«عاصفة الحزم» تنتصر.. والتمرد ينحسر.. و«إعادة الأمل» تبدأ

عسيري: استمرار تفتيش السفن.. والأجواء تحت السيطرة.. والحدود السعودية آمنة

العميد ركن أحمد عسيري بعد إعلان دول التحالف انتهاء عمليات {عاصفة الحزم} وبدء عملية {إعادة الأمل} (تصوير: مشعل القدير)
العميد ركن أحمد عسيري بعد إعلان دول التحالف انتهاء عمليات {عاصفة الحزم} وبدء عملية {إعادة الأمل} (تصوير: مشعل القدير)
TT

«عاصفة الحزم» تنتصر.. والتمرد ينحسر.. و«إعادة الأمل» تبدأ

العميد ركن أحمد عسيري بعد إعلان دول التحالف انتهاء عمليات {عاصفة الحزم} وبدء عملية {إعادة الأمل} (تصوير: مشعل القدير)
العميد ركن أحمد عسيري بعد إعلان دول التحالف انتهاء عمليات {عاصفة الحزم} وبدء عملية {إعادة الأمل} (تصوير: مشعل القدير)

قال المتحدث باسم قوات التحالف، في آخر إيجاز صحافي يومي لعمليات «عاصفة الحزم»، إن الأهداف الرئيسية من العمليات العسكرية تحققت وانتصرت، والشرعية اليمنية تم حمايتها، والمواطن اليمني لم يعد معرضا للخطر، وذلك بعد أن فقد المتمردون كثيرا من قدراتهم، خلال 2400 طلعة جوية لطائرات التحالف، إذ ستتخذ الحكومة اليمنية كل الإجراءات للعملية الجديدة «إعادة الأمل»، مشيرًا إلى أن دول التحالف ستستمر في منع المتمردين من القيام بأي عمليات داخل اليمن، وستواصل قوات التحالف البحرية تفتيش السفن في مضيق باب المندب. وأكد عسيري أن السعودية تعلم كيف تحمي بلادها، وهدفها إعادة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة والعالم.
واوضح عسيري أن الميلشيات الحوثية واتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح فقدوا كثيرا من قدراتهم، وجرى الانتهاء من خطر الصواريخ البالستية التي استولى عليها المتمردون من القواعد العسكرية، إذ ستبدأ الحكومة اليمنية الشرعية في اتخاذ كل الإجراءات لبدء العملية الجديدة.
وقال العميد عسيري، خلال الإيجاز العسكري اليومي في القاعدة الجوية بالرياض أمس، إن العمليات الجوية منذ بدء «عاصفة الحزم» وصلت إلى 2415 طلعة جوية، وحققت الأهداف في تنفيذ الحملة الجوية بشكل مركز ودقيق على الأرض، وستستمر قيادة التحالف في منع تحرك الحوثيين أو القيام بأي عمليات داخل اليمن، ومنع التحركات العملياتية للميليشيات أو تغيير الواقع على الأرض، وحماية المواطنين والمدنيين من بطش الميليشيات إذا ما حاولت إعادة الممارسات التي كانت تمارسها قبل العملية.
وأضاف: «جميع العمليات الجوية نفذت بدقة عالية وتخطيط دقيق، وفي مواعيدها، وكانت عمليات ناجحة، ولم يحدث أي إصابات في ما يخص العمليات الجوية، باستثناء طائرة واحدة سقطت بسبب خلل فني جرى الإعلان عنها في حينه، إذ لا تزال الأجواء الجوية تحت سيطرة دول التحالف».
وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن دول التحالف ستستمر في فرض الحظر البحري، وتواصل القطع البحرية زيارة السفن العابرة في المياه الإقليمية اليمنية وتفتيشها والتأكد من أنها تنسجم مع قرار الأمم المتحدة 2216 في منع تسليح الحوثيين أو الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أو الجماعات الأخرى الموالية له.
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف أن عمليات التحالف لم تتغير، بل تغير الجهد، «وانتقلنا من عملية إلى عملية أخرى، إذ لا تزال دول التحالف مستمرة في تحقيق الأهداف، وحماية المدنيين في عدن، واستهداف أي محاولة عملياتية للميليشيات الحوثية».
وذكر العميد عسيري أن العمليات البرية لا تزال مستمرة، إذ تتصدى القوات البرية وحرس الحدود لأي محاولات للتأثير على أمن وسلامة الحدود السعودية الجنوبية، وقال: «دور الحرس الوطني بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين للمشاركة بعاصفة الحزم هو دور رئيسي في أمن واستقرار المملكة، وله دور مساند مع القوات المسلحة، وملموس ومعروف، وهو يشارك في عمليات الدفاع عن الحدود الشمالية».
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي أن عملية «عاصفة الحزم» تكللت بالنجاح، ثم بتكاتف دول التحالف، ودقة التخطيط، وبراعة التنفيذ، وشجاعة المقاتلين في المجالات: الجوي والبحري والبري، خصوصا أن وزارة الدفاع السعودي طمأنت الجميع بأنها أزالت مصادر التهديد للسعودية ودول الجوار، وذلك بعد تدمير جميع الأسلحة والصواريخ التي استولت عليها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مشيرًا إلى أن آخر المستودعات التي تحولت إلى مخزن كبير للذخيرة والصواريخ البالستية جرى استهدافها أول من أمس، وسيستمر العمل متى ما ثبت أن هناك أي محاولة من طرف الحوثيين.
وقال عسيري إن العمل يجري على إعطاء مساحة لمرحلة العملية الجديدة «إعادة الأمل»، مع الحكومة اليمنية الشرعية، إذ لها الحق بالطلب والدعم، وإيقاف هذه العمليات، حيث ابتدأت عملية «عاصفة الحزم» بطلب من الرئيس اليمني، وانتهت العملية أيضا بطلب منه كذلك.
وأضاف: «العملية الجديدة هي مزيج من العمل السياسي والدبلوماسي والعمل العسكري، وقيادة التحالف تختص بالعمل العسكري، ومنع الميلشيات الحوثية من القيام بأي عملية إرهابية تستهدف المواطن اليمني أو مقدراته، ونحن أيضا سنستهدف أي عمليات عسكرية يقوم بها الحوثيون أو أتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح».
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أنه لن يكون هناك مستودع للأسلحة في اليمن، سواء من المتمردين أو تجار السلاح، وإن عثر على ذلك فسيتم تطبيق الهدف الأول من عمليات «عاصفة الحزم»، مؤكدا أن الدور الآن قائم على الحكومة اليمنية، لبناء مؤسسة عسكرية قادرة على حماية اليمنيين، ومن المبكر الحديث عن إعادة تسليح أو بناء قوات مسلحة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.