عقب التوترات في الولايات المتحدة بين المواطنين الأميركيين من أصول أفريقية وممارسات بعض عناصر الشرطة الأميركية العنيفة، أصيب شرطي أميركي أمس كان يرتدي زيا مدنيا بجروح خطرة في الرأس بعد إطلاق النار عليه في نيويورك. وشهدت نيويورك حالة تأهب أمس خوفا من أي مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، في وقت طالبت السلطات المحلية بالتهدئة.
وأصيب براين مور الذي يبلغ 25 عاما، برصاصة في الرأس بينما كان داخل سيارته في نيويورك، بحسب ما أفاد مفوض الشرطة بيل براتون خلال مؤتمر صحافي، واصفا الإصابة بـ«الخطيرة». وخضع الشرطي للجراحة بعد نقله إلى المستشفى. وبحسب براتون: «كان مور وشرطي آخر في سيارة عادية عندما شاهدا رجلا يمسك بشيء في حزامه ويقترب منهما»، وأطلق الرجل النار فورا على الشرطيين بينما كانا لا يزالان في السيارة، بحسب براتون. واعتقل مطلق النار بعد نحو ساعة من الحادث، بحسب الشرطة.
وقال عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو في مؤتمر صحافي، إن «هذا الحادث يذكرنا بالمخاطر التي يواجهها أفراد الشرطة يوميا»، وأضاف أن «مور ينحدر من عائلة له تاريخ في الشرطة، وأن أداءه كان متميزا». وهذا خامس حادث إطلاق نار على رجال شرطة في مدينة نيويورك خلال خمسة أشهر. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قتل شرطيان كانا في سيارتهما في نيويورك عندما أطلق عليهما رجل النار وقتل نفسه بعد ذلك. وتردد أن سبب ذلك الحادث الغضب بشأن مقتل رجل أسود أعزل برصاص شرطة نيويورك.
ورحب المحتجون في بالتيمور أول من أمس بقرار توجيه التهمة إلى ستة من عناصر الشرطة في إطار قضية فريدي غراي الشاب الأميركي من أصول أفريقية الذي قتل أثناء توقيفه وتحدى المئات منهم حظر التجول المفروض في المدينة. ولكن الأجواء كانت مختلفة تماما حيث قام المحتجون بالرقص والغناء بعد توجيه تهمة القتل إلى ستة عناصر في الشرطة بينهم ثلاثة من أصول أفريقيا.
وفي حين عاد الهدوء تدريجيا إلى المدينة دعا حاكم ولاية ميريلاند لاري هوغان السكان أمس إلى «صلاة وسلام يوم الأحد»، وقال الحاكم في بيان: «أصلي لكي يكون (يوما نهارا) للتأمل في الطريقة التي سنتصرف فيها جميعا في الأيام والأشهر المقبلة». وقبل ساعات كانت الشرطة أعلنت أن «حظر التجول المطبق من الساعة 22.00 في التوقيت المحلي إلى الساعة 5.00 صباحا سيمدد لليلة الخامسة على التوالي».
وهتف المتظاهرون لدى انطلاق المسيرة من المكان الذي اعتقل فيه غراي «لا عدالة لا سلام». وانضم هؤلاء المتظاهرون إلى آخرين تجمعوا أمام مقر بلدية بالتيمور. وكان ألفان إلى ثلاثة آلاف شخص بينهم الكثير من السود تجمعوا بهدوء والبعض رقص وغنى.
وتشهد بالتيمور التي يبلغ عدد سكانها 620 ألفا تظاهرات شبه يومية منذ وفاة الشاب في التاسع عشر من أبريل (نيسان) الماضي متأثرا بإصابة «خطيرة» لدى نقله مقيد اليدين والرجلين ومنبطحا على الأرض داخل شاحنة للشرطة.
وكتب على لافتات حملها المتظاهرون المتجمعون أمام مقر رئاسة البلدية «الشبان ليسوا مشاغبين» و«لا سلام في نفوسنا».
وتجمع المتظاهرون في هذا المكان تلبية لدعوة جمعية «بلاك لويرز فور جاستيس» المدافعة عن السود وبينهم زعيمهم مالك شاباز العضو السابق في حركة الفهود السود المتشددة. وأعلنت رئيسة بلدية بالتيمور ستيفاني رولينغز السبت الماضي لقناة «دبليو جاي زي» التابعة لشبكة «سي بي إس» الأميركية: «ما أراه يشجعني ويلهمني، وأعتقد أن هناك أملا كبيرا في إحقاق العدالة بسلام».
وعاد الهدوء خلال النهار بعد الإعلان المفاجئ للمدعية العامة مارلين موسبي عن ملاحقة ستة عناصر من الشرطة هم ثلاثة بيض وثلاثة سود بتهمة التسبب في وفاة غراي. أما الحرس الوطني الذي استدعي لدعم الشرطة بعد أن اندلعت أعمال شغب الاثنين فقد عمد إلى تعبئة 3000 عنصر أول من أمس «حفاظا على الهدوء» في بالتيمور.
ورأت انجل بينوك التي جاءت مع أولادها أن الملاحقات ضد الشرطيين لوكالة الصحافة الفرنسية: «مشجعة ونأمل صدور أحكام وليس تبرئة».
لكنها: «قلقة على ابنها. فهو يحب الخروج مع أصدقائه... قلت له أن يتجنب أي مواجهة مع الشرطة وأن يفعل ما يطلب منه». وأفادت مصادر قضائية أن الشرطيين الستة الذين علقت عقود عملهم ورواتبهم منذ وقوع الحادثة اعتقلوا قبل أن يطلق سراحهم مساء الجمعة مقابل كفالات تتراوح بين 250 و350 ألف دولار. وسيمثل الشرطيون أمام قاض في 27 مايو (أيار) الحالي. ورحبت عائلة الضحية بالملاحقات القضائية بتهمة القتل المرتبطة بمقتل ابنها، كما شهد حي بالتيمور الأكثر تضررا من أعمال العنف التي حصلت الاثنين الماضي تجمعات رحبت بقرار الملاحقة القضائية. لكن نقابة الشرطة نددت بهذا القرار المتسرع.
المتظاهرون في بالتيمور يتحدون حظر التجول ويرحبون بتوجيه الاتهام لعناصر أمن
تأهب في نيويورك بعد إصابة رجل شرطة برصاص في رأسه
المتظاهرون في بالتيمور يتحدون حظر التجول ويرحبون بتوجيه الاتهام لعناصر أمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة