المعارضة تضيق الخناق على النظام بريف إدلب وتحاصر معسكر المسطومة من 3 جهات

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 121 حادثة للغازات السامة من قبل النظام.. و93 % من الضحايا مدنيون

مبان دمرتها غارات بالبراميل المتفجرة لطيران النظام على حي الفردوس في حلب أمس (أ.ف.ب)
مبان دمرتها غارات بالبراميل المتفجرة لطيران النظام على حي الفردوس في حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة تضيق الخناق على النظام بريف إدلب وتحاصر معسكر المسطومة من 3 جهات

مبان دمرتها غارات بالبراميل المتفجرة لطيران النظام على حي الفردوس في حلب أمس (أ.ف.ب)
مبان دمرتها غارات بالبراميل المتفجرة لطيران النظام على حي الفردوس في حلب أمس (أ.ف.ب)

أعلن جيش الفتح، أمس، السيطرة على حاجز الجومة شرق بلدة مصيبين بريف إدلب، وذلك بعد اشتباكات مع قوات الأسد أسفرت عن مقتل جميع العناصر الموجودة في الحاجز.
ولفت مراسل وكالة «مسار برس» إلى أن مقاتلي المعارضة بعد سيطرتهم على الحاجز، تمكنوا من إطباق الحصار على معسكر المسطومة من 3 جهات.
وكانت المعارضة قد أعلنت مساء الثلاثاء الماضي، سيطرتها على حوش وتلة مصيبين، ومقتل 13 عنصرا من قوات الأسد.
وفي نفس السياق، استشهد 10 مدنيين وأصيب العشرات في بلدة بنش، جراء قصفها من قبل طيران نظام الأسد الحربي، في حين سقط شهيدان وعدة جرحى إثر غارة على قرية الموزة في جبل الزاوية.
كما قصف الطيران الحربي بلدة الجانودية وقرى جدرايا وعين لاروز وبزابور ومحيط مطار أبو الظهور، ما أدى إلى سقوط شهيد وإصابة آخرين معظمهم أطفال، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة سراقب وبلدتي تفتناز ومعرة النعمان. في الأثناء، استهدف قوات المعارضة، أول من أمس، تجمعات لقوات الأسد في قرية فريكة الموالية بريف جسر الشغور بقذائف الهاون، محققين إصابات مباشرة.
في سياق آخر، قال مكتب أخبار سوريا، إن نحو 90 ألف نسمة من بلدات وقرى سهل الغاب بريف حماه الغربي، نزحوا مؤخرًا جراء المعارك الدائرة، بعد أن أطلقت فصائل عسكرية معارضة منذ نحو أسبوع معركة السيطرة على سهل الغاب في ريف حماه الغربي، والتي أدت إلى سيطرتها على أكثر من عشر نقاط تمركز للقوات النظامية في ظل استمرار الاشتباكات بين الطرفين.
وأكد الناشط الإعلامي المعارض مصطفى أبو عرب، للمكتب، أن المدنيين نزحوا إلى مناطق سيطرة المعارضة الأكثر أمنا في ريف حماه الشمالي والغربي، كبلدة قلعة المضيق وقرى جبل شحشبو، فيما توجه قسم منهم إلى مخيمات اللجوء على الحدود السورية التركية هربًا من قصف القوات النظامية والاشتباكات في مناطقهم.
وإحياء لذكرى ضحايا الحرب الكيماوية في سوريا، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا بعنوان «في انتظار هجوم الغوطة الثاني»، يضاف إلى 21 تقريرًا حول استخدام الغازات السامة في سوريا، منذ أول استخدام في حي البياضة في حمص يوم الأحد 23 ديسمبر (كانون الأول) 2012، ورصدت جميع تلك التقارير استخدام القوات النظامية للغازات السامة في مختلف المحافظات السورية.
وقبل هجوم الغوطة الشهير في 21 أغسطس (آب) 2013، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استخدام القوات الحكومية للغازات السامة ما لا يقل عن 28 مرة.
أما بعد هجوم الغوطة وصدور القرار 2118 بتاريخ 27 سبتمبر (أيلول) 2013، فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 92 حادثة لاستخدام القوات الحكومية غازات يُعتقد أنها سامة، أي 92 خرقًا للقرار 2118، من بينها 21 خرقًا للقرار 2209 الصادر حديثًا بتاريخ 6 مارس (آذار) 2015. وبإضافة هجوم الغوطة يصبح مجموع الحالات التي استخدمت فيها القوات الحكومية للغازات السامة 121 حادثة، كان لمحافظة ريف دمشق النصيب الأكبر منها، إذ تعرضت 45 حادثة قصف بالغازات السامة معظمها في منطقة الدخانية، تليها محافظة دمشق التي تلقت 22 حادثة قصف بالغازات السامة معظمها في حي جوبر، الذي تعرض للقصف 17 مرة. ثم محافظة إدلب: 19 حادثة، ومحافظة حماه: 17 حادثة، ومحافظة حلب: 10 حوادث، ومحافظة درعا: 4 حوادث، ومحافظة حمص: 3 حوادث، ومحافظة دير الزور: حادثة قصف واحدة بالغازات السامة. وتسبب استخدام القوات النظامية للغازات السامة في 121 حادثة بمقتل ما لا يقل عن 1242 شخصًا، 93 في المائة من الضحايا مدنيون. كما أصيب ما لا يقل عن 3550 شخصًا، نصفهم تقريبًا نساء وأطفال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.