الصين تخفض الفائدة للمرة الثالثة في 6 أشهر

بهدف تقليل تكلفة الاقتراض على الشركات

الصين تخفض الفائدة للمرة الثالثة في 6 أشهر
TT

الصين تخفض الفائدة للمرة الثالثة في 6 أشهر

الصين تخفض الفائدة للمرة الثالثة في 6 أشهر

خفضت الصين أسعار الفائدة للمرة الثالثة في ستة أشهر أمس في محاولة لخفض تكلفة الاقتراض على الشركات وتحفيز الاقتصاد المتباطئ.
وقال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) في بيان بموقعه الإلكتروني، إنه خفض سعر الفائدة الأساسي على الإقراض لعام واحد 25 نقطة أساس ليصل إلى 1.‏5 في المائة من 11 مايو (أيار). وخفض سعر الفائدة الأساسي على الودائع بنفس المقدار إلى 25.‏2 في المائة. وبحسب «رويترز» قال البنك المركزي في بيان منفصل: «ما زال اقتصاد الصين يواجه ضغوطا كبيرة نسبيا. وفي الوقت نفسه، فإن مستوى الأسعار المحلية ما زال منخفضا بشكل عام».
وجاء خفض الفائدة بعد أيام من بيانات أضعف من المتوقع عن التجارة والتضخم في أبريل (نيسان)، والتي أظهرت أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يواجه ضغوطا مستمرة جراء ضعف الطلب المحلي والخارجي.
وقال بعض المحللين في الفترة الأخيرة، إن المركزي الصيني لم يستجب بالدرجة الكافية لتدهور الأوضاع.
ومن المنتظر أن تعلن الصين مزيدا من البيانات الاقتصادية المهمة يوم الأربعاء من بينها أرقام عن الناتج الصناعي والاستثمارات، ولذا فإن توقيت خفض الفائدة قد يضيف إلى المخاوف من أن الأرقام قد تأتي مخيبة للآمال بوجه عام كما حدث في مارس (آذار). لكن البعض على ثقة الآن في أن صناع السياسات يستطيعون وقف الهبوط.
وقال شو هونغ تساي الخبير الاقتصادي: «ستساعد سياسة تيسيرية مكثفة بشكل فعال على وقف التباطؤ الاقتصادي».
وفي علامة على أن السلطات تريد المضي قدما في الإصلاحات اتخذ البنك المركزي خطوة كبيرة صوب تحرير سوق أسعار الفائدة من خلال رفع سقف الفائدة على الودائع إلى 5.‏1 مرة من مستوى الفائدة الأساسية. وهذه أكبر زيادة للحد الأقصى منذ بداية الإصلاحات في 2012.
وسبب هبوط سوق العقارات وضعف النمو في الصناعات التحويلية والاستثمارات ضغوطا على الاقتصاد الصيني. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتراجع معدل النمو السنوي إلى سبعة في المائة هذا العام من 4.‏7 في المائة في 2014.
وفي محاولة لتحفيز النشاط خفض البنك المركزي الآن أسعار الفائدة وقلص نسبة الاحتياطي الإلزامي المطلوبة خمس مرات في ستة أشهر ويعتقد كثير من الخبراء الاقتصاديين أنه ما زال في جعبته المزيد من التيسير.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه رغم تيسير السياسة بشكل مطرد فهناك دلالات على أن الاقتصاد الحقيقي لم يحقق استفادة. وتشير بعض البيانات إلى أن البنوك لم تمرر خفض أسعار الفائدة إلى المقترضين وأن الإقراض لم يتدفق على القطاعات التي تحتاج إلى التمويل.
وقال لي تشي لين الخبير الاقتصادي لدى مين شينغ للأوراق المالية: «لن يكون تأثير خفض الفائدة كبيرا جدا.. خفض المركزي بالفعل الفائدة الأساسية بإجمالي 65 نقطة أساس، لكن تكلفة الاقتراض انخفضت بشكل طفيف فقط».
وقال خبراء اقتصاديون في الحكومة لـ«رويترز» في وقت سابق هذا الشهر، إن السلطات قد تزيد الإنفاق الحكومي في الأشهر القادمة لدعم النمو أملا في أن تحرز تلك السياسة المالية نجاحا لم تتمكن من تحقيقه السياسة النقدية.
لكن لي هوي يونغ الخبير الاقتصادي لدى شينوان هونغ يوان للأوراق المالية يحذر من الاعتقاد أن خفض تكلفة الاقتراض لن ينساب إلى الشركات والمستهلكين.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».