هجوم على دار ضيافة بالعاصمة الأفغانية ومصرع أجانب

رئيس شرطة كابل: التحقيق ما زال جاريا في الحادث

هجوم على دار ضيافة بالعاصمة الأفغانية ومصرع أجانب
TT

هجوم على دار ضيافة بالعاصمة الأفغانية ومصرع أجانب

هجوم على دار ضيافة بالعاصمة الأفغانية ومصرع أجانب

في هجوم جريء يظهر أن افغانستان ما زالت تواجه تحديات أمنية، قالت الشرطة الأفغانية إن مسلحا واحدا على الاقل شن هجوما على دار للضيافة يرتادها أجانب في العاصمة الأفغانية كابل، يوم أمس (الاربعاء)، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل بينهم أميركي وهنديان.
وأغلقت السلطات المنطقة الواقعة حول دار الضيافة قصر بارك في كولولا بوشتا؛ وهو حي دبلوماسي بالعاصمة الافغانية يوجد به عدد من دور الضيافة يستخدمها الاجانب، فور بدء الهجوم في حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش). واستمر الهجوم نحو خمس ساعات.
ويعيد هجوم أمس الى الأذهان هجومين شنهما مقاتلو طالبان في كابل العام الماضي، أحدهما على مطعم والآخر على فندق.
من جانبه، قال عبد الرحمن رحيمي رئيس شرطة كابل للصحافيين في وقت مبكر اليوم (الخميس) ان خمسة اشخاص على الأقل قتلوا وأصيب خمسة آخرون في الهجوم. وقال ان الشرطة قتلت بالرصاص مهاجما واحدا لكنه لم يورد مزيدا من التفاصيل. وأضاف، "قتل خمسة أشخاص في هذه الواقعة منهم مواطنون أجانب وأصيب خمسة منهم مواطنون وأجانب". كما أشار الى أن التحقيق جار فيما حدث.
وتابع رئيس الشرطة بقوله "يعمل فريق المحققين على معرفة ما حدث في الهجوم لأنه لم يبدأ بانفجار عند البوابة الرئيسة أو قتل حارس، أيا كان ما حدث فقد بدأ داخل الفندق. لذلك يعمل فريق التحقيق على معرفة كيف تمكن هؤلاء الارهابيون من دخول دار الضيافة". وأكدت متحدثة باسم السفارة الأميركية ان أميركيا قتل في الهجوم.
وقال دبلوماسي ان مواطنين هنديين على الاقل قتلا ايضا وان ثلاثة آخرين كانوا يقيمون في دار الضيافة تم انقاذهم وهم موجودون الآن في السفارة الهندية.
ولم يصدر على الفور أي اعلان بالمسؤولية عن الهجوم، رغم ان هجمات مشابهة في السابق نفذتها حركة طالبان وشبكة حقاني المرتبطة بـ"القاعدة".
وقال رحيمي ان الشرطة وقوات خاصة أنقدوا ما لا يقل عن 44 شخصا كانوا محصورين داخل دار الضيافة، بعضهم كانوا يحضرون حفلا موسيقيا والآخرون كانوا يتناولون العشاء.
وأضاف انه يمكنه ان يؤكد ان الهجوم نفذه مهاجم واحد، رغم ان تقارير أولية من الشرطة أشارت الى بضعة مهاجمين.



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.