قراصنة كومبيوتر روس تسللوا إلى البيت الأبيض

الكونغرس يطلب من أوباما إعلانًا «يطمئن»

قراصنة كومبيوتر روس تسللوا إلى البيت الأبيض
TT

قراصنة كومبيوتر روس تسللوا إلى البيت الأبيض

قراصنة كومبيوتر روس تسللوا إلى البيت الأبيض

زاد القلق في واشنطن بسبب أخبار بأن قراصنة روسا استطاعوا اختراق كومبيوترات البيت الأبيض، وأمس بعث السناتور جون ثون (جمهوري، ولاية تكساس)، رئيس لجنة التجارة في مجلس الشيوخ، خطابا إلى الرئيس باراك أوباما لإصدار بيان «يطمئن الأميركيين» بأن الاختراق الروسي لم يصل إلى معلومات شخصية وأمنية عن البيت الأبيض، وعن مواطنين أميركيين.
وحسب وكالة «رويترز»، قال بيان أصدره مكتب السناتور ثون: «إذا تسربت هذه المعلومات، يكون البيت الأبيض مسؤولا أمام الضحايا. في كل الحالات، إذا ارتكب التسرب قراصنة إنترنت، أو جواسيس أجانب». وقال ثون في خطابه إلى أوباما إنه رغم أن المتسللين لم يتمكنوا على ما يبدو من الوصول إلى معلومات سرية، فإن نظام الكومبيوتر غير السري يحتوي على معلومات حساسة، منها: جداول مواعيد، وتسجيلات الشرطة التي تحمي البيت الأبيض، وعناوين بريد إلكترونية لزوار البيت الأبيض، وللعاملين فيه، ومراسلات مع دبلوماسيين أميركيين في الخارج، ودبلوماسيين أجانب.
وكان البيت الأبيض أعلن، في الشهر الماضي، أن التقرير الذي بثته شبكة «سي إن إن» عن اختراق قراصنة روس «أجزاء حساسة» من كومبيوترات البيت الأبيض، ليس فيه جديد، وأن الموضوع يتعلق بحادثة كان كشف عنها البيت الأبيض نفسه في وقت سابق. وأضاف البيت الأبيض بأنه اتخذ «إجراءات فورية لتقييم تلك الاختراقات والحد منها»، غير أن البيت الأبيض نفسه كان أعلن، في العام الماضي، «اختراقات مشبوهة» في شبكة كومبيوتراته، وأنه بدأ تحقيقات شاركت فيها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، والخدمة السرية (التي تحمي البيت الأبيض).
وحسب تقرير «سي إن إن»، استطاع القراصنة الحصول على «معلومات حساسة»، مثل: تفاصيل جدول أعمال الرئيس أوباما غير المعلنة للناس.
ووصف التقرير هذه القرصنة، وقرصنات سابقة بوقت قليل، منها واحدة اخترقت نظام وزارة الخارجية الإلكتروني، بأنها «من أكثر العمليات تطورا التي تعرضت لها الحكومة الأميركية خلال الفترة الماضية»، وأنه رغم عدم استخدام كومبيوترات روسية في هذه الاختراقات، واستخدام كومبيوترات عادية في أماكن متعددة حول العالم، وجد المحققون الأميركيون «علامات تشير إلى عمل القراصنة كان لحساب الحكومة الروسية».
وقبل أسبوعين، أصدر الرئيس أوباما أمرا تنفيذيا يمنح الحق للسلطات الأميركية لفرض عقوبات على قراصنة الإنترنت، أميركيين أو أجانب، إذا شكلوا «تهديدا للاقتصاد والأمن القومي للولايات المتحدة».
جاء الأمر التنفيذي بعد قرابة عام من إدانة البيت الأبيض لهجمات إلكترونية وتهديدات إرهابية واجهتها شركة «سوني» للإنتاج السينمائي لإجبارها على إلغاء عرض فيلمها «إنترفيو» (المقابلة) الذي انتقد النظام الحاكم في كوريا الشمالية انتقادا عنيفا. في ذلك الوقت، قال البيت الأبيض إن الموضوع «مسألة أمن قومي».
في ذلك الوقت، قال جوش إرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحافي، إن تلك الهجمات لم تكن مجرد اختراق إلكتروني عادي، وإنها كانت «هجوما مدمرا»، وإنه نفذ مع «نية خبيثة».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.