كلينتون تطلق حملة رئاسية «متواضعة» اليوم.. وزوجها «مستشار في الكواليس»

سببان وراء تخليها عن تنظيم احتفال كبير .. وخصومها استبقوا الحدث بفيديو يدعو لـ«وقف هيلاري»

كلينتون تطلق حملة رئاسية «متواضعة» اليوم.. وزوجها «مستشار في الكواليس»
TT

كلينتون تطلق حملة رئاسية «متواضعة» اليوم.. وزوجها «مستشار في الكواليس»

كلينتون تطلق حملة رئاسية «متواضعة» اليوم.. وزوجها «مستشار في الكواليس»

من المقرر أن تطلق هيلاري كلينتون حملتها الرئاسية الثانية اليوم الأحد بنهج جديد من أجل كسب رهان انتخابها أول سيدة تتسلم مفاتيح البيت الأبيض. ورأى محللون أن السيدة الأميركية الأولى سابقا ووزيرة الخارجية السابقة (67 عاما) ستعلن عن بدء حملتها على شبكات التواصل الاجتماعي دون أن تقيم احتفالاً كبيرًا بالمناسبة، لسببين رئيسيين أولهما أزمة استخدامها لبريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية، وثانيًا فشل محاولتها الرئاسية الأولى عام 2008.
ويتوقع أن يرسم فريق حملة هيلاري كلينتون المرشحة الأوفر حظًا في استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية، صورة أكثر تواضعًا لها مع تفضيل إجراء اجتماعات عامة توصف بأنها أكثر ودية. وصرح زوجها بيل كلينتون لصحيفة «تاون أند كانتري» أن من المهم وهيلاري تعتقد ذلك أيضا، أن تخوض الحملة وكأنها لم تكن مرشحة لأي شيء مطلقا من قبل، وأن تتواصل مع الناخبين». وأكد الرئيس الأميركي الأسبق أنه سيكون «مستشارًا في الكواليس».
وقالت مصادر في الحزب الديمقراطي إنه عقب إعلان ترشحها، ستسافر كلينتون إلى ولايتي أيوا ونيوهامبشير وهما من بين الولايات الرئيسية الأولى التي تجرى فيها الانتخابات التمهيدية الديمقراطية مطلع 2016، قبل الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016. وما إن تباشر كلينتون السفر، فإنها ستشارك في محافل صغيرة للتواصل عن قرب مع الناخبين للاستماع إلى اهتماماتهم وتوضيح سبب رغبتها في الترشح للرئاسة. ويختلف هذا عن طرق الإعلان عن حملتي الجمهوريين تيد كروز وراند بول اللذين نظم كل منهما احتفالا ضخما للإعلان عن حملته لانتخابات 2016.
ويرى محللون أن هيلاري كلينتون مدعوة الآن إلى خوض حملة متواضعة، خصوصا أنها لم تجب حتى الآن على الأسئلة المتعلقة باستخدامها لبريد إلكتروني خاص عندما كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2009 و2013. وقال الخبير الاستراتيجي المتخصص في شؤون الديمقراطيين ستيف المندروف إن إطلاق حملتها بشكل متواضع سيكون مفيدا لها على اعتبار أنها خسرت سباق الفوز بترشيح الديمقراطيين للرئاسة في 2008 أمام الرئيس الحالي باراك أوباما.
ويحمل الجمهوريون على كلينتون أيضا ما يصفونه بتضارب المصالح بشأن الهبات الأجنبية لـ«مؤسسة كلينتون». ولم ينتظروا بل بثوا أول من أمس شريط فيديو على الإنترنت في بعض الولايات الاستراتيجية يدعو إلى «وقف هيلاري». ونشرت هيلاري كلينتون من جهتها أول من أمس في صحيفة «هافينغتون بوست» الإلكترونية عرضا لكتاب مذكراتها كوزيرة للخارجية «زمن القرارات»، الذي صدر العام الماضي. وهو نص يركز على دورها كجدة لحفيدتها شارلوت التي ولدت في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويعتبر بشكل ما تمهيدًا لحملة متمحورة حول تساوي الفرص، لا سيما تعليم الأولاد وتوفير العناية الصحية. وكتبت كلينتون: «إنني أكثر اقتناعًا من أي وقت مضى بأن مستقبلنا في القرن الحادي والعشرين يتوقف على قدرتنا في ضمان لكل طفل، سواء كان مولودا على تلال ابالاشيا أو في دلتا ميسيسيبي أو وادي ريو غراندي، فرص النجاح نفسها التي ستتوفر أمام شارلوت».
وموضوع دور الجدة الذي تضطلع به يسجل تحولاً مقارنة بعام 2008، عندما كان مخطط حملتها يؤكد لها أن الأميركيين لا يريدون «أم أولى». وقالت لالا براون مديرة برنامج الإدارة السياسية في جامعة جورج تاون «في 2008 سعت (كلينتون) إلى الظهور عموما كمارغريت ثاتشر، كشخص قوي، لكنه تعمد أن لا يتحدث عن جنسه كميزة سياسية». وأضافت: «إنها وفريقها استخلصا العبر من 2008 وأدركا أن كونها الأولى أمر قوي جدا». من جانبها، قالت جنيفر لوليس التي تدير معهد النساء في السياسة في الجامعة الأميركية «إن الناس يعترفون بمزاياها القيادية، كشخص قوي، لكنهم أقل ميلا إلى اعتبارها عاطفية أو ودودة» و«هاشتاغ الجدة هو خير مثال للطريقة التي تنوي التعويض بها عن ذلك».
وفيما يتعلق بالجوهر يتوقع أن تحول كلينتون المواضيع التقليدية للحزب الديمقراطي التي تؤيدها بلا مواربة إلى مقترحات مع التحدي المزدوج بأن تتميز عن باراك أوباما وأن تطمئن يسار الحزب الذي انتقد علاقات كلينتون بوول ستريت. كذلك، يعد جمع المعطيات (الداتا) وتحليلها لتبرير أي قرار، الفكرة الثابتة لدى هيلاري كلينتون، والعلامة الفارقة التي ميزت عملها في وزارة الخارجية وفي «مؤسسة كلينتون». وهي تعتمد نهجا عقلانيا للحكم، في انتقاد ضمني للحكومة «الآيديولوجية» للجمهوريين. وقالت كلينتون: «يجب القيام بأبحاث، وإجراء الحسابات، وبذلك نخفف من المخاطر ونحصل على أفضل النتائج». وتعد هذه طريقة عملية تم استخلاصها لإدارة حملتها. وقد وظفت كلينتون الديمقراطية أشخاصا عملوا سابقا في فرق باراك أوباما التكنولوجية والخاصة بالإنترنت وتخطوا إلى حد كبير الجمهوريين في عام 2012. وقال كيفن ثرمان مساعد مدير الإنترنت في حملة كلينتون في 2008 «إنهم من ألمع الأدمغة الموجودة حول المسألة، إنهم يعلمون تماما كيف تدار حملة عصرية».
ويبدو من المرجح ألا تواجه كلينتون منافسة تذكر للفوز بترشيح الديمقراطيين. ومن بين عدد قليل من الديمقراطيين الذين اتخذوا خطوات تجاه خوض السباق السناتور السابق عن فرجينيا جيم ويب وحاكم ماريلاند السابق مارتن أومالي.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.