التحضير لعودة اليمنيين العالقين بالخارج عبر منافذ السعودية وعمان وجيبوتي

يبدأ نقل الرعايا من الخارج جوا إلى الدول الثلاث ومنها عبر برا وبحرا إلى اليمن

طفلتان تنتظران دورهمان لملء المياه من صنبور عمومي في صنعاء أمس (أ.ب)
طفلتان تنتظران دورهمان لملء المياه من صنبور عمومي في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

التحضير لعودة اليمنيين العالقين بالخارج عبر منافذ السعودية وعمان وجيبوتي

طفلتان تنتظران دورهمان لملء المياه من صنبور عمومي في صنعاء أمس (أ.ب)
طفلتان تنتظران دورهمان لملء المياه من صنبور عمومي في صنعاء أمس (أ.ب)

باشرت الجهات المختصة التابعة للحكومة اليمنية الشرعية التحضير لتحديد أربعة منافذ لدخول رعايا اليمن العالقين في الخارج، منها منفذان في السعودية، هما الطوال في جازان، والوديعة في نجران، إضافة إلى المنفذ البري مع عمان، والمنفذ البحري مع جيبوتي.
وتعمل الحكومة اليمنية بقيادة خالد بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء، على إنهاء الإجراءات اللازمة لمنح اليمنيين العالقين في الخارج حق الحصول على تأشيرة عبور إلى كل من السعودية، عمان، وجيبوتي، بحيث يجري نقل الرعايا من الخارج عبر الجو إلى الدول الثلاث، ومنها يجري نقلهم بريا وبحريا إلى اليمن.
وتعمل الحكومة اليمنية أيضا على تجهيز مطار واحد على الأقل من أصل تسعة مطارات قادرة على استقبال الرحلات الدولية، أبرزها مطار سيئون الواقع في مدينة سيئون في حضرموت جنوب اليمن، على أن يجري توجيه الرحلات الإنسانية إلى هذا المطار لاعتبارات منها، أن هذا المطار لم يسقط من قبل أمام القوى المناهضة للشرعية، فضلا عن أنه بعيد عن سيطرة أتباع تنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي هذا الخصوص، أكدت هيئة الطيران اليمنية منح الخطوط اليمنية حق «التشغيل إلى كل مطارات سيئون، الغيضة، تعز، إلى حين الانتهاء من تجهيز مطاري صنعاء والحديدة لإضافتهما إلى جدول التشغيل، لكن الخطوط اليمنية لم تستوف إجراءات التأمين الخاص بمناطق الحروب، حيث جرى إبلاغ الهيئة رسميا بعدم إمكانية الشركة للطيران إلى المطارات اليمنية، أو عبور أجواء اليمن».
من جهته، كشف لـ«الشرق الأوسط» صائل بن رباع رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم، عن وجود تسعة مطارات في اليمن قادرة على استقبال الرحلات الجوية، مبينا أنه بالإمكان الاستفادة من المطارات التسعة لاستقبال الرحلات الدولية القادمة إلى اليمن في الفترة الحالية، أبرزها مطار سيئون فهو لا يعاني من المشكلات التي تعاني منها المطارات الأخرى، فضلا عن إمكانية إعادة تأهيل مطار الحديدة بسهولة من قبل لجنة فنية تقيم هذا الأمر.
وشدد على أن اليمنيين لا يريدون الذهاب إلا إلى اليمن، معتبرا ما تردد في الإعلام عن قبول إيران استقبالها للعالقين من اليمنيين، وتستعد لمنحهم إقامة شرعية حتى استباب الوضع في اليمن، فرقعة إعلامية إذ إنه لم يصدر بيان رسمي يؤكد صحة ما جرى تناقله.
وذهب إلى أن رعايا اليمن العالقين في الخارج، لن يقبلوا بإقامة مؤقتة أو دائمة على الأراضي الإيرانية، وأن كل ما يريده أبناء اليمن، هو العودة إلى ديارهم في أقرب فرصة ممكنة، مشددا على عدم القبول في التعاطي مع الفرقعات الإعلامية الإيرانية التي تحاول المزايدة على العرب في الوقت الراهن.
وأفصح ابن رباع عن أن أهم ما دار مع خالد بحاح نائب الرئيس اليمني رئيس حكومة اليمن، هو مناقشة وضع الرعايا اليمنيين العالقين في الخارج، والعمل على طرح حلول عاجلة تضمن عودتهم إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.
وشدد على أنه سيجري قريبا إطلاق عملية ضخمة لدعم العالقين في أربع مناطق رئيسية هي مصر والأردن والهند وماليزيا، تشمل ضخ مبالغ مالية للتكفل بأوضاع رعايا اليمن، وبما يضمن لهم سبل العيش الكريم إلى حين عودتهم إلى أرض الوطن.
يشار إلى أن بحاح أشاد بالمغتربين اليمنيين حول العالم ودورهم في مساعدة الاقتصاد اليمني ودعم بقاء الأسرة اليمنية في داخل الوطن خاصة أثناء الأزمات، متعهدا بدعم الجاليات اليمنية حول العالم، ومؤكدا في الوقت نفسه اهتمامه بالمجلس الأعلى للجاليات ونشاطاته.
من جهة أخرى أكد محمد الأهدل أمين سر المجلس الأعلى للجاليات اليمنية حول العالم، وجود تشاورات تقوم بها الحكومة اليمنية من خلال لجنة مشكلة ترأسها وزيرة الإعلام ووزير النقل بشأن العالقين اليمنيين في الخارج، وأنه يجري التباحث في الفترة الحالية على أن يجري الإجلاء إلى جيبوتي وجنوب السعودية ومن ثم نقلهم إلى اليمن بالبر، من السعودية عبر منفذ الطوال أو منفذ الوديعة.
وأكد أن عودة اليمنيين العالقين في الخارج تأخرت أكثر مما يجب، مما زاد الوضع مأساة من الناحية المادية والصحية، فكثير منهم استنفدوا كل ما لديهم من أموال، ومنهم من أوقف العلاج ليستطيع العيش والإقامة بما تبقى معه من مال.
ووجه نداءه للحكومة اليمنية لاتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لإنهاء أزمة العالقين اليمنيين، بشكل ملموس على أرض الواقع، والنظر إليهم بعين الرحمة والشفقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.