معارك طاحنة بين الحوثيين والقبائل في اليمن تخلف 75 قتيلاً

المتمردون استغلوا إعلان انتهاء «عاصفة الحزم» للتقدم في بعض المدن

معارك طاحنة بين الحوثيين  والقبائل في اليمن تخلف 75 قتيلاً
TT

معارك طاحنة بين الحوثيين والقبائل في اليمن تخلف 75 قتيلاً

معارك طاحنة بين الحوثيين  والقبائل في اليمن تخلف 75 قتيلاً

بعد ساعات قليلة من الإعلان عن توقف عاصفة الحزم، خاضت أمس قبائل مأرب معارك طاحنة مع الحوثيين لم تتوقف حتى لحظة إعداد التقرير نتج عنها قتلى فاق عددهم 60 قتيلا من المسلحين في صفوف الحوثيين، مقابل ما يقارب 15 قتيلا من القبائل، ما يعني أن إجمالي القتلى حتى الآن وصل إلى 75 قتيلا.
واستغل الحوثيون خبر إعلان «عاصفة الحزم» للتقدم والاستيلاء على مناطق النفط في مأرب وإضعاف الروح المعنوية لدى المقاتلين القبليين الذين لا يزالون يخوضون المعارك معهم بروح معنوية عالية، مع استمرار الغطاء الجوي الذي توفره قوات التحالف، لمساعدتهم على التقدم والرفع من روحهم المعنوية.
وأكد الشيخ حمد بن وهيط أحد مشايخ قبيلة عبيدة في اليمن، أن المعارك على أشدها ووصفها بالأعنف منذ بدء المواجهة، وأن عدد القتلى تجاوز 60 قتيلا في صفوف الحوثيين في الليلة التي أعلنت فيها قيادة التحالف توقف أعمال عاصفة الحزم، مبينا أن جثث قتلى الحوثيين بقيت تحت الأشجار إلى ما قبل غروب شمس أمس.
وأوضح أن قبائل مأرب شكلت جبهتين خلفية وأمامية للتقدم لقوات حرس الرئيس المخلوع، مشيرا إلى هزيمة الحوثيين في منطقة صرواح التي شهدت أمس معارك عنيفة.
وبين أن قبائل الجدعان تتصدر القبائل إلى جانب كتائب الجيش اليمني، إضافة إلى قبائل جبهة صرواح ومأرب، مؤكدا أن المعنويات، مهما حاول الحوثيون إضعافها، عالية ومؤمنة بأن الله سينصرها، قائلا: «بإذن الله نحن منتصرون فنحن على حق وهم على باطل».
من جهة أخرى، رأى الشيخ علي بن حسن بن غريب شيخ قبيلة عبيدة آل شبوان في اليمن، أن الحوثيين بعد الإعلان عن انتهاء أعمال عاصفة الحزم حاولوا تعزيز مواقعهم في عدن ومأرب، مؤكدا وجود معارك طاحنة قائمة في مدينة صرواح ومأرب ومعسكر ماس بين القبائل والحوثيين.
وحذر من مكر الحوثيين وكذبهم قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين لا عهد لديهم ووعودهم غير مأخوذ بها، فهم مشهورون بنقض الوعود والكذب والمكر، وأي اتفاق معهم غير مجدٍ، ونحن القبائل نعرفهم من خلال الميدان، لذا نأمل من السياسيين توخي الحذر في المفاوضات معهم؛ فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، وهم نقضوا وعودهم من خلال بنود المبادرة الخليجية، وأيضا تلاعبهم مع الأوروبيين في تأجيل الوعود خير مثال».
وأكد وجود الكثير من القتلى في صفوف الحوثيين، مرجعا زيادة العدد إلى تقدم الشباب غير المؤهلين على المعارك في صفوفهم واتخاذهم دروعا بشرية، وترك المقاتلين الفعليين في الخلف.
وركز أثناء حديثه على إصرار قبائل مأرب على استكمال الحرب على الحوثيين، آملين دعمهم بالسلاح من قبل قوات التحالف، معتبرا حصارهم للحوثيين ووجودهم في خضم المعارك يتطلب وجود طرف داعم.
ووصف الشيخ عبد الله الطعيمان شيخ قبيلة طعيمان في مأرب، معاركهم مع الحوثيين بالأعنف، والأقوى شراسة، مبينا أن دعم الحوثيين بالحرس الجمهوري الخاص بالرئيس المخلوع وإمدادهم بالأسلحة الحديثة جعل الوضع أكثر صعوبة في حربهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.