قتل ثلاثة قضاة وسائقهم، في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقلهم في مدينة العريش في شمال سيناء. ووصفت مصادر قضائية حالة قاض رابع بالخطرة، فيما بدا رد فعل مباشرا على إحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي، و«رجل جماعة الإخوان القوي» خيرت الشاطر، نائب المرشد، وقيادات أخرى بها إلى مفتي البلاد تمهيدا لإعدامهم.
ودعا نادي قضاة مصر إلى اجتماع طارئ. بينما رفعت جماعة الإخوان من حدة خطابها قائلة إن الخيارات باتت مفتوحة أمام أنصارها للرد على قرار المحكمة، وتوعدت السلطات بـ«أيام سوداء».
وقالت مصادر قضائية وأمنية إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة خاصة فتحوا نيران أسلحتهم على حافلة صغيرة كانت تقل المستشارين أثناء توجههم إلى المحكمة في حي المساعيد غرب العريش، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم، وإصابة آخر وُصفت حالته بالخطرة، كما قتل سائق الحافلة التي كانوا يستقلونها.
وعد المستشار محمود شريف سكرتير عام النادي الحادث «حلقة في سلسلة الإرهاب الخائن»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أنه لن ينال من عزيمة القضاة العازمين على أداء رسالتهم.
وقال المستشار شريف إن القضاة الذي قتلوا في الحادث هم مجدي محمد، ومحمد مروان، ومحمد عبد المنعم، والسائق شريف حسني، لافتا إلى أن المستشار أيمن سعيد أصيب جراء الحادث بإصابات خطيرة.
ويأتي الحادث عقب ساعات من قرار محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق مرسي ومرشد «الإخوان» محمد بديع وآخرين من قيادات جماعة الإخوان وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مفتي البلاد، في قضيتي «اقتحام السجون» و«التخابر» لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهم.
وعقب القرار، شددت قوات الأمن من الإجراءات الأمنية في محافظة شمال سيناء وبعض المحافظات الأخرى، تحسبا لاندلاع أي أعمال عنف على خلفية قرار المحكمة.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق مرسي في يونيو (حزيران) 2013، عقب مظاهرات حاشدة ضد حكمه، رد متشددون على عزل مرسي باستهداف قوات الأمن من الجيش والشرطة في شمال سيناء، وامتدت الهجمات إلى الوادي.
ونعى المستشار شريف القضاة الثلاثة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «مجلس إدارة النادي يعطي الأولوية في هذه اللحظة لترتيبات تشييع الجثامين.. سننتقل إلى مطار ألماظة (مطار عسكري شرق القاهرة) لتسلم الجثامين وسنوفد أعضاء من المجلس لتقديم واجب العزاء لأسر الشهداء، وسيقيم النادي العزاء أيضا خلال اليومين المقبلين».
وتعرض المستشار معتز خفاجي لمحاولة اغتيال فاشلة، الأسبوع الماضي. وأصدر خفاجي أحكاما مشددة على قادة في جماعة الإخوان وأنصار للجماعة التي تعدها السلطات المصرية جماعة إرهابية.
وأمر النائب العام المستشار هشام بركات بالتحقيق الفوري في حادث مقتل القضاة بشمال سيناء. ونعى النائب العام، في بيان أمس، وفاة 3 قضاة من قضاة محكمة شمال سيناء الابتدائية. وأوضح البيان أن النائب العام كلف الجهات الأمنية المختلفة بسرعة ضبط مرتكبي الحادث، وعرضهم على النيابة العامة.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر أمنية محلية إن عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت أمس، بجوار سور كنيسة مار جرجس بمدينة طامية بالفيوم (جنوب القاهرة)، مما أدى إلى تحطم زجاج الكنيسة دون وقوع خسائر بشرية، مشيرة إلى نجاح قوات الأمن في تفكيك عبوة أخرى.
وكانت كنائس مصرية قد تعرضت لهجمات على يد متشددين في أعقاب فض قوات الأمن اعتصامين لأنصار مرسي في يوليو (تموز) عام 2013. وخلف فض الاعتصامين مئات القتلى.
وقبل ساعات من صدور الحكم على مرسي، قال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إن ستة مسلحين ملثمين يستقلون ثلاث دراجات نارية أطلقوا النار على أمين شرطة من قطاع الأمن الوطني بقرية بني مجدول بكرداسة (غرب القاهرة) مما أدى إلى مقتله.
وفور صدور قرار إحالة مرسي وقادة آخرين بينهم مرشد «الإخوان» ونائبه خيرت الشاطر إلى مفتي البلاد، رفعت جماعة الإخوان من سقف خطابها، وقال بيان لحزب الحرية والعدالة المنحل بقرار قضائي إن كل الخيارات مفتوحة أمام من وصفتهم بـ«الثوار»، بينما توعد بيان للجماعة سلطات البلاد بـ«أيام سوداء».
ودعت جماعة الإخوان في بيانها «جماهير الشعب المصري» إلى ما وصفته بـ«حراك ثوري شامل في كل شوارع مصر لا يتوقف، بداية من (بعد غد) الثلاثاء، دفاعا عن إرادتهم المسلوبة، واستعادة شرعيتهم».
وفي سياق متصل، سقطت طائرة تدريب دون طيار، بمنطقة صحراوية شرق مدينة العريش، أمس، بحسب شهود العيان. لكن مصدرا أمنيا قال في المقابل إن الطائرة لم تسقط، وإنما قامت بهبوط اضطراري بمنطقة آمنة بقرية قبر عمير شرق مدينة العريش، بعد أن أوشك الوقود على النفاد، حيث قامت الجهات المعنية بتزويدها بالوقود، لاستكمال مهمتها في عمليات الاستطلاع والرصد.
كانت سيناء قد شهدت، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تنفيذ هبوط اضطراري لطائرة دون طيار نتيجة عطل فني بمنطقة شرق مصفق، بنحو 20 كيلومترا، غرب مدخل العريش.
إلى ذلك، قضت محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة، أمس أيضا، بحظر روابط الألتراس (روابط مشجعي كرة القدم) على مستوى البلاد، واعتبارها جماعة إرهابية. وكانت محكمة أول درجة للأمور المستعجلة قضت في وقت سابق في دعوى رئيس نادي الزمالك، التي يطالب فيها بإدراج روابط الألتراس جماعة إرهابية وحظر نشاطها، بعدم الاختصاص. وكانت اتهامات لاحقت مجموعات الألتراس باختراق أعضاء في جماعة الإخوان لروابطها، لكن قادة الروابط نفوا هذه الاتهامات.
اغتيال قضاة في سيناء بعد قرار يمهد لإعدام مرسي و«رجل الإخوان القوي» خيرت الشاطر
الجماعة توعدت السلطات بـ«أيام سوداء» وقادة حزبها المنحل قالوا إن خيارات الرد مفتوحة
اغتيال قضاة في سيناء بعد قرار يمهد لإعدام مرسي و«رجل الإخوان القوي» خيرت الشاطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة