دراسة: مصر القديمة عرفت أول مظاهرات عمالية في التاريخ

الفراعنة عرفوا حقوق العمال وحرصوا على توفير حياة كريمة لهم

المصري القديم كان يصطحب معه في قبره 365 تمثالا بعدد أيام السنة، وتعرف بتماثيل الأوشابتي، أي التماثيل المجيبة والملبية ({الشرق الأوسط})
المصري القديم كان يصطحب معه في قبره 365 تمثالا بعدد أيام السنة، وتعرف بتماثيل الأوشابتي، أي التماثيل المجيبة والملبية ({الشرق الأوسط})
TT

دراسة: مصر القديمة عرفت أول مظاهرات عمالية في التاريخ

المصري القديم كان يصطحب معه في قبره 365 تمثالا بعدد أيام السنة، وتعرف بتماثيل الأوشابتي، أي التماثيل المجيبة والملبية ({الشرق الأوسط})
المصري القديم كان يصطحب معه في قبره 365 تمثالا بعدد أيام السنة، وتعرف بتماثيل الأوشابتي، أي التماثيل المجيبة والملبية ({الشرق الأوسط})

قالت دراسة مصرية حديثة إن الفراعنة عرفوا حقوق العمال، ووفروا حياة كريمة لهم، من مسكن وإعاشة وطعام، وحرصوا على وجود الأطباء بمواقع العمل، وإن حكام مصر القديمة عرفوا حقوق العمال من السجناء، ونجحوا في إعادة تأهيلهم، وجعلهم أفرادا صالحين داخل مجتمعهم ومنحوهم كل الحقوق الإنسانية التي ينادي بها العالم المعاصر اليوم وذلك قبل آلاف السنوات.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الباحث المصري الدكتور محمد يحيى عويضة في مناسبة احتفالات العالم بعيد العمال، أن مصر الفرعونية عرفت أول إضراب عن العمل وأول مظاهرات عمالية في التاريخ، وهي الوقائع التي جرت في منطقة دير المدينة التاريخية في أحضان جبل القرنة غرب الأقصر قبل 3500 عام، وأن كبير الشرطة في ذلك الوقت أعلن عن تضامنه مع مطالب العمال، ورفض مطالب بعض المسؤولين في مصر القديمة في تفريق تلك المظاهرة العمالية بالقوة.
وقال عويضة إن القوة البشرية والعمالية في مصر الفرعونية كانت بمثابة كلمة السر في قيام أعظم حضارة عرفتها الإنسانية على وجه الأرض، وإن حضارة مصر القديمة قامت على ثلاثة أسس هي الإيمان والعمل والعلم، وكان العمل هو التطبيق العملي للإيمان والعلم، وأن قدماء المصريين تفردوا بمنظومة العمل الجماعي، فشقوا القنوات والترع وأنشأوا السدود وشيدوا المعابد وحفروا المقابر في تناغم شديد فيما بينهم.
وتابع الباحث المصري أنهم «عرفوا واحترموا أيضا مواعيد العمل، الذي كان أمرا مقدسا لدى المصري القديم، وتوارثوا أعمال ومهن وصناعات وحرف آبائهم وأجدادهم، وورثوها لأبنائهم، كما اخلصوا في أعمالهم، وكانوا يؤدونها في دقة متناهية، وبإحساس مرهف نراه في كثير مما تركوه من لوحات وأدوات في شتى مناحي الحياة».
وخلال حديثة لوكالة الأنباء الألمانية قال عويضة إن «المصري القديم تمسك بمبادئ العمل حتى في الأعداد لانتقاله إلى العالم الآخر، بحسب معتقداتهم، فكان يصطحب معه في قبره 365 تمثالا بعدد أيام السنة، وتعرف تلك التماثيل بتماثيل الأوشابتي، أي التماثيل المجيبة والملبية، ليستمر في إنجاز الأعمال الموكلة إليه عبر تلك التماثيل حتى بعد وفاته».
وأضاف أنه وبحسب ما ترويه كتب المصريات وما ترجمه الأثريون فإن تمثال الأوشابتي هو لشخص يحمل فأسين وسلة معلقة على ظهره، ونقش على كل تمثال فقرة من كتاب الموتى: «أيها المجيب والملبي إذا طلب منى زراعة الحقول أو ري الشطآن أو إقامة السدود فلتقل عند ذلك ها أنا ذا»، والذي يؤكد مدى تفاني المصري القديم وحرصه على أداء واجبه وعمله حتى بعد وفاته.
وفي مناسبة احتفالهم بعيد العمال يستعيد المصريون عبر ذاكرتهم التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ صور أول إضراب عن العمل وأول مظاهرات عمالية في التاريخ، وكيف استطاع العمال في مصر القديمة أن يحصلوا على حقوقهم بالتظاهر السلمي، وكيف وقفت الشرطة بجانبهم آنذاك، وسط مطالب بأن يتحول «دير المدينة» الذي تفجرت بين أروقته أول ثورة عمالية في التاريخ إلى متحف للثورات يسجل قصص ومشاهد الثورات العمالية والشعبية عبر العصور.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.