى من تاريخ الفن للقرن العشرين، مما أطلق خياله بحرية حتى الآن».
جدير بالذكر أن الفنان قام بعرض أعماله بمتاحف عدة من ضمنها: متحف المتروبوليتان ومتحف الفن الأفريقي بنيويورك وفي غرونوبل بفرنسا، ومتاحف أخرى بأوروبا والشرق الأقصى والشرق الأوسط.
الفنان العالمي محمد عمر خليل يتلاعب بالكولاج خارج إطار الزمن
النوستالجيا جوهر أعمال معرضه في القاهرة
الفنان العالمي محمد عمر خليل يتلاعب بالكولاج خارج إطار الزمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة