ما وراء علم جزيرة مارشال المرفوع على السفينة الأميركية المحتجزة لدى إيران؟

ما وراء علم جزيرة مارشال المرفوع على السفينة الأميركية المحتجزة لدى إيران؟
TT

ما وراء علم جزيرة مارشال المرفوع على السفينة الأميركية المحتجزة لدى إيران؟

ما وراء علم جزيرة مارشال المرفوع على السفينة الأميركية المحتجزة لدى إيران؟

أعلنت وزارة الدفاع الاميركية، أن البحرية الايرانية أرغمت اليوم (الثلاثاء) سفينة تجارية تابعة لشركة "مايرسك" وترفع علم جزر مارشال، على التوجه الى مرفأ ايراني، بينما كانت في منطقة مضيق هرمز.
وأضاف المصدر ان خمس سفن ايرانية على الاقل طلبت من السفينة "مايرسك تيغريس" التوجه الى جزيرة لارك الايرانية بعد ان اطلقت باتجاهها طلقات تحذيرية.
من جانبه، أكد مدير "ميرسك تيجرس" لتلفزيون دنماركي ان طاقم السفينة يضم 24 بحارا أغلبهم من شرق أوروبا وآسيا.
وتشير الأنباء الى أن الولايات المتحدة تتابع هذه الحادثة عن قرب.
يذكر أنه لم ترد أية معلومات إلى الآن حول محتويات السفينة أو أسباب وجودها في منطقة مضيق هرمز.
ويبقى علم جزر مارشال الذي رفعته هو أقرب معطى لحيثيات حدث احتجاز سفينة أميركية في إيران.
وريثما تكتمل تفاصيل الهجوم واحتجاز السفينة، يجدر التوقف عند علم تلك الجزر.
جزر مارشال دولة تابعة لأميركا وتقع في المحيط الهادي الغربي. وخضعت الجزر لإدارة الولايات المتحدة تحت وصاية الأمم المتحدة لمدة أربعة عقود لتعلن استقلالاها عام 1986.
وتزود أميركا هذه الدولة بملايين الدولارات سنويا حتى سنة 2023 لاحتضانها أهم القواعد العسكرية الأميركية في المحيط الهادي، ولكونها مركزاً للتجارب النووية للولايات المتحدة في السابق، فمنذ العام 1946 وإلى عام 1958، أجرت الولايات المتحدة حوالى 67 أختبارا نوويا في الجزر. واحتضنت الجزر اختبار أول قنبلة هيدروجينية أميركية (لفي مايك)، التي أدت إلى دمار جزيرة إلوغيلاب التابعة لجزيرة إنيويتوك. وقد اعتبرت اللجنة الدولية للطاقة الذرية جزر مارشال الأكثر تلوثا نوويا في العالم في عام 1958.
وإلى هذا اليوم، يحتفظ الجيش الأميركي بموقع اختبار "رونالد ريغان" للدفاع الصاروخي في جزيرة كواغالين المرجانية في هذه الدولة.
والملفت للنظر أن دولة جزر مارشال تعتمد اعتمادا كبيرا على الولايات المتحدة من أجل البقاء على قيد الحياة اقتصاديا، وتستخدم الدولار الأميركي كعملة لها، وتعتاد التصويت إلى جانب واشنطن بشأن جميع القضايا السياسية المثيرة للجدل في الأمم المتحدة. ورغم ذلك، لا تزال المطالبات النووية بين الولايات المتحدة وجزر مارشال جارية، والآثار الصحية الناجمة عن هذه التجارب النووية مستمرة.
من جانب آخر، أفادت تقارير إخبارية العام الماضي بأن دولة "جزر مارشال" قررت مواجهة كافة القوى النووية في العالم أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، برفعها قضية ضدها لمطالبتها بالوفاء بالتزاماتها تجاه التفاوض على نزع السلاح النووي في كافة أرجاء الأرض.
وصرح جون بوروز المدير التنفيذي للجنة المحامين المعنية بالسياسة النووية ومكتب الأمم المتحدة للجمعية الدولية للمحامين ضد الأسلحة النووية، أن جزر مارشال وفريقها القانوني يحثون الدول الأخرى على دعم هذه القضية، من خلال الإدلاء ببيانات وعرض حالات موازية خاصة بهم لدى توفرها.
وأكد بوروز حينها أن كل الحالات التي رفعتها جزر مارشال بعد ما يقرب من 18 عاما على فتوى محكمة العدل الدولية، ستوضع على المحك، مطالبة الدول التسع التي تمتلك ترسانات نووية بالامتثال للقانون الدولي فيما يتعلق بنزع السلاح النووي ووقف سباق التسلح النووي، في موعد مبكر".
ولكن في فبراير (شباط) المنصرم نقلت وكالة "رويترز" تصريح قاضي اميركي حول رفضه للدعوى القضائية التي رفعتها جزر مارشال ضد الولايات المتحدة، والتي اتهمتها فيها بالتقاعس عن الوفاء بالتزامها بالتفاوض لنزع السلاح النووي.
ودفعت هذه الدعاوى بأن جميع الدول النووية التسع وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين واسرائيل والهند وباكستان وكوريا الشمالية، تقوم "بانتهاك صارخ للقانون الدولي" لتقاعسها عن مواصلة المفاوضات التي تتطلبها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.