حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ1800 شخص

رئيس البلاد يطلب الدعم من الدول الصديقة

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ1800 شخص
TT

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ1800 شخص

حصيلة ضحايا زلزال النيبال تتعدى الـ1800 شخص

تجاوزت حصيلة القتلى الرسمية اليوم (الاحد) في أعقاب زلزال مدمر بقوة 7.9 درجة ضرب النيبال، 1800 شخص.
وأكد مسؤولون مقتل 1805 أشخاص بسبب زلزال أمس (السبت)، لكن من المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى بشكل كبير بسبب بطء ورود المعلومات من مختلف أنحاء البلاد. وتردد أن أكثر من خمسة آلاف شخص أصيبوا واعتبرت تلك الحصيلة أيضا ضئيلة.
من جانبه، أصدر رئيس وزراء نيبال سوشيل كويرالا نداء دوليا بتقديم مساعدات في أعقاب الزلزال، إذ قال "طلبت من أصدقائنا الاجانب المساعدة والدعم. إنني سعيد بالعمل الذي جرى بذله حتى الآن.. سنواجه تلك الأوقات المظلمة، مهما كان الثمن". مضيفا، "حان الوقت لانقاذ الضحايا"، وحث الشعب النيبالي على القيام بـ"ما بوسعه" لمساعدة هؤلاء المحتاجين.
وعلى صعيد متصل، أغلق المطار الدولي الوحيد في البلاد.
وقال مين كونوار المسؤول بالشرطة في مطار (تريبوفان) الدولي، إن "المطار أغلق نظرا لأن الزلازل المستمرة يمكن أن تلحق أضرارا بمدرج ومبنى المطار".
وتقضي الخطة الحالية بإعادة فتح المطار بعد الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي.
يذكر أنه تحولت العديد من المباني والآثار التاريخية إلى أنقاض في أجزاء مختلفة من البلاد، بما في ذلك منطقة وسط المدينة القديمة للعاصمة كاتماندو.
وفي بعض القرى، دفنت أسر بأكملها تحت أنقاض من المنازل. وأعلنت الحكومة عن تخصيص 500 مليون روبية (نحو خمسة ملايين دولار) لعمليات الإغاثة من الكوارث، حيث ينتظر الناس في مختلف أنحاء البلاد بدون طعام ولا مأوى في المناطق المفتوحة.
وضربت العديد من الهزات الارتدادية مختلف أنحاء البلاد، ما تسبب في إثارة الفزع بين المواطنين الذين كانوا ينتظرون خارج منازلهم في مجموعات.
وذكر مسؤولون أن 18 على الاقل من متسلقي الجبال لقوا حتفهم بسبب الزلزال الذي تسبب في انهيارات جليدية على جبل "إفرست".
وكانت مروحية قد نقلت 21 شخصا من أحد المعسكرات، لكن ذكر مسؤول الشرطة أن سوء الاحوال الجوية يعرقل جهود الانقاذ.
كما كان المركز التاريخي لكاتماندو من بين المناطق الأسوأ تضررا.
وانقطعت إمدادات الكهرباء إلى أجل غير مسمى حيث ألحقت أضرار بمحطات إنتاج الطاقة الكهرومائية، مما أضر بإمدادات المياه أيضا. وتوقفت حركة وسائل النقل العام على نحو شبه كامل.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».