قيادي إيزيدي يسعى لتأسيس حزب ديني {رداً على التهميش}

ممثل الطائفة في برلمان إقليم كردستان: إنه تشتيت لمكوننا

قيادي إيزيدي يسعى لتأسيس حزب ديني {رداً على التهميش}
TT

قيادي إيزيدي يسعى لتأسيس حزب ديني {رداً على التهميش}

قيادي إيزيدي يسعى لتأسيس حزب ديني {رداً على التهميش}

يواصل حيدر ششو، قائد قوات حماية سنجار، مساعيه لتأسيس حزب خاص بالإيزيديين في العراق وإقليم كردستان، بينما يقابل مسعاه هذا بمعارضة من قبل عدد من القادة الإيزيديين الذين وصفوها بمحاولات لتفرقة الصف الإيزيدي وتجزئة مناطق هذا المكون.
وجاء في بيان حمل اسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي للكيان الإيزيدي، أمس: «في ظل الظروف التي يمر بها شعبنا (..) توصلنا إلى قناعة تامة بضرورة ترتيب البيت الإيزيدي وتنظيمه سياسيًا، وعليه نعلن للرأي العام العراقي والكردستاني بشكل عام، والإيزيدي بشكل خاص، عن تأسيس كيان إيزيدي ديمقراطي كردستاني عراقي، للدفاع عن وجود الإيزيديين باعتبارهم مكونًا كردستانيًا وعراقيًا أصيلاً، وضمان حقوقهم بناءً على ثالوث الحرية والعدالة والمساواة، الذي يشكل أساس المواطنة في كل نظام ديمقراطي مدني حقيقي في العالم».
وأضاف البيان أن الإيزيديين «حرموا من حقهم في العراق مرتين: مرة عندما اعتبرتهم بغداد مواطنين كردستانيين، ومرة عندما اعتبرتهم كردستان مواطنين عراقيين».
ويشغل حيدر ششو، قائد قوات حماية سنجار، منصب عضو المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، واعتقل في 5 أبريل (نيسان) الحالي، من قبل قوات الآسايش (الأمن الكردي) في دهوك لتشكيله قوة عسكرية من الإيزيديين في سنجار خارج إطار وزارة البيشمركة، وتابعة لهيئة الحشد الشعبي في بغداد، ثم أطلق سراحه بقرار من المحكمة في 13 أبريل بعد أن أعلن قطع علاقاته مع الحشد الشعبي في بغداد وإلحاق أكثر من نصف قواته بوزارة البيشمركة.
وقال ششو، الموجود حاليا في ألمانيا، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، إن «فكرة تأسيس حزب خاص بالكرد الإيزيديين جاءتنا بسبب التهميش المتعمد من قبل الأطراف التي تسيطر على مناطق وجود الإيزيديين في العراق، والأيام المقبلة ستشهد تشكيل اللجنة التحضيرية لتأسيسه، وهي التي ستقرر اسم الحزب وبرنامجه وبعدها سنعلن عن موعد عقد المؤتمر العام للحزب»، مبينا أن الحزب سيلقى إقبالا من قبل الإيزيديين في العراق، خصوصا في إقليم كردستان والعالم أيضا، ملمحا إلى أن نيل عضوية الحزب سيكون فقط للإيزيديين في العراق، لأن الحزب سيؤسس وفق قانون تأسيس الأحزاب في العراق الذي يجعل الانتماء فقط للذين يحملون الجنسية العراقية.
وعن بقائه عضوا في المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، بعد تشكيل الحزب الجديد، قال ششو: «القانون لا يسمح بأن أستمر كعضو في الاتحاد الوطني الكردستاني، في حال تأسيس الحزب الجديد، وانسحابي من عضويته لا يعني وجود أي خلافات بيني وبين قيادته، فأنا عضو في الاتحاد الوطني منذ عام 1993»، مشيرا إلى «الحزب الجديد لن يكون بعيدا عن كردستانية الإيزيديين، وسيكون في إطار القوانين المتبعة في الإقليم، الخاصة بالأحزاب».
لكن خطوة ششو قوبلت بمعارضة بعض القيادات الإيزيدية التي تحدثت إليهم «الشرق الأوسط». وفي هذا السياق، قال شيخ شامو، ممثل الإيزيديين في برلمان إقليم كردستان، إن «حيدر ششو يتبع ربما جهات عراقية وأعتقد أن حركته هي امتداد لمسألة الكانتونات والحشد الشعبي، فتشكيل كيان سياسي إيزيدي كهذا يصب في خانة تشتيت الإيزيديين، ولا حاجة لحزب يجعلنا تحت اسم ديننا، فلدينا أحزاب قومية كردية ننتمي إليها وتجربة الأحزاب الدينية لم تنجح لدى الجميع حتى تنجح عندنا». وتابع: «العمل ضمن الأحزاب القومية سواء الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني أو أي حزب كردي آخر هو الضامن لوحدة الإيزيديين وتحقيق حقوقهم».
بدوره قال القائد العسكري الإيزيدي في سنجار، قاسم ششو: «نرفض هذه الخطوة وهي غير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الوضع في المنطقة ويوجد وراءه مخطط إقليمي». وتساءل: «ماذا نفعل بحزب إيزيدي ومن سيدعم هذا الحزب وعلى أي أساس؟». وأضاف: «الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الحزب الوحيد الذي قدم لنا العون وساعدنا في محنتنا وقدم لنا السلاح لمواجهة تنظيم داعش»، مشيرا إلى أن «الهدف الرئيسي هو تقسيم الإيزيديين وبث التفرقة في المنطقة، وهذا ليس من مصلحتنا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.