الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» تناقش خطة عمل لضمان سلامة المدنيين في إدلب

منظمة حقوقية: الوضع الإنساني في المدينة «كارثي»

الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» تناقش خطة عمل لضمان سلامة المدنيين في إدلب
TT

الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» تناقش خطة عمل لضمان سلامة المدنيين في إدلب

الهيئة السياسية في «الائتلاف الوطني السوري» تناقش خطة عمل لضمان سلامة المدنيين في إدلب

ناقشت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض في اجتماعها أمس، خطة عمل لضمان سلامة المدنيين في محافظة إدلب وإعادة الخدمات الأساسية وتأمين المتطلبات الإغاثية فيها. ولقد أشار رئيس «الرابطة السورية لحقوق الإنسان» عبد الكريم ريحاوي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مدينة إدلب، عاصمة المحافظة، تعاني من أزمة إنسانية كبيرة تتمثل بالنزوح الكبير وافتقار المدينة إلى الخدمات الطبية والإنسانية.
من جهته، قال هادي البحرة، عضو الهيئة السياسية والرئيس السابق لـ«الائتلاف»، إن خطة العمل لمدينة إدلب، تركز على حماية المدينة وأهلها من ارتفاع وتيرة الغارات الجوية الإجرامية التي يشنها نظام الأسد ويلقي من خلالها البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين، وذلك عبر التواصل مع المنظمات الدولية ودول العالم لتحمل مسؤولياتها القانونية تجاه حماية المدنيين. وأوضح البحرة أن الهيئة السياسية ناقشت الخطوات اللازمة لإعادة تفعيل مؤسسات الدولة السورية الخدمية «التي هي ملك للشعب السوري»، وشدد على ضرورة التواصل المستمر مع كافة الفعاليات الاجتماعية والمجتمع المدني والكتائب الثورية العسكرية لضمان تحقيق هذه الخطة.
وكانت الهيئة السياسية في «الائتلاف» ناقشت أمس، إلى جانب قضية إدلب، «خارطة طريق» لتوحيد مواقف المعارضة من الحل السياسي عبر استمرار اللقاءات الحوارية ما بين قوى المعارضة ومتابعة بحث وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا.
ويذكر أن الوضع الإنساني تفاقم في مدينة إدلب، بعدما حرّرتها قوات المعارضة من قبضة النظام قبل أسبوعين. ولقد وصف ريحاوي الوضع الإنساني في إدلب بـ«السيئ»، مشيرا إلى «حركة نزوح كبيرة تشهدها المدينة، خوفا من استهداف سلاح الجو التابع للنظام، أحياء المدينة التي ما زال يسكنها المدنيون» بعد سيطرة قوات المعارضة عليها، لافتا إلى أن «توقعاتهم أصابت لأن المدينة تعرضت لحملة قصف عنيفة». وأردف بأن الجزء الآخر من المدنيين الذي بقي في إدلب «بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية»، موضحا أن القصف الجوي «استهدف المشافي والمصالح الحيوية، وجرى تدمير جزء من البنية السكنية، وأن السكان «يحتاجون إلى مساعدات طبية عاجلة، يصار لتعويضها عن طريق تركيا».
هذا، وقال ناشطون أمس، إن اللجنة الإغاثية في المجلس المحلي المعارض في بلدة كفر دريان بريف محافظة إدلب الشمالي، وزّعت سلالا غذائية على أطفال العوائل النازحة من مدينة إدلب وما حولها، ووصل حجم المساعدات التي تم توزيعها إلى 50 طنا، كما قال الريحاوي، تتضمن مساعدات غذائية.
وبدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن المساعدات التي وزّعت في ريف إدلب الشمالي «شملت 30 سلة تحتوي على البسكويت والمنظفات الخاصة بالأطفال، مقدمة من مؤسسة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية».
وعلى صعيد ثانٍ، تحدثت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عن «مجازر مروّعة ترتكبها قوات النظام بعد سيطرة المعارضة على مدينة إدلب»، لافتة إلى أن إعلان «جيش الفتح» تحرير مدينة إدلب ترافق مع «تصعيد خطير للقوات الحكومية من ناحية استهدافها للمدينة ولمراكزها الحيوية، كالأسواق والمساجد على نحو خاص، وأيضا استهدفت بعض مدن ريف إدلب مثل سراقب وسرمين ومعرة النعمان، وذلك عبر سلاح الطيران بشكل رئيسي، وعن طريق إمطار تلك المناطق بالقنابل البرميلية والصواريخ، وعبر استخدام غازات سامة».
وقالت الشبكة في بيان إن القوات الحكومية قبل مغادرة مدنية إدلب، أقدمت على إعدام 15 معتقلا رميا بالرصاص «وخلال أقل من أسبوعين تعرّضت محافظة إدلب لقرابة 47 قنبلة برميلية، وما لا يقل عن 100 صاروخ، أسقطتها قرابة 200 غارة جوية»، لافتة إلى «استهداف القوات الحكومية الكثير من المراكز الحيوية على نحو متعمد كمشفى إدلب الوطني بمدينة إدلب، والمدرسة المحدثة والفرن الآلي في مدينة كفر تخاريم».
وتتضاعف المعاناة الإنسانية في مختلف المناطق السورية، نتيجة المعارك المتواصلة والقصف النظامي. وقال ريحاوي لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر المناطق حاجة للمساعدات «هي ريف دمشق الجنوبي، وتحديدا مخيم اليرموك ويلدا والحجر الأسود التي تندر فيها المواد الغذائية والطبية»، مشددا على صدور «نداءات عاجلة لفتح ممرات آمنة، لأن النظام يستخدم سلاح التجويع كوسيلة ثانية لإركاع المنطقة وتوقيع اتفاقات الهدن معه». ثم تابع: «بعض المناطق التي تم الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية إليها بعد توقيع هدن مع النظام بريف دمشق وغيرها، سرعان ما تخلى النظام عن التزاماته، وعمد إلى إدخال جزء يسير من المساعدات فقط، لا تكفي حاجة السكان». وأشار ريحاوي إلى وجود قرارات دولية «تجبر النظام على السماح بإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة، لكن النظام ضرب بعرض الحائط تلك القرارات، وعمد إلى استهداف القوافل الإنسانية»، مشيرا إلى أن المنظمات الإغاثية «عاجزة عن إدخال المساعدات بسبب تعنت النظام وعرقلة عملها ومنعه لإدخال القوافل».
ودخلت أمس، قوافل إلى أحياء في حمص وعين العرب (ريف حلب الشرقي) تحمل مساعدات، إذ أكد ناشطون أن الجمعية الخيرية الإسلامية للإغاثة والتنمية واصلت توزيع المساعدات الغذائية على المدنيين النازحين في أحياء مدينة حمص الخاضعة لسيطرة النظام، وشملت العائلات النازحة في أحياء الشماس والسكن الشبابي والخضر، وسيستمر ليشمل العائلات المقيمة في مراكز الإيواء بحي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة، شمال غربي المدينة.
وفي عين العرب (أو كوباني) دخلت، أمس، شاحنات محملة بمادة الطحين كمساعدات إنسانية إلى المدينة الحدودية الواقعة في ريف محافظة حلب الشرقي، والخاضعة راهنا لـ«حكومة الإدارة الذاتية الكردية»، مقدمة من بلدية مدينة أمد التركية وقدّر عددها بنحو 30 شاحنة، كما أفادت مواقع سورية معارضة.



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».