جبهة مأرب تتسع.. وإنجازات ميدانية للمقاومة في عدن وسيطرة على معسكرات بشبوة

طائرات التحالف تستهدف معسكرات موالية لصالح في إب والبيضاء وشبوة وصنعاء

مؤيدون للحراك الجنوبي على متن دبابة في ضواحي عدن أمس (أ.ف.ب)
مؤيدون للحراك الجنوبي على متن دبابة في ضواحي عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

جبهة مأرب تتسع.. وإنجازات ميدانية للمقاومة في عدن وسيطرة على معسكرات بشبوة

مؤيدون للحراك الجنوبي على متن دبابة في ضواحي عدن أمس (أ.ف.ب)
مؤيدون للحراك الجنوبي على متن دبابة في ضواحي عدن أمس (أ.ف.ب)

حققت المقاومة الشعبية والقوات العسكرية والقبلية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، إنجازات ميدانية في عدن وشبوة ومأرب، في ظل تراجع ملحوظ لدور الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، حيث تمكنت المقاومة الشعبية في عدن من بسط سيطرتها على معظم مناطق العاصمة عدن، وذكرت مصادر محلية أن نحو 40 مسلحا حوثيا سلموا أنفسهم لمسلحي المقاومة في حي خور مكسر بعدن، وهو تأكيد للخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط»، أمس، حول استعداد مقاتلين حوثيين وضباط لتسليم أنفسهم مقابل الأمان، وأشارت المعلومات إلى أن تراجع القوات المهاجمة في عدن، جاء في أعقاب قطع طرق الإمدادات التي كانت تصل إليهم من المعسكرات الموالية لصالح، وبالأخص من محافظة تعز.
وفي التطورات في جنوب اليمن، أيضا، أكدت مصادر ميدانية في عدن انتشار مسلحي المقاومة الشعبية في مناطق كثيرة من المدينة، في ظل تراجع لقوات صالح والحوثيين، التي قامت بقصف حي كريتر بالمدفعية، وتمكنت المقاومة الشعبية مسنودة بمسلحي القبائل من بسط سيطرتها على معسكر النشيمة في محافظة شبوة والقريب من ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال بشبوة، حيث جرى الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والذخائر، كما تمكنت المقاومة في شبوة من السيطرة على معسكر عزان الموالي للمخلوع صالح، وبالاستيلاء على هذين المعسكرين، يكون عدد المعسكرات التي سيطرت عليها المقاومة هي ثلاثة معسكرات، هذا في الوقت الذي تواصل قبائل شبوة استعداداتها لشن هجوم واسع لاستعادة السيطرة على مدينة عتق، عاصمة المحافظة.
وفي محافظة الضالع جنوب صنعاء عاشت المدينة يوم أمس ساعات من المواجهات العسكرية وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والتي سمعت أصواتها وبشكل كثيف وفي كل أرجاء مدينة الضالع، وقال قائد ميداني في جبهة العرشي غرب مدينة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح شنت هجوما عبثيا وهستيريا على جبهة العرشي وذلك بدءا من ساعة الفجر الأولى وحتى التاسعة من صباح أمس حين تراجعت حدة النيران الموجهة من مدفعية الدبابات والهاون وبي 10 وبي إم بي وكذا الأسلحة الرشاشة والمضادات الأرضية». وأشار القائد الميداني إلى أن مواجهات أمس أسفرت عن قتل قائد ميداني في المقاومة يدعى علي عبد الإله فيما أصيب من المقاومة سبعة أفراد، فضلا عن تدمير عدة مساكن لمواطنين والتي تم استهدافها بقذائف دبابات ومدفعية، محدثة فيها أضرارا بالغة، كما شوهد بعض هذه المنازل وهي محترقة، وأوقعت المقاومة الشعبية في القوات المهاجمة خسائر في الأرواح والعتاد ناهيك بخسارته لمواضع كانت بيده ومنها مبنى مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية والتي استعادتها المقاومة ظهر أمس وقامت بتشغيل خدمتي الهاتف الثابت والإنترنت وبعد أربعة أيام على انقطاعها. من جهة ثانية قال مصدر في المقاومة الشعبية إنه «وبعد صد المقاومة لثالث هجوم وتكبيد القوات المهاجمة عشرات من القتلى والجرحى علاوة على الأسرى انتقلت المقاومة الشعبية من وضعية التصدي ووقف جماح القوات الغاشمة»، وفق تعبيره إلى مهاجمة هذه القوات وإجبارها على الانسحاب من مواضع عدة سبق لها الاستيلاء عليها خلال الأيام الأولى، لافتا إلى أن ما ينقص المقاومة هو العتاد الثقيل الذي بمقدوره تغيير المعادلة على الأرض، منوها في الوقت ذاته إلى أن طيران التحالف أحدث أضرارا جسيمة في القوات المهاجمة وفي مخزونها وذخيرتها وفي معنويات الأفراد والضباط، مؤكدا أن الأيام القادمة ستشهد تبدلا في الموقف العسكري خاصة بعد أن توافر للمقاومة السلاح والتنظيم والقيادة والرؤية وجميعها كانت غائبة خلال الفترة المنصرمة.
إلى ذلك، اتسعت دائرة المواجهات في محافظة مأرب، بشرقي البلاد، بين القوات المؤيدة للشرعية الدستورية ومعها مسلحو القبائل، من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وقالت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات استمرت، لليوم الثاني على التوالي، في مديرية صرواح، حيث تمكنت القوات المؤيدة للشرعية من السيطرة على مركز وسوق المديرية ومبنى المجلس المحلي، الذي كان يتمركز فيه الحوثيون»، وأضافت المصادر أن قصفا عنيفا بالمدفعية شهدته المنطقة طوال ساعات اليوم (أمس)، وأشارت المعلومات إلى أن نحو 28 مسلحا حوثيا قتلوا خلال تلك المواجهات، إضافة إلى أسر 6 مسلحين، وامتدت المواجهات لتشمل مناطق قبائل الجدعان، وقال الشيخ علوي الباشا بن زبع، أحد كبار مشايخ مأرب والجدعان في تغريدة له: «دعوناهم إلى السلم وتجنب الحرب في الجدعان، فشنوا الحرب علينا وبدأوا باقتحام موقع نبعة، توكلنا على الله وندعو إلى النصرة من قبائل سبأ والله فوق المعتدي»، فيما قال مصدر قبلي في الجدعان لـ«الشرق الأوسط» إن «كافة قبائل الجدعان موحدة والقبائل التي معها، في مواجهة الحوثيين وقوات صالح، نافيا الأنباء التي تحدثت عن انضمام بعض القبائل إلى صفوف الحوثيين».
وفي السياق ذاته، واصل طيران التحالف في عملية «عاصفة الحزم»، أمس، غاراته على مواقع تتبع الميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع، وذكرت معلومات ميدانية أن الطيران قصف معسكر ماس الواقع على طريق صنعاء – مأرب، إضافة إلى قصف مواقع أخرى في مديرية الصفراء بمحافظة الجوف المجاورة لمأرب، وفي صنعاء استهدف القصف، أمس، معسكرات في شمال صنعاء موالية لصالح، وشملت الغارات قاعدة طارق الجوية والمطار في محافظة تعز التي شهدت، أمس، انتشارا لبعض مسلحين موالين لهادي في بعض الشوارع، وشهدت، أيضا، أمس مقتل شخصين في اشتباكات بين مسلحين حوثيين ونقطة عسكرية تابعة للواء 35 الموالي للشرعية وذلك في منطقة وادي القاضي، بالمدينة، كما استهدفت «عاصفة الحزم» بغاراتها لواء المجد 117 في منطقة مكيراس بمحافظة البيضاء، وهذا اللواء من الموالين للرئيس المخلوع، إضافة إلى ضربات وجهت إلى مواقع أخرى في محافظة إب بوسط البلاد.
وانسحبت التطورات الحالية في اليمن على حياة اليمنيين، حيث جرى الاعتداء على خطوط نقل الكهرباء، وقطع التيار الكهربائي عن صنعاء وعدد من المحافظات، بصورة كاملة، وقال مراقبون يمنيون إن لجوء صالح لعمليات التخريب، تعني فشل مخططاته، وأحداث الكهرباء والنفط منذ عام 2011، تؤكد ذلك، وأضاف المراقبون أن الدليل على تورط صالح والحوثيين في أزمة الكهرباء والوقود، هو منعهم لفرق الإصلاح الهندسي من إصلاح الأعطال في منطقة نهم بشمال صنعاء واتهامهم قوات التحالف بقصف خطوط الكهرباء، وتعيش صنعاء والمدن اليمنية وضعا اقتصاديا صعبا وحصارا من قبل الميليشيات الحوثية التي احتكرت المشتقات النفطية وتقوم بعض قياداتها ببيعها في السوق السوداء، حسب ما تشير مصادر محلية في صنعاء.
وشن الحوثيون، أمس، المزيد من الاعتقالات في صفوف خصومهم السياسيين في عدد من المحافظات، وبالأخص في العاصمة صنعاء، حيث تمت مداهمة عدد كبير من منازل قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، ويعتقل الحوثيون المئات من القيادات العليا والمتوسطة والدنيا والكفاءات الحزبية والشبابية من حزب الإصلاح منذ أكثر من عشرة أيام، إضافة إلى أنهم يستولون على منازلهم، وخلال الأيام الماضية، داهم الحوثيون منازل عدد كبير من الخصوم، بينهم مشايخ قبليون بارزون من قبائل بكيل، إضافة إلى منازل عدد من البرلمانيين من القوى السياسية الأخرى، وأكد مراقبون لـ«الشرق الأوسط» أن استمرار عمليات قوات التحالف الجوية، تحديدا، أثرت على تحركات الحوثيين وتصرفاتهم، حيث يحاول الحوثيون استعراض القوة على الخصوم من القوى السياسية، رغم أن وجود الميليشيات في صنعاء، مثلا، لم يعد بالشكل الذي كان عليه، خلال الأشهر الماضية، حيث فرت معظم القيادات السياسية والعسكرية والميدانية، إضافة إلى ذهاب الكثير منهم إلى المحافظات الجنوبية، وأرجع المراقبون انحسار وجود الحوثيين في صنعاء، إلى أن أعدادهم ليست بالشكل الذي يقومون بتصويره، حيث يقف إلى جانبهم الموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي بدأ الناس، في الشارع اليمني، بوصفهم بـ«المتحوثين»، في إشارة إلى أنهم ينفذون أجندات صالح وليسوا ممن يوالون الحوثيين مذهبيا أو سياسيا، حسب تعبير الشارع اليمني.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».