ارتفاع حصيلة أسرى قوات النظام إلى 200 شخص بسوريا

النروج تزيد مساعداتها للاجئين السوريين

ارتفاع حصيلة أسرى قوات النظام إلى 200 شخص بسوريا
TT

ارتفاع حصيلة أسرى قوات النظام إلى 200 شخص بسوريا

ارتفاع حصيلة أسرى قوات النظام إلى 200 شخص بسوريا

تدور معارك عنيفة بين جبهة النصرة وكتائب مسلحة مقاتلة من جهة، وعشرات الجنود السوريين الذين لا يزالون محاصرين في مبنى داخل مدينة جسر الشغور منذ انسحاب القوات النظامية من المدينة السبت الماضي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الخميس).
وتلقى المرصد معلومات مفادها ان حصيلة الأسرى لدى جبهة النصرة وحلفائها من "قوات النظام والمسلحين الموالين لها مع عائلاتهم" ارتفعت الى مائتين. وكانت قوات النظام تحدثت قبل يومين عن مقتل مائتي شخص على يد جبهة النصرة في محيط جسر الشغور.
وقال المرصد ان مسلحي النصرة والكتائب المعارضة حاولوا أمس (الاربعاء) اقتحام مبنى المشفى الوطني في جسر الشغور الذي يتحصن فيه "ما لا يقل عن 150 عنصرا من قوات النظام، بالاضافة الى مدنيين" لم يحدد عددهم، "لكنهم فشلوا في دخوله".
كما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن هؤلاء الجنود والمسلحين الموالين لهم "كانوا تحصنوا داخل مبنى تابع للمشفى الوطني في جنوب غربي المدينة خلال معارك جسر الشغور".
ويحاول مسلحو جبهة النصرة والفصائل المتشددة منذ استيلائهم على المدينة السبت الماضي دخول المشفى، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان مقاتلو المعارضة والنصرة أسروا عددا كبيرا من عناصر قوات النظام داخل أبنية المشفى وفي جسر الشغور ومحيطها خلال المعركة.
على صعيد آخر، قتل 25 عنصرا على الاقل من تنظيم "داعش" في انفجار مصنع للعبوات الناسفة في محافظة دير الزور في شرق سوريا أمس لم تتضح أسبابه، بحسب ما ذكر المرصد أيضا.
وقال المرصد في بريد الكتروني "انفجر مستودع عبوات ناسفة تابع لتنظيم داعش في مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي"، مشيرا الى وقوع انفجارات عدة نتيجة ذلك "هزت المدينة". واضاف ان "الانفجارات في المستودع أسفرت عن مصرع 25 عنصراً على الأقل من تنظيم داعش وإصابة أكثر من عشرين آخرين بجروح". واشار الى ان عدد القتلى "مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة". وذكر المرصد انه "لا يعلم حتى اللحظة ما إذا كان الانفجار ناجماً عن قصف صاروخي استهدفه أم نتيجة خطأ تقني".
ومع تدهور الوضع الأمني في سوريا، يضطر المزيد من المواطنين الى الفرار من البلاد. وعلى ضوء ذلك، اعلنت النروج اليوم انها ستزيد مساعدتها المالية للاجئين السوريين لتصبح 120 مليون يورو تقريبا.
وأعلنت رئيسة الوزراء المحافظة ارنا سولبرغ امام البرلمان ان المساعدة الانسانية الى اللاجئين في سوريا وفي الدول المجاورة سيتم رفعها من 250 مليونا الى مليار كورون (119.1 مليون يورو)؛ وذلك ضمن تصحيح لقانون المالية سيعرض في 12 مايو (أيار).
وتعتزم النروج هذا العام استقبال 1500 لاجئ سوري في اطار الحصة السنوية التي تحددها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وتابعت سولبرغ ان "كلفة استقرار ألف لاجئ تقدر بمليار كورون على مدى خمس سنوات". واضافت ان "هذا معناه انه بدلا من استقبال لاجئ في النروج يمكننا مساعدة 14 آخرين يقيمون في المخيمات او 27 ليسوا في مخيمات المنطقة".



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».