في حين بدأ الفريق خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، زيارة مفاجئة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، احتدمت، أمس، المواجهات الدامية بين ميليشيات فجر ليبيا وتنظيم داعش في مدينة سرت، مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي، وذلك بالتزامن مع أحدث تفجير إرهابي استهدف مسجدا للصوفيين في العاصمة طرابلس.
وكشفت وكالة أنباء الإمارات الرسمية، أمس، عن وصول حفتر إلى أبوظبي، وعقده اجتماعا لم يسبق الإعلان عنه، مساء أول من أمس، مع الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، تناول بحث ما وصفته بالعلاقات الأخوية بين البلدين. ونقلت الوكالة عن الشيخ منصور بن زايد تأكيده خلال اجتماعه مع حفتر على وقوف الإمارات الدائم مع الشرعية، وتأييدها للحكومة المعترف بها دوليا، والمنبثقة عن البرلمان الليبي الذي أفرزته انتخابات حرة ونزيهة.
كما أكد حرص بلاده على أن يعم الأمن والاستقرار أرجاء ليبيا، مشيرا إلى أن الإمارات تدعو كل الأطراف إلى نبذ الخلافات والتوافق، وبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا.
وتُعتبر الإمارات ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن، يزورها حفتر، إثر تعيينه قائدا عاما للجيش الليبي من قبل مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق في أقصى الشرق الليبي مقرا مؤقتا له، ويحظى باعتراف المجتمع الدولي.
إلى ذلك، حذرت ميليشيات فجر ليبيا، التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ صيف العام الماضي، سكان المدينة من الخروج في مظاهرات ضدها، اليوم (الجمعة)، مثلما حدث خلال الأسبوع الماضي، في إطار الانتفاضة الشعبية ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة. ودعت هذه الميليشيات عبر مكتبها الإعلامي السكان إلى التحلي بروح الهدوء والسكينة، وعدم الالتفات لكل الشائعات المغرضة، وأضافت موضحة: «نطمئن الجميع بأن قوات فجر ليبيا يذودون عن حياض العاصمة ويسهرون على حمايتها».
كما حذرت «ضعاف الأنفس الذين يخدمون مصالح الانقلابيين بإثارة نوع من الفوضى والبلبلة داخل العاصمة، كالتزاحم في طوابير طويلة على البنزين، أو على بعض المواد الأساسية».
وكان الناطق الرسمي باسم شركة «البريقة» لتسويق النفط، قد نفى وجود أزمة بنزين داخل طرابلس، وقال إن عملية تزويد المحطات بالوقود مستمرة، وتتم بشكل منتظم واعتيادي. لكن في المقابل قال سكان محليون في طرابلس إن بعض محطات التزود بالوقود تشهد منذ يومين أزمة فعلية بسبب نقص الكميات التي تصل إلى محطات الوقود.
إلى ذلك، دمر مجهولون، فجر أمس، زاوية الكيتاني الصوفية داخل مسجد القدس، الواقع بشارع الجمهورية في العاصمة طرابلس، بعدما استهدفوها بعبوة ناسفة، ألحقت أضرارا مادية كبيرة بالمسجد. وأدى التفجير، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، إلى تناثر الحطام داخل المسجد، وفي تحطم بابه الرئيسي، وتضرر بعض أرجاء فنائه الخارجي، معتبرة أن التفجير، الذي لم يخلف أضرارا بشرية، يأتي في إطار سلسلة تخريبية تعرضت لها بعض المساجد في المدينة القديمة بطرابلس.
من جهتها، اعتبرت الحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني، أن التفجير دليل آخر على ما آلت إليه الأوضاع بالعاصمة طرابلس من تردٍّ، واتهمت ميليشيات فجر ليبيا بالقيام بما وصفته بأنه «جريمة نكراء». وأكدت الحكومة مجددًا على تحذيراتها السابقة منذ استيلاء من وصفتهم بعصابات «فجر ليبيا» على العاصمة، وسعي أفرادها إلى «تخريب وتدمير المدينة ومعالمها، وقتل وخطف شبابها. فبعدما أحرقوا ودمروا مطار طرابلس، وسوق الثلاثاء، وبعدما سرقوا تمثال الغزالة وفجروا السفارات، واستهدفوا البعثات الدبلوماسية».
ودعت حكومة الثني المجتمع الدولي والدول الصديقة للوقوف إلى جانبها، ومساندتها وتقديم العون لها، حتى تتمكن من محاربة الإرهاب وضربه، وبسط سيطرتها على جميع ربوع الوطن عبر المؤسسات الأمنية الشرعية، المتمثلة في الجيش والشرطة.
إلى ذلك، أعلنت غرفة عمليات «فجر ليبيا» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن مقتل القائد الميداني للكتيبة 166 إبراهيم عبد الله سفيان، والملقب بـ«بالطيب»، خلال مواجهات عنيفة مع تنظيم داعش، الذي يسيطر على المقار الإدارية والحكومية مند أكثر من شهرين، في مدينة سرت الساحلية.
وقصف الطيران الحربي، التابع لميليشيات «فجر ليبيا»، تمركزات لعناصر «داعش» شرق المدينة، بينما تحدث شهود عيان عن سماع دوي انفجار كبير هز منطقة مجمع قاعات واغادوغو، حيث يوجد التنظيم المتطرف. وكانت الاشتباكات العنيفة قد اندلعت أمس مجددا بين قوات الكتيبة 166، التابعة لرئاسة الأركان، والمكلفة من المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، ومسلحي «داعش»، حيث أوضح الناطق الرسمي باسم الكتيبة أن المواجهات التي وقعت بالطريق الساحلي الجنوبي والشرقي للمدينة، استعملت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة، مشيرا إلى أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين من أفراد الكتيبة، وجرح خمسة آخرين.
بموازاة ذلك، زعمت الحكومة التي تسيطر على طرابلس أنها ستتصدى لأي خطوات أحادية الجانب، يتخذها الاتحاد الأوروبي لمهاجمة مواقع يستخدمها مهربو البشر، وحثت الاتحاد على التشاور معها بشأن خطط مواجهة أزمة الهجرة، حيث أوضح محمد الغيراني، وزير الخارجية في الحكومة الموازية، أن حكومته المنافسة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، عرضت مرارا المساعدة في التعامل مع المهاجرين، الذين ينطلقون من الشواطئ التي تسيطر عليها، لكن اقتراحاتها رفضت.
وقال الغيراني في مقابلة صحافية: «نحن نفعل ما بوسعنا حتى تتعاون أوروبا معنا في التصدي للهجرة غير الشرعية، لكنهم يقولون لنا دائما إننا لسنا الحكومة المعترف بها دوليا. والآن لا يمكنكم اتخاذ قرار بمثل هذا التحرك. عليهم الحديث معنا».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول أمني قوله إن قوات الأمن الموالية لحكومة طرابلس ألقت القبض على 45 شخصا من بنغلاديش كانوا في انتظار المهربين لنقلهم.
وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا بعد أكثر من ثلاث سنوات على الإطاحة بالقذافي، بينما لا يعترف المجتمع الدولي سوى بحكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني، التي تباشر عملها من الشرق منذ سيطرة ميليشيات فجر ليبيا على طرابلس صيف العام الماضي.
تصاعد المواجهات الدامية بين الميليشيات وتنظيم داعش في مدينة القذافي
حكومة الثني تتهم «فجر ليبيا» بتفجير مسجد في طرابلس
تصاعد المواجهات الدامية بين الميليشيات وتنظيم داعش في مدينة القذافي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة