انطلاق عملية عسكرية من محورين لتحرير مصفاة بيجي

رئيس مجلس «صلاح الدين»: التعزيزات التي وصلت دون المطلوب

جانب من عملية عسكرية منتصف الشهر الماضي لتحرير مصفاة بيجي من «داعش» (أ.ف.ب)
جانب من عملية عسكرية منتصف الشهر الماضي لتحرير مصفاة بيجي من «داعش» (أ.ف.ب)
TT

انطلاق عملية عسكرية من محورين لتحرير مصفاة بيجي

جانب من عملية عسكرية منتصف الشهر الماضي لتحرير مصفاة بيجي من «داعش» (أ.ف.ب)
جانب من عملية عسكرية منتصف الشهر الماضي لتحرير مصفاة بيجي من «داعش» (أ.ف.ب)

بعد نحو 22 هجوما شنها تنظيم داعش على مصفاة بيجي، أكبر مصفاة نفطية في العراق، وتمكنه من السيطرة على نحو 90 في المائة منها، بدأت القوات العراقية بمساعدة «الحشد الشعبي» عملية عسكرية من محورين من أجل استعادة السيطرة على المصفاة بالكامل.
وقال محافظ «صلاح الدين»، رائد الجبوري، الذي باشر مهام عمله من داخل مقره بمدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، في بيان أمس، إن «عملية تحرير قضاء بيجي بضمنها مصفاة بيجي، قد انطلقت من محورين، الأول من قرية المحزم التابعة لتكريت، والثاني من قرية المزرعة قرب جسر ومنطقة هوداي شمال تكريت». وأشار المحافظ إلى «وصول تعزيزات عسكرية من قوات الجيش والشرطة و(الحشد الشعبي) إلى قرية المحزم شمال تكريت».
بدوره، أفاد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين بأن القوات الأمنية تمكنت من رفع العلم العراقي فوق مباني منطقة تل أبو جراد جنوب المصفاة بعد تحريرها بالكامل من سيطرة تنظيم داعش. وأضاف المصدر، أن «قوات من الشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من دخول منطقة تل أبو جراد (5 كم جنوب المصفاة) ورفع العلم العراقي فوق جميع مبانيها، بعد تحريرها بالكامل من سيطرة (داعش)». وأضاف المصدر، أن «القوات الأمنية تمكنت من قتل مسؤول الجناح العسكري لتنظيم داعش في مصفاة بيجي أبو عبد الله العربي».
المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري، نفى من جانبه، الأنباء التي أشارت إلى سيطرة «داعش» على أجزاء واسعة من المصفاة. وقال النوري لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مبالغات واضحة، فالقتال يجري منذ مدة على شكل عمليات كر وفر بين القوات الأمنية و(الحشد الشعبي) من جهة، وعناصر هذا التنظيم من جهة أخرى، إذ إن كل عملياته فشلت فيما خطط له لجهة السيطرة على المصفاة». وأكد النوري أن «هناك للأسف أصواتا في الوسط السياسي تحاول تهيئة الأذهان باتجاه سيطرة (داعش) على هذا المكان أو ذاك نظرا لمواقف هذه الأصوات من (الحشد الشعبي) وما حققه من انتصارات تمثلت في تحرير تكريت». وأوضح أن «العمليات العسكرية الحالية والتي يقوم بها (الحشد الشعبي) بالتنسيق مع القطعات العسكرية ستلقن الدواعش درسا لن ينسوه».
من جهته، أكد أحمد الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعزيزات العسكرية الهادفة لتحرير مصفاة بيجي وصلت منذ يومين، لكن الملاحظة التي لا بد أن نسجلها هنا هي أنها لا تزال دون المستوى المطلوب لأننا بحاجة إلى قوات كبيرة حتى نتمكن من إلحاق هزيمة منكرة بهذا التنظيم لكي لا يعاود محاولاته ثانية لنبدأ بعدها عملية إعادة البناء والإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين».
وكانت مصفاة بيجي شهدت معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش منذ يونيو (حزيران) 2014، إذ تزج الحكومة العراقية بالقوات والتعزيزات العسكرية للمنطقة، فضلا عن مشاركة الطيران الحربي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، للحيلولة دون وقوع أكبر مصفاة في العراق بيد المتطرفين. ويعد قضاء بيجي، الذي يتوسط الطريق العام الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة الموصل، نقطة التقاء مهمة وانطلاق بين ثلاث محافظات عراقية وهي صلاح الدين وكركوك ونينوى.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».