تفاؤل في واشنطن والأمم المتحدة بالهدنة الإنسانية

مخاوف من نفاد الوقود في اليمن خلال أقل من أسبوع

موالون للرئيس اليمني هادي يجوبون شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
موالون للرئيس اليمني هادي يجوبون شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

تفاؤل في واشنطن والأمم المتحدة بالهدنة الإنسانية

موالون للرئيس اليمني هادي يجوبون شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)
موالون للرئيس اليمني هادي يجوبون شوارع عدن أمس (أ.ف.ب)

رحبت الأمم المتحدة بالإعلان السعودي للهدنة الإنسانية، بما يسمح لعمال الإغاثة بمواجهة التحديدات الإنسانية والوضع المتفاقم في اليمن. وقال منسق الأمم المتحدة لليمن باولو ليمبو إن الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار سيسمح للوكالات الدولية تعزيز الإغاثة لعشرات الآلاف من النازحين اليمنيين، ومعالجة شح الغذاء والدواء والماء والوقود.
وقال ليمبو: «أنا متفائل بالهدنة الإنسانية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، على استعداد للعمل فورا، وهذه الهدنة ستكون لها آثار إيجابية جدا على قدرتنا في توسيع توصيل المساعدات الإنسانية»، وطالب ليمبو بهدنة طويلة الأجل، حتى تحدث فارقا حقيقيا في الصراع، وقال: «نأمل أن تتحول الهدنة لمدة خمسة أيام إلى هدنة دائمة».
وأشار إلى الوضع المأساوي الذي يعاني منه المدنيون في المحافظات الجنوبية في اليمن، وقال: «الوضع مأساوي ويتطور من سيئ إلى أسوأ، ساعة بساعة».
ويأمل ليمبو في توصيل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 1.2 مليون يمني على الأقل خلال فترة الهدنة.
من جانبه، حذر كريستوف بوليريك المتحدث باسم منظمة الأمومة والطفولة (اليونيسيف)، من خطر نفاد الوقود خلال أقل من أسبوع في اليمن، مؤكدا أن صندوق «اليونيسيف» يدق ناقوس الخطر بشأن النقص الحاد في الوقود.
وأشار بوليريك إلى خطر إصابة أكثر من 120 ألف طفل يمني بمرض سوء التغذية الحاد، مع تدهور الخدمات الصحية في اليمن.
من ناحية أخرى، أشار مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى رفض بلاده لأي تدخل عسكري بري في اليمن، وقال للصحافيين، مساء الخميس، إن بلاده تؤيد التحرك السعودي لعقد اجتماع في الرياض في السابع عشر من مايو (أيار) الحالي، بما يساعد على تمهيد الطريق للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، وقال: «نأمل أن يحدث وقف سريع لجميع الأعمال العدائية في اليمن واستئناف المحادثات»، مبديا تفاؤله بمقترح المملكة العربية السعودية وقف إطلاق النار وتنفيذ هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام.
وأوضح دبلوماسيون أميركيون أن المحادثات خلال اجتماعات باريس ركزت بشكل واسع على التحضير للقمة المقبلة في كامب ديفيد في الثالث عشر والرابع عشر من مايو الحالي، حيث تهدف الولايات المتحدة إلى اطلاع الدول الخليجية على تفاصيل المفاوضات مع إيران، وطمأنة القلق المتزايد لدى دول المنطقة من تنامي النفوذ الإيراني والتدخلات الإيرانية في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد التقى وزراء خارجية الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي في باريس، أمس (الجمعة)، لعدة ساعات، حيث تركزت المحادثات على الوضع في اليمن والمفاوضات مع إيران إضافة إلى الملف السوري.
واصطحب وزير الخارجية ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية وكبيرة المفاوضين الأميركيين في مجموعة «5 + 1» مع إيران، حول برنامجها النووي المثير للجدل.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.