الواقع الميداني في اليمن يتجه نحو القوى الشرعية

وزير النقل اليمني لـ {الشرق الأوسط}: منتصف مايو موعد حوار الرياض

الواقع الميداني في اليمن يتجه نحو القوى الشرعية
TT

الواقع الميداني في اليمن يتجه نحو القوى الشرعية

الواقع الميداني في اليمن يتجه نحو القوى الشرعية

كشف وزير يمني رفيع عن تنسيق يجري في الوقت الراهن لتكوين جيش وطني يمني يضم كل الأطياف اليمنية، لافتًا إلى تمكن اللجان الشعبية من قتل أفراد يتبعون الحرس الثوري الإيراني في محافظة الضالع، وأسر آخرين في عدن جنوبي البلاد.
وقال بدر باسلمة، وزير النقل اليمني، لـ«الشرق الأوسط» إن الواقع الميداني في اليمن يتجه نحو القوى الشرعية بشكل واضح؛ وذلك مع تحرير بعض الجبهات الجديدة مثل محافظة تعز، مشيرًا إلى تقدم تحرزه القوى الشعبية في بعض المناطق الأخرى، موضحًا أن تلك القوى تعمل على دحر ميليشيا الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع علي صالح.
وأشار إلى أن الإشكالية الجديدة التي تعاني منها تلك اللجان هي عدم وجود قوى عسكرية مضادة لقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مشددًا على ضرورة مد القوات الشعبية في المحافظات الجنوبية بأسلحة نوعية للدفاع عن نفسها، وخلق نوع من التكافؤ في السلاح.
وأوضح باسلمة أن عددا من المحافظات تمكنت من أسر بعض الأفراد التابعين للحرس الثوري الإيراني، خصوصًا في عدن، وقتل آخرين منهم في الضالع.
وبين باسلمة أن ميليشيا الحوثي وأحزاب صالح، تسعى للاستيلاء على عدن نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وتعمل على إطالة الحرب من أجل التقاط الأنفاس، مشيرًا إلى أن تلك الميليشيات لا تزال تواصل استهداف المواطنين ومنازلهم من أجل رفع تكلفة الخسائر البشرية.
ولفت إلى أنه حينما كون الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الجيش لم يكن بإطار وطني شامل، وعمل على خدمة عائلته فقط، وهو الأمر الذي دفع بالحكومة الشرعية في اليمن إلى إنشاء جيش يضم القوى الشعبية والمواطنين والقبائل، والألوية التي أعلنت ولاءها للجيش اليمني وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
من جانب آخر، أكد الوزير اليمني أن هناك مساعي إلى خلق ائتلاف وطني سياسي واسع؛ من أجل ترتيب المرحلة المقبلة لليمن، موضحًا أنه يتم النقاش في الرياض مع عدد من المنشقين المؤثرين في صفوف حزب صالح، والتأكد من أنهم تخلوا عن الرئيس المخلوع صالح.
وأفاد بدر باسلمة أن الحوار اليمني سيكون في تاريخ 16 و17 مايو (أيار) الحالي بالعاصمة السعودية الرياض، مفصحًا عن عمل الحكومة اليمنية قبل بدء المؤتمر على خلق تكتل وطني واسع من أجل الضغط على ميليشيا الحوثي وعزلهم.
وأشار باسلمة إلى أن الهدف من مؤتمر الرياض هو التأكيد على اتباع المرجعيات الأساسية التي تم الاتفاق عليها وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار، التي وافقت عليها ميليشيا الحوثي، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وشدد الوزير اليمني على أن الحكومة اليمنية الشرعية لا تريد أن تبدأ من الصفر؛ بل تعمل على ضوء ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، جازمًا بأن الحكومة اليمنية لن تسمح مطلقًا بفتح الباب لأي عملية تعديل في المبادرة الخليجية، أو غربلتها، وتابع يقول: «لا نقاش مع الحوثي فيما تم التوقيع والاتفاق عليه سابقًا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».