تبدأ اليونان اليوم بمحاكمة حزب النازية الجديدة «الفجر الذهبي» التي تعد من القضايا التي تثير أكبر اهتمام منذ عقود في البلاد، حيث يواجه الحزب تهما من بينها القتل والمشاركة في تنظيم إجرامي. ويتوقع أن تستمر المحاكمة أربعة أشهر التي ستقرر مصير حزب «الفجر الذهبي»، ثالث أكبر حزب في البرلمان والذي يعترف صراحة بعدائه للأجانب والسامية.
وكان الحزب يعمل على هامش مسرح السياسة القومية في اليونان، إلا أن شعبيته ازدادت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية مع دخول البلد الأوروبي في أزمة اقتصادية طاحنة. ومن المرتقب أن تجري المحاكمة في سجن مشدد الحراسة في أثينا، وسيمثل زعيم الحزب نيكوس ميخالولياكوس و68 متهما آخر من بينهم نواب وضباط شرطة سابقين، أمام هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة. ويواجه معظمهم تهمة الانتماء إلى تنظيم إجرامي وهي تهمة خطيرة في اليونان، فيما يواجه آخرون تهم القتل والتخطيط للقتل، وحيازة الأسلحة، والعنف العنصري، ويمكن أن يحكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 20 عاما في حال إدانتهم.
وبعد 15 شهرا من التحقيقات، سيسعى الادعاء الحكومي إلى إثبات أن الحزب المعادي بشدة للهجرة عمل كتنظيم إجرامي تحت قيادة شبه عسكرية شجعت على ما يبدو على ضرب وربما قتل المهاجرين والمعارضين السياسيين.
وتحت قيادة مؤسس الحزب ميخالولياكوس، الضابط السابق، قال المحققون إن «حزب الفجر الذهبي على علاقة على الأقل بجريمتين».
وينفي الحزب تلك الاتهامات ويعتبر أن «دوافعها سياسية» لمنعه من ممارسة نشاطه.
ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في جناح النساء من سجن كوريدالوس المشدد الحراسة وسط استعدادات لاحتمال وقوع اضطرابات داخل وخارج السجن. وصرح تاكيس غيانوبولوس الناشط المعادي للفاشية لوكالة الصحافة الفرنسية قبل المحاكمة: «عادة يتجمع أعضاء حزب الفجر الذهبي داخل قاعة المحكمة من الصباح الباكر. ولا نريد أن يحدث ذلك وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمنعه».
أما خارج السجن فإن السلطات المحلية تستعد كذلك لحدوث اضطرابات وستقوم الشرطة على الأرجح بنصب الحواجز لفصل الجانبين. وقال رئيس بلدية كوريدالوس ستافروس كاسيماتيس لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذه أكبر محاكمة في اليونان منذ 40 عاما وستستمر 18 شهرا على الأقل. ستتجمع جماعات مناهضة للفاشية كما سيتجمع أنصار (الفجر الذهبي)».
وأسس ميخالولياكوس حزب الفجر الذهبي في منتصف الثمانينات. واختاره الرئيس العسكري السابق جورج بابادوبولوس لقيادة جماعة شبابية يمينية متطرفة بعد سقوط الحكم العسكري.
وعلى مدى سنوات عمل الحزب كجماعة شبه سرية، ولكنه استغل في عام 2012 الغضب في البلاد بسبب الهجرة وإجراءات التقشف الناجمة عن الأزمة المالية في اليونان وتمكن من الفوز بـ18 مقعدا في برلمان البلاد المؤلف من 300 مقعد.
ورغم أن أعضاء الحزب يقومون بدوريات في الشوارع ويشنون هجمات على الأجانب إلا أن الحزب لم يواجه أي عقوبات إلا بعد مقتل المغني بافلوس فيساس المناهض للفاشية في سبتمبر (أيلول) 2013. كما ارتبط الحزب كذلك بقتل مهاجر باكستاني وضرب خصوم سياسيين.
واعتقل ميخالولياكوس وعدد من أعضاء الحزب وعثر أثناء تفتيش منازلهم على أسلحة وبنادق وشعارات للنازية والفاشية.
ورغم ذلك، احتفظ الحزب بالدعم الشعبي له، حيث حل في المرتبة الثالثة في انتخابات يناير (كانون الثاني) الماضي. كما حصل الحزب على المرتبة الثالثة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في مايو (أيار) 2014 وحظي ثلاثة من أعضائه بمقاعد في البرلمان الأوروبي لأول مرة في تاريخه.
ويتبع الحزب نظاما صارما شبه عسكري. ويقول المحققون، إن تركيبته تشبه تركيبة الحزب النازي الذي قاده الديكتاتور الألماني أدولف هتلر، وهذا ما ينفيه «الفجر الجديد».
وعلى مدى سنوات، مجد الحزب في مطبوعاته الزعيم النازي هتلر، إلا أنه خفف من لهجته لاحقا. ورغم ذلك فقد نفى ميخالولياكوس في مقابلة في مايو 2012 حدوث المحرقة اليهودية، وقال لهيئة الإذاعة اليونانية (ميغا): «لا توجد أفران حرق، أو غرف غاز، هذه كذبة».
محاكمة حزب «الفجر الذهبي» المتطرف تبدأ اليوم في أثينا
تدابير أمنية مشددة خشية أعمال تخريب لمؤيدي النازية الجديدة
محاكمة حزب «الفجر الذهبي» المتطرف تبدأ اليوم في أثينا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة