تعليق إجلاء المدنيين من حمص لأسباب «لوجستية».. واستعداد رسمي لتمديد الهدنة

مفوضية اللاجئين قلقة من استجواب الأمن 336 شخصا بعد خروجهم

تعليق إجلاء المدنيين من حمص لأسباب «لوجستية».. واستعداد رسمي لتمديد الهدنة
TT

تعليق إجلاء المدنيين من حمص لأسباب «لوجستية».. واستعداد رسمي لتمديد الهدنة

تعليق إجلاء المدنيين من حمص لأسباب «لوجستية».. واستعداد رسمي لتمديد الهدنة

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن السلطات السورية «احتجزت 336 رجلا خرجوا من أحياء مدينة حمص المحاصرة ولا تزال تستجوب معظمهم من دون إشراف مباشر لأي طرف ثالث محايد»، في حين أعلن محافظ حمص طلال البرازي بعد ظهر أمس «تعليق عمليات إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص بسبب صعوبات (لوجستية وفنية)، على أن تستأنف اليوم (الأربعاء)».
وكان الرجال، الذين تفترض السلطات السورية أنهم في سن القتال، من بين 1151 شخصا غادروا من مدينة حمص القديمة المحاصرة والخاضعة لسيطرة كتائب عسكرية تابعة للمعارضة استنادا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار توصل إليه النظام والمعارضة بإشراف الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي وجرى تمديده حتى اليوم (الأربعاء).
وأوضحت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين ميليسا فليمنغ أمس أن «41 رجلا من بين هؤلاء الرجال أطلق سراحهم لكن الباقين يخضعون لاستجواب في مدرسة تحت الرقابة العامة لموظفي الحماية التابعين للمفوضية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف». وقالت، في مؤتمر صحافي في جنيف: «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين موجودة في حرم المدرسة، لكنها لا تحضر الاستجواب. نحن في المنشأة ونعرف كل شخص هناك. نتحدث إلى كل منهم على حدة. لكن هذه المقابلات لا تطلع عليها بالضرورة الأمم المتحدة. هذه مقابلات للفحص الأمني». وأوضحت «إننا نسألهم أسئلة عن الوضع الإنساني الذي تركوه وهي معلومات ضرورية جدا بالنسبة لنا لنقلها إلى الزملاء الذين يقومون بتوزيع المساعدات داخل المدينة».
وشدد المتحدث باسم المفوضة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل على أن «أي شخص من الذين أجلوا، بما في ذلك أولئك الذين ألقوا أسلحتهم، لا بد من حمايته من الأفعال المحظورة بموجب القانون الدولي بما في ذلك المعاملة القاسية والتعذيب وإهانة الكرامة»، مؤكدا «نشعر بقلق بالغ لمعرفة أن عددا من الصبية والرجال وأسرهم اعتقلتهم السلطات وهم يغادرون المنطقة المحاصرة».
وفي موازاة إشارته إلى أنه «من الضروري عدم تعرضهم إلى أي ضرر»، أعرب ناشطون سوريون عن قلقهم من أن «يواجه بعض الذين غادروا حمص، لا سيما الرجال، مخاطر مثل تلك التي واجهها سكان فروا من بلدة المعضمية المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب العاصمة دمشق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
في المقابل، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، «تسوية أوضاع 111 مدنيا تتراوح أعمارهم بين 16 و54 عاما من الذين أجلوا من مدينة حمص القديمة»، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية بعد ظهر أمس أشارته إلى «إننا سنستأنف عملية إخراج المدنيين وإدخال المساعدات الغذائية من حمص وإليها صباحا (اليوم)»، بعد إعلانه تعليق عمليات إخراج المدنيين من حمص «لأسباب لوجستية وفنية».
وأوضح البرازي أن «من أبرز هذه الأسباب أن الأحياء الخمسة التي يوجد فيها المدنيون الذين يجهزون أنفسهم للخروج ليست قريبة من بعضها، والوضع الجغرافي فيها صعب»، مضيفا: «لوجستيا نبحث عن معبر قريب من أماكن وجودهم لنوفر لهم الظروف المناسبة للخروج». وأشار إلى أن من بين الأمور التي يجب القيام بها «إزالة بعض السواتر»، من دون أن يعطي تفاصيل حول هذه المعابر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.