حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ3400 شخص وتضرر مليون طفل

«فيسبوك» و«غوغل» يساعدان في البحث عن الضحايا

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ3400 شخص وتضرر مليون طفل
TT

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ3400 شخص وتضرر مليون طفل

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ3400 شخص وتضرر مليون طفل

أعلنت وزارة الداخلية النيبالية، اليوم (الاثنين)، أن حصيلة قتلى الزلزال الذي وقع في مطلع الاسبوع الحالي وبلغت قوته 7.8 درجة بمقياس ريختر، قد بلغت 3432 شخصا، بعد أن أمضى الآلاف ليلتهم الثانية مشردين.
كما أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم، ان حوالى مليون طفل بحاجة الى مساعدة انسانية طارئة في النيبال بعد الزلزال. وأضافت المنظمة في بيان ان آلاف الاطفال ينامون مع عائلاتهم في العراء منذ يوم السبت وأصبحت مخاطر انتشار الامراض مرتفعة.
واضاف البيان ان "940 الف طفل على الاقل يعيشون في مناطق ضربها الزلزال بقوة وهم بحاجة الى مساعدة انسانية طارئة". واوضحت "اليونيسيف" أنها تحضر فرقها وسترسل الى كاتماندو طائرتين محملتين بـ120 طنا من المساعدات الانسانية، بينها ادوية وخيم واغطية.
من جانبه، تعهد بنك التنمية الآسيوي بتقديم ما يصل إلى 200 مليون دولار كمساعدات لنيبال، خلال المرحلة الاولى من أعمال إعادة التأهيل عقب الزلزال المدمر.
وقال البنك إنه سيقوم بإرسال معونة عاجلة قدرها ثلاثة ملايين دولار من أجل الخيام والادوية والاغذية ومياه الشرب.
وأوضح البنك أنه على استعداد لاعادة توزيع الموارد الحالية من أجل احتياجات إعادة الإعمار وإعادة التأهيل بعد الانتهاء من تقييم الاضرار.
ومع العقبات التي تواجهها الرحلات الجوية، وغلق المعابر البرية من الصين إلى نيبال بعد الزلزال، ترسل منظمات غير حكومية ووكالات حكومية هندية مواد إغاثة وتجلي المواطنين عبر الطرق البرية.
وأغلق مطار تريبهوفان الدولى في كتماندو بشكل متكرر أمس (الأحد) بسبب توابع زلزالية دفعت عدة شركات طيران إلى استدعاء طائراتها.
وأفاد مسؤولون في وزارة الطرق والنقل البري الهندية، بأن هناك 7 طرق برية من الولايات المتاخمة لنيبال، ولكن نظرا لغلق بعض الطرق الرئيسة منها، يتم استغلال طريقين رئيسين يربطان بين ولايتين وبين نيبال.
كما أدخل موقعا "فيسبوك" و"غوغل" الالكترونيان، مهام جديدة إلى منتدياتهما على الانترنت، بهدف مساعدة الأشخاص في الوصول إلى أصدقائهم وأقاربهم الذين تعرضوا لكارثة الزلزال في نيبال.
وقدم موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعى خاصية "سيفتي تشيك" (التأكد من السلامة) التي تمكن المستخدم من توضيح أن "وضعه آمن" ، أو جعل أصدقائه على الفيسبوك يتحدثون عن حالته نيابة عنه.
من ناحية أخرى، تسمح خاصية "برسون فايندر" (العثور على الاشخاص)، التي يقدمها محرك البحث العملاق "غوغل"، بنشر معلومات حول طرف ثالث، على سبيل المثال إذا تمكن المستخدم من الوصول إلى شخص ما في المنطقة عبر الهاتف.
وتعقبت الخاصية الجديدة المتوفرة بست لغات، من بينها الانجليزية والنيبالية والصينية، نحو 5200 بلاغ حتى الآن.
ومع التضرر الجزئي للاتصالات في العاصمة كاتمندو بسبب الزلزال وتوابعه، تردد أن السائحين يستخدمون تلك الخواص الجديدة في طمأنة أسرهم عليهم.
في الوقت نفسه، أنشأ موقع "توموند" الالكتروني، الذي دشن العام الماضي مشروع خرائط عبر الانترنت للمساعدة في العثور على الطائرة الماليزية المفقودة والتي تحمل رحلتها رقم "إم إتش 370"، موقعا الكترونيا يسمح للمستخدمين بتحديد المباني والطرق التي لحقت بها أضرار على الخريطة.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».