جرائم قتل وحرق تعزز المخاوف من تدهور الأمن في غزة

داخليتها تقول إنها «أنهت الفلتان الأمني وفوضى السلاح وستنتصر»

جرائم قتل وحرق تعزز المخاوف من تدهور الأمن في غزة
TT

جرائم قتل وحرق تعزز المخاوف من تدهور الأمن في غزة

جرائم قتل وحرق تعزز المخاوف من تدهور الأمن في غزة

أفاق المواطنون في قطاع غزة أمس على جريمة مروعة راح ضحيتها 3 مواطنين، وأصيب 4 آخرون، واتضح في ما بعد أنها وقعت بسبب عملية قتل تبعها حرق متعمد للجثث، قبل أن يعلن عن وفاة مصور صحافي في ظروف غامضة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن خلف الحادثتين أسبابا جنائية، لكن من دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم أن التحقيق الأولي في الحريق الذي شب بمنزل عائلة أبو نحلة في رفح، جنوب القطاع، يُشير إلى وجود شبهة جنائية. وذكر البزم أن المواطنين الثلاثة الذي قضوا نتيجة الحريق هم: آمنة عبد الله أبو نحلة، 70 عامًا، وهدى محمود أبو نحلة، 55 عامًا، ووائل محمود أبو نحلة، 35 عامًا.
وأشيع بدايةً أن الجريمة متعلقة بعملية سرقة من المكان، قبل أن تصدر وزارة الداخلية بيانا تقول فيه إن جريمة رفح هي «جريمة جنائية ولا وجود لأي عمليات سرقة، والأجهزة الأمنية ضبطت أدوات الجريمة في مكان الحادث، وتوصلت إلى الجاني، وبانتظار استكمال الإجراءات النهائية للتحقيق لإغلاق الملف والكشف عن كل ملابسات الحادث».
وأضافت: «تفيد التحقيقات الأولية للشرطة بأن المواطن وائل محمود أبو نحلة، وهو أصم ويعاني من اضطراب نفسي ومشكلات عائلية، قام بشراء سكين وغالون من البنزين صباح الاثنين، وأقدم على طعن والدته وأخته، ما أدى إلى وفاتهما، ومن ثم حرق نفسه والبيت بمن فيه».
لكن إعلان الداخلية لم يبرد فضول المواطنين في غزة، الذين تناقلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي روايات مختلفة لأسباب الجريمة، خصوصا بعد أن سرّبت مصادر في التحقيقات، ما مفاده أن الجاني أقدم على طعن أمه وشقيقته مرات عدة، قبل حرق المنزل، في دليل على وجود خلافات عائلية كبيرة.
وأكد الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة، على أن الفحص الأولي أظهر وجود علامات طعن على جسدي المرأة المسنة وابنتها، بينما كانت جثة الرجل في حالة تفحم، لافتًا إلى وجود 5 إصابات لأطفال، بينهم طفلان رضيعان في حالة الخطر الشديد.
وتضاف حادثة القتل البشعة هذه إلى حادثة وفاة كمال محمد أبو نحل (40 عاما)، الذي يعمل مصورا في تلفزيون فلسطين، ووجدت جثته في أحد شوارع حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، قرب منزله.
وزادت حادثة أبو نحل من القلق حول ارتفاع منسوب الجريمة في غزة، خصوصا أن أسبابها ظلت ساعات عدة غير معلومة.
وأعلنت الشرطة الفلسطينية بدايةً أنه لا توجد شبه جنائية في الحادث، وأن الشرطة تنتظر خلال الساعة المقبلة تقرير الطب الشرعي، قبل أن يقرر الطب الشرعي تمديد إصدار تقريره بشأن حادثة وفاة أبو نحل، ما ترك الباب مفتوحا للتوقعات.
وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني لاحقا وجود شبهة جنائية حول وفاة الصحافي كمال أبو نحل. وأوضح الناطق باسم الوزارة، إياد البزم، أن «تقرير الطب الشرعي بيّن أن وفاة أبو نحل بها شبهة جنائية». وأضاف: «الداخلية فتحت تحقيقًا لمعرفة ملابسات الحادثة».
وجاءت هذه الجرائم لتؤكد ما ذهبت إليه مؤسسات حقوقية في الأشهر القليلة الماضية من أن أمن المجتمع في غزة مهدد إذا لم تتدخل الأجهزة الأمنية بصورة أقوى لفرض القانون. وغرد ناشطون على «فيسبوك» و«تويتر» ضد الحصار والظلم الواقع على القطاع. واضطرت وزارة الداخلية في غزة إلى نشر موجز عن إنجازاتها في محاولة للتأكيد على سيطرتها على الوضع الأمني في قطاع غزة.
وقالت الداخلية على موقعها على «فيسبوك»: «الأجهزة الأمنية بقطاع غزة: ماذا فعلت من البداية؟ أنهت سيطرة العائلات والتكتلات المسلحة وفوضى السلاح، وقضت على أكبر أوكار المخدرات في قطاع غزة، وقضت على كل مظاهر الفلتان الأمني وانتشار السلاح ومظاهر العربدة، وحرمت (الطخيخة «مطلقي النار») في الجنازات والاحتفالات من ممارسة هوايتهم القبيحة، ومنعت الذخيرة من الوصول إلى أيديهم، وأطلقت عددًا من حملات التوعية ومكافحة العمالة والتخابر، وقدمت فرصا للتوبة والتسليم، وحمت ظهر المقاومة الفلسطينية، وكانت سندًا لها في كل مراحل تطورها».
وأضافت: «تلقت الأجهزة الأمنية عددًا من الضربات، وسقطت آلاف الأطنان من المتفجرات على رؤوس أبنائها فاستشهد عدد منهم وأصيب آخرون.. وفي اليوم التالي مارست عملها. ونتيجة لذلك لم تكن تلك الإنجازات إلا شوكة نغّصت عيش جهات محلية وإقليمية، ودفعتهم لمحاربة الأجهزة الأمنية في غزة وشعب غزة ومقاومة غزة.. والنتيجة العظمي لكل هذا الصراع ستكون بإذن الله تعالى فقط لصالح أهل غزة الصامدين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.