السعودية: إيقاف 92 رجلاً وامرأة خططوا لاستهداف السفارة الأميركية واغتيال عسكريين

إحدى الخلايا يتزعمها رجل دين بايع البغدادي.. وأخرى جنّدت صغار السن

اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للكشف عن خلايا ارهابية، وإلى جواره العميد المهندس بسام عطية من وزارة الداخلية (واس)
اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للكشف عن خلايا ارهابية، وإلى جواره العميد المهندس بسام عطية من وزارة الداخلية (واس)
TT

السعودية: إيقاف 92 رجلاً وامرأة خططوا لاستهداف السفارة الأميركية واغتيال عسكريين

اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للكشف عن خلايا ارهابية، وإلى جواره العميد المهندس بسام عطية من وزارة الداخلية (واس)
اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للكشف عن خلايا ارهابية، وإلى جواره العميد المهندس بسام عطية من وزارة الداخلية (واس)

قال اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، إن السلطات الأمنية، قامت بالتنسيق مع السفارة الأميركية لدى السعودية، وذلك بعد ورود معلومات حول استهداف السفارة، مشيرًا إلى أن معظم العمليات التي جرى استهدافها ضمن الخلايا الست، بلغت مراحل متقدمة، حيث قاموا بتأمين الأوكار وإنشاء مواقع التدريب وتصنيع المتفجرات، وإجراء التجارب الحية، والتدرب على الرماية.
وأوضح اللواء التركي خلال المؤتمر الصحافي في نادي ضباط قوى الأمن بالرياض أمس، أن حالة الاشتباه بالتهديد الخاص بالسفارة الأميركية بالرياض، قوية جدًا، وأن مجريات التحقيق كشفت أن كل شخص على معرفة بما سيتم تكليفه به من الأدوار المنوطة به، حيث دخل الموقوف السوري الذي كان يقيم في إحدى الدول الخليجية، دخل إلى الرياض بطريقة نظامية، وطلب منه المنسق التوجه إلى المدينة المنورة، حيث يقيم هناك الموقوف السعودي الذي يقوم بعملية جمع الأموال.
وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية إلى أن التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأميركية بالسعودية، واضطرت إلى إغلاق السفارة في الرياض وقنصليتها في جدة والظهران، كانت مرتبطة بالإجراءات الأمنية المشتركة مع المختصين في السفارة الأميركية.
فيما لفت العميد بسام عطية، أحد المسؤولين عن ملف التحقيقات الأمنية في وزارة الداخلية إلى أن السلطات الأمنية اشتبهت بخمسة أشخاص في منطقة القصيم، حيث تم التوصل إلى 10 آخرين كانوا ضمن خلية أطلقوا عليها اسم «جند بلاد الحرمين»، وجميعهم سعوديون على صلة بتنظيم داعش، وارتبطت أدوارهم في المجال الشرعي والمالي، حيث اختاروا اسم الخلية، كحالة من التعبئة النفسية وله أبعاد كبيرة، بحيث إن له انعكاسات حماسية على نفوس الشباب ويكسب تعاطفهم.
وذكر العميد عطية، أن تعدد الأدوار، والاكتفاء الذاتي داخل هذه المنظومة وتوزيع العمل، وشرعيته أيضًا، إذ إن منظومة التهيئة والتجهيز، في الإعداد لأماكن الوجود، وكذلك لاختبار التفجير، حيث قبض في بداية الأمر على سعودي في فبراير (شباط) الماضي، يسعى لتكوين الخلية (جند بلاد الحرمين)، وذلك بعد مبايعته لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
وأضاف أن «الحصول على المبايعة من قائد التنظيم، هو محاولة لسلخهم من مجتمعهم وبيئتهم، وتصبح الخلية في مراحل متقدمة من العمل الإرهابي، ويتبنى عناصر الخلية أيضا الاعتقاد الراسخ والقوي في اتجاههم الصحيح حسب معتقدهم».
وأبان العميد عطية، أن الخلية المكونة من 65 شخصا، وتتركز في عدد من مناطق المملكة، وهي على ارتباط كبير مع تنظيم داعش، حيث تتميز هذه التنظيمات بتعدد الجنسيات الشمولية المفيدة كثيرًا للعمل الإرهابي، وتعزيز دورها، لا سيما وأن الخلية أشبه بخط إنتاج للمنتمين أو المتعاطفين مع «داعش»، واستطاعت القيادات في الخلية، استغلال ضعف البنية المجتمعية، في جر الكثير من الأشخاص وتجنيدهم.
وأكد أن الخلايا الإرهابية تسعى إلى إغراء صغار السن، ونشر فكر تنظيم داعش، ومهاجمة علماء الدين، وإشعال الفتنة الطائفية، والتهديد بالتفجير، واستهداف رجال الأمن، وجميعها عوامل تؤدي إلى تفكيك المجتمع فكريا، وتحتوي على كامل التهديدات.
وأضاف: «إغراق الأطفال بفكر (داعش)، واستخدام العنصر النسائي، في التجنيد الخفي، وهو أفضل أسلوب للتجنيد المنزلي والاجتماعي بالنسبة لديهم، وهي سابقة ليست موجودة لدى التنظيمات الإرهابية». فيما قال اللواء منصور التركي، إنه تبين أن اثنين من أصحاب المعرفات كان شخصا وامرأة، سعيا لاستغلال المعرفات الوهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لمحاولة استدراج أحد العسكريين لاغتياله، مشيرًا إلى أن السعودية تتعامل مع فكر إرهابي ووجه واحد، وكل تنظيم إرهابي يسعى للتعلم من التنظيم السابق، وبالتالي يلمس إخفاقاته ويحاول تلافيها، في محاولة للبقاء فترة أطول.
وأضاف: «لسنا حراسا على مواقع التواصل الاجتماعي، والإنترنت فضاء مفتوح، ولكن كل من يثبت وقوعه داخل الأراضي تحت سيادة المملكة، نستطيع بإذن الله الوصول إليه، بعد توفر الأدلة».
وأكد المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أنه للأسف الشديد هناك من يستغل تعاطف المجتمع السعودي، مع القضية السورية، ويستغلها كثيرًا لمحاولة استدراج عاطفة المواطن، وجرها نحو الفتنة والقتال، وعلينا الحذر من مثل هذه الأمور جميعًا، مشيرًا إلى أن احتمالات الأعمال الإرهابية لا تزال قائمة، وتتطلب منا أن نكون حذرين منها، ويجب أن يكون تواصلنا مع رجال الأمن في حال الاشتباه بكل ما من شأنه إعلاء هاجس الريبة.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».