بن دغر لـ («الشرق الأوسط»): خروج صالح من خلف ركام منزله غيَّر الموازين

نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام قال إن اجتماع القاهرة سيعلن قرار الحزب بتخليه عن زعيمه من عدمه

أحمد بن دغر
أحمد بن دغر
TT

بن دغر لـ («الشرق الأوسط»): خروج صالح من خلف ركام منزله غيَّر الموازين

أحمد بن دغر
أحمد بن دغر

أكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، نائب حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن ظهور الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من خلف ركام منزله أول من أمس، أدى إلى تغير الكثير من الموازين داخل الحزب بعد إعلانه رسميا التحالف مع الحوثيين. وقال بن دغر إن عناصر من المؤتمر الشعبي العام تناقش في القاهرة القضية الرئيسية للحزب، وهي البقاء على ولائه للرئيس المخلوع صالح، من عدمه، وأشار إلى أن أي مناقشات مستقبلية في الأزمة اليمنية، لا تخرج عن ثلاثة، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وما قبله.
وأوضح بن دغر في اتصال هاتفي بعد مغادرته الرياض إلى القاهرة أمس لحضور اجتماعات أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام، أن بعض القيادات في الحزب، توافدت إلى القاهرة لحضور الاجتماعات لمناقشة بعض القضايا، وكيفية الخروج من هذه الأزمة التي ما زال الشعب اليمني يعيشها.
وقال نائب حزب المؤتمر الشعبي العام، إن لقاء القاهرة، يجمع قضايا يمنية معقدة، خصوصا في حزب المؤتمر الشعبي العام، ولا يستطيع أحد أن يحسمها بمفرده، ولا بد أن تأخذ هذه المسائل حقها من المناقشة في الوسط القيادي، وسنرى ما سيسفر عنه اجتماع القاهرة.
وحول ولاء حزب المؤتمر الشعبي العام للرئيس المخلوع صالح من عدمه، أشار بن دغر إلى أن الموازين تغيرت بعد ظهور صالح من خلف ركام منزله في صنعاء، الذي استهدف من قبل طائرات التحالف أول من أمس، وإعلان تحالفه رسميا مع الحوثيين، ونقلته قناة تلفزيونية موالية له.
وكان مسؤول يمني أكد لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أن مشاركة أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مرهونة بإعلان رسمي جماعي عن تخليهم عنه، خصوصا أن بعضا منهم لا يزال يعتقدون أن المخلوع صالح سيكون جزءا من الحل في اليمن خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن هناك احتجاجات من الشعب اليمني في الداخل نقلت إلى الأحزاب السياسية التي وصلت إلى الرياض خلال الفترة الماضية، مفادها خروج أنصار صالح لتحسين صورته بين الدول العربية، ويحملون معهم جزءا من الحلول لصالح اليمن.
ولفت نائب حزب المؤتمر الشعبي العام إلى أن المؤتمر اليمني بالرياض، واحد من أهم المحطات المهمة في تاريخ الأزمة اليمنية، وهو نقطة تحول في حياة اليمنيين، إذ من المنتظر أن يضع مؤتمر الرياض، الأسس والقواعد للوفاق الوطني، والحل السياسي في البلاد، حيث أنجزت المجموعات السياسية والاستشارية التي تنعقد بشكل مستمر، الكثير من الملفات وهي في طريق التحضير للمؤتمر، وذلك بمشاركة واسعة من المكونات السياسية اليمنية التي ستحضر جميعها ما عدا الحوثيين الذين رفضوا الحضور.
وأضاف: «سيبحث مؤتمر الرياض، القواعد والعمل المستقبلي في البلاد، وبناء الدولة واستعادتها من أيدي الحوثيين، وفي نفس الوقت سيضع أسسا للعلاقات بين هذه الأحزاب، وبين اليمن والخليج، وخصوصا السعودية، بعد أن تعرضت هذه العلاقة إلى أزمة خلال الفترة الماضية».
وذكر بن دغر، أن جميع اللقاءات المستقبلية، بين الأطراف اليمنية، سواء في مؤتمر الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، أو بعده من لقاءات، لا تخرج عن ثلاثة، المبادرة الخليجية التي جرى التوقيع عليها في الرياض في 2011. ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 وما قبله، وهو قرار مفصلي في الأزمة اليمنية.
من جهة أخرى، أكد عبد العزيز جباري، رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر اليمن بالرياض لـ«الشرق الأوسط» أن الترتيبات لانطلاق المؤتمر لا يزال العمل فيها جاريا على قدم وساق، وجرى إنجاز الكثير من الأمور، مشيرًا إلى أن اللجنة التنفيذية هيأت الحضور لـ250 شخصا من كافة الأحزاب السياسية اليمنية.
وقال جباري في اتصال هاتفي، إن حزب المؤتمر الشعبي العام، سيشارك في مؤتمر الرياض، حيث سافر عدد من قيادات الحزب، للاجتماع مع آخرين في المؤتمر الشعبي العام في القاهرة، من أجل إعلان البيان النهائي عن تحديد موقفهم من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.