دخل مئات المستوطنين إلى باحة المسجد الأقصى بعد ظهر أمس، وأقاموا حلقات الرقص والصلوات، ونظموا مسيرة شعبية ضمت الألوف من القدس الغربية إلى الشرقية، اقتحمت البلدة القديمة من جهة باب العمود، وشقت الحي الإسلامي فارضة جوا من التخويف على سكانه. جرى ذلك في إطار ما يسمى «يوم القدس»، وهو اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بالذكرى السنوية لاحتلال القدس الشرقية وقرار ضمها.
بدأت المسيرات في الساعة الثالثة من فجر أمس، وقادها عضو الكنيست الجديد من حزب الليكود الحاكم، ايال حزان، الذي قال إنه يريد أن يسكن اليهود في كل مكان من القدس، وأن يمارسوا حقوقهم في الأحياء التي تعتبر إسلامية ومسيحية، «فالقدس كلها لنا. ونحن لا نمنع أحدا من سكناها، ولكن العرب لا يرغبون بنا وعلينا أن نثبت حقنا فيها». ودخلوا إلى الحي اليهودي، ولكن ليس قبل أن يعرجوا على الحي الإسلامي ويطلقوا الشعارات والهتافات.
وراح المستوطنون ينظمون، منذ ساعات الصباح الأولى، عمليات دخول للأقصى ويسيرون في شوارع البلدة وأزقتها الضيقة، في مجموعات كبيرة. وفي المساء أطلقوا مسيرتهم السنوية التقليدية التي يسيرها حزب البيت اليهودي منذ سنة 1968، بعدما قرر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ضم القدس و70 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية. وشارك في مسيرات أمس ألوف من نشطاء أحزاب اليمين الحاكم. وبطلب من الشرطة، تم غلق الحوانيت الفلسطينية، وانطوى المواطنون بغالبيتهم في البيوت لتفادي الصدام مع ألوف المستوطنين. فيما راح المستوطنون، المحميون بأعداد كبيرة من قوات الشرطة وحرس الحدود، يغنون الأناشيد الدينية، يهتفون بين النشيد والنشيد، «الموت للعرب» و«القدس لنا فارحلوا يا عرب»، و«لتحترق حارتكم..».
كما أقام المستوطنون حلقات رقص أمام باب السلسلة، أحد مداخل الأقصى الشريف. وحاول بعضهم القيام بطقوس دينية داخل الأقصى، ومزقوا ملابسهم وهم يندبون فقدان اليهود للهيكل (الذي يعتقدون أنه كان قائما في المكان نفسه الذي تقوم عليه اليوم قبة الصخرة المشرفة). وقد اعترض الفلسطينيون على ذلك وراحوا يهللون: «الله أكبر..»، و«فلسطين حرة» و«الاحتلال إلى زوال». ورفعوا أعلام فلسطين. وحاولوا اعتراض طريق المستوطنين، فتدخلت الشرطة واشتبكوا معها ووقع عدد من الجرحى من الطرفين، واعتقلت الشرطة عددا من الشباب الفلسطيني بفظاظة.
وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن 166 متطرفا اقتحموا ساحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت 4 إسرائيليين على ذمة التحقيق للاشتباه فيهم بخرق تعليمات الزيارة المرعية للحرم الشريف، واعتقلت 4 مسلمين على ذمة التحقيق بشبهة محاولة تشويش زيارة اليهود للحرم.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عززت من الانتشار العسكري في المدينة لتأمين الاحتفالات من خلال تسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة، فضلا عن نصب حواجز عسكرية وشرطية في أنحاء القدس كافة.
وصرح وزير الزراعة من حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، أوري آريئيل، بأنه يدخل «جبل الهيكل» (حوض الحرم القدسي) بإصرار لأنه حق. وأضاف: «هناك من يقولون إن إسرائيل لا تسيطر في جبل الهيكل، لكن جبل الهيكل في أيدينا، نحن السيادة هناك. شرطة القدس هي التي تحدد متى يكون الجبل مفتوحا أو مغلقا أمام اليهود والعرب. صحيح أن السيادة ليست كاملة لكننا نصلي من أجل بناء الهيكل». وقال آريئيل إنه «من واجب كل واحد عمل أكثر ما يمكن من أجل القدس، حسب ما يستطيع».
وقام بضع عشرات من نشطاء اليسار من حركة «القدس لا تسكت على العنصرية»، بالتظاهر ضد مسيرة المستوطنين. وقال أحدهم: «نحن كيهود نخجل من أن يضطر تجار الحي الإسلامي إلى إغلاق حوانيتهم في ساعات الظهر، ويضطر غالبية سكان الحي إلى الانغلاق داخل بيوتهم، بسبب الخوف من اليهود. فهذا يذكرنا بالأيام التعيسة التي عاشها اليهود في الغيتوهات في أوروبا».
آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى وينظمون مسيرة في قلب الحي الإسلامي بالقدس
في ظل حماية قوات إسرائيلية غنوا وهتفوا «الموت للعرب»
آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى وينظمون مسيرة في قلب الحي الإسلامي بالقدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة