لم يغفل خادم الحرمين الشريفين وهو يصدر عددًا من القرارات الملكية أول من أمس، الجانب التحفيزي والمعنوي للمرابطين على الحدود الجنوبية من القوات العسكرية والأمنية ممثلة بجميع قطاعاتها، الذين يدافعون عن أرضهم، وذلك عندما أصدر قراره بصرف راتب شهر لمنسوبي جميع القطاعات العسكرية والأمنية من أفراد وضباط ومدنيين.
وفي ذات السياق، أكد لـ«الشرق الأوسط» الفريق المتقاعد سلطان بن عادي المطيري الذي كان يشغل منصب قائد القوات المسلحة، إبان حرب الخليج الثانية (عاصفة الصحراء) أن قرار خادم الحرمين القاضي بصرف راتب شهر لأبنائه العسكريين من جميع الفئات من ضباط وأفراد الذين وضعوا أنفسهم فداء للوطن، بعيد عن أي منح أو مكافآت وهذا هو الأساس، معتبرًا أن هذا الأمر هو الأول من نوعه على مر التاريخ العسكري في السعودية.
واسترجع الفريق المطيري ذاكرته للوراء أيام حرب الخليج وهو يقود القوات المسلحة بكامل ألويتها، واصفًا المشهد وهم يفقدون أصدقاء وأحباء لهم نذروا أنفسهم للذود عن بلادهم كيد المعتدي وهم يضحون بأنفسهم بعيدًا عن أي مقابل يتقاضونه، معتبرًا أن الحس الوطني يأتي من أولويات النجاح العسكري في أرض المعركة وهذا هو الأساس، والمهم في الأمر تلبية نداء الوطن وقائد هذه البلاد التي طالما دافعت عن جيرانها ودينها وأرضها وستظل على هذا المنوال.
في المقابل أعطى الفريق المتقاعد عبد العزيز هنيدي الذي كان أيضًا يشغل منصب قائد القوات الجوية قبل نحو عقد من الزمن وهو يتحدث لـ«الشرق الأوسط» رأيًا آخر وهو يؤكد على أن ما صدر من قرار بخصوص المكافأة والمتمثلة بصرف راتب شهر لمنسوبي القوات العسكرية والأذرعة الأمنية في البلاد، جاء بمثابة التفاتة ملكية تجاه الجنود المرابطين على أرض المعركة بعيدًا عن أي هبات خارجة عن الإطار العسكري.
وقال قائد القوات الجوية الأسبق: «هذه مكرمة لرفع المعنويات لجميع العسكريين العاملين في وزارة الدفاع والداخلية وهؤلاء الأشخاص، خصوصًا أن الملك سلمان محنك من الناحية العسكرية كونه القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية في البلاد، التي تملك معدات ثقيلة وصواريخ باليستية وطائرات» مبينًا أنه عندما يعمم هذا القرار على الجميع خصوصًا المقاتلين والمساندين من ضباط وجنود بحكم ارتباطهم في عملية الإمدادات العسكرية إضافة إلى الإداريين الذين يؤدون خدماتهم من ناحية الإعاشة وغيرها فهم بذلك يكونون كتلة واحدة، الأمر الذي يزيد قوتهم وصلابتهم من الناحية القتالية، مشيرًا إلى أن هذا القرار ذكي من الدرجة الأولى حيث لم يخصص فئة عن أخرى، وإنما جرى تعميمه على كافة المنتسبين للقطاع العسكري والأمني في البلاد، مضيفًا أن الهدف الرئيسي من هذا القرار هو رفع للمعنويات ودعم لنجاح العملية العسكرية التي تقودها السعودية.
وزاد: «هذه انطلاقة لرفع المعنويات لأن نية قواتنا العسكرية هي القتال والاستمرار، حتى لو حاربنا لمدة سنة، وهذا أفضل من أن نعيش في ذعر ونحن نساير الأعداء»، مبينًا وبحسب خبرته القيادية في المجال العسكري، أن الجنود العسكريين من ضباط وأفراد، يأخذون بدلات وعلاوات جيدة، معتبرًا رواتب العسكريين فيها الخير الكثير مقدمًا شكره للقيادة الحكيمة لحفاظهم وحرصهم على أبنائهم في خط الجبهة.
إلى جانبهم، يقول الدكتور سعود السبيعي رئيس اللجنة الأمنية بمجلس الشورى: «هذا الأمر جاء بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع السعودية نجاح تحالف عاصفة الحزم في إزالة الخطر على المملكة والدول المجاورة من الميليشيات الحوثية التي طغت وبغت على شعبها الجريح في اليمن»، معتبرًا أن المكافأة أيا كان حجمها فهي رمزية ولكنها تقدير من الوطن وليست دينا لهم أو ردًا للجميل، لأنهم يقومون بواجبهم بدافع ديني ووطني وأخلاقي قبل كل شيء، معتبرًا صرف راتب شهر للقطاعات العسكرية كافة له وقع تحفيزي وتأكيد للشعور بأن وطنهم معهم ويفكر بهم وهي فقط رمز لشكر الوطن على ما يعملون.
قادة متقاعدون يثمنون قرار الملك سلمان بصرف راتب شهر للقطاعات العسكرية والأمنية
قالوا لـ {الشرق الأوسط} : التحفيز المعنوي من أولويات النجاح العسكري في أرض المعركة
قادة متقاعدون يثمنون قرار الملك سلمان بصرف راتب شهر للقطاعات العسكرية والأمنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة