«بي بي».. شاي بعد الظهر الإنجليزي على عجلات

على متن حافلة نقل لندنية تأخذك إلى أشهر معالم المدينة

مذاق جميل وفكرة جديدة، من الممكن حجز الحافلة بالكامل للمناسبات الخاصة، «الروت ماستر» الشهير يتحول إلى مكان لتناول الشاي الإنجليزي
مذاق جميل وفكرة جديدة، من الممكن حجز الحافلة بالكامل للمناسبات الخاصة، «الروت ماستر» الشهير يتحول إلى مكان لتناول الشاي الإنجليزي
TT

«بي بي».. شاي بعد الظهر الإنجليزي على عجلات

مذاق جميل وفكرة جديدة، من الممكن حجز الحافلة بالكامل للمناسبات الخاصة، «الروت ماستر» الشهير يتحول إلى مكان لتناول الشاي الإنجليزي
مذاق جميل وفكرة جديدة، من الممكن حجز الحافلة بالكامل للمناسبات الخاصة، «الروت ماستر» الشهير يتحول إلى مكان لتناول الشاي الإنجليزي

من أهم ما يمكن أن تقوم به في لندن هو تناول الشاي الإنجليزي فترة ما بعد الظهر، لأن هذا التقليد لا يزال يحافظ على مكانته وهيبته، وقد يكون أشهر وأغلى شاي مع كل الأطايب التي ترافقه في فندق «الريتز» أو «كلاردجز» أو «باركلي»، لكن هناك عنوانا جديدا في لندن يصعب تحديده، والسبب هو أنه على متن حافلة نقل عام تم تحويلها إلى مكان يقدم فيه الشاي التقليدي، حيث تنطلق من وسط لندن وتجوب بك في شوارع العاصمة لتلقي نظرة على جميع المعالم السياحية وأنت تراوح مكانك.
هذه الطريقة الجديدة لتقديم الشاي ابتكرها محل اسمه «بي بي بايكري» (BB Bakery) يقع في منطقة «كوفنت غاردن» (Covent Garden) السياحية، ومنذ أن فتح أبوابه يتهافت الناس عليه لتناول الشاي والساندويتشات والحلوى، بالإضافة إلى أطباق خفيفة أخرى مثل «الكيش» والسلطات. ومنذ نحو الشهرين قرر المحل توسيع دائرة أعماله فجاء بفكرة غير مسبوقة تلاقي حاليا استحسان السياح في الدرجة الأولى، لأنه بهذه الطريقة يمكنهم من ضرب عصفورين بحجر واحد، فيتناولون الشاي التقليدي وفي الوقت نفسه يقومون برحلة استطلاعية لأهم وأشهر معالم لندن التاريخية الجميلة.
الحافلة الحمراء المعروفة باسم «الروت ماستر»، والتي أطلق عليها اسم «رودني»، يعود تصنيعها إلى عام 1960، لكنها بحالة جيدة جدا، وتم تجديدها من الخارج والداخل، وكتبت عليها عبارة «The BB Afternoon Tea Bus Tour»، ووضعت فيها مقاعد من الجلد الطبيعي باللونين الأحمر والأبيض، مع طاولات ثابتة تقدم عليها الساندويتشات والشاي وقطع الحلوى الصغيرة والعصائر الطازجة وقطع من الكيش بقياسات صغيرة وماكارون وسكونز مع القشطة والمربى والكاب كيك.
وتبدأ الرحلة من ساحة الطرف الأغر (Trafalgar Square)، وتستمر لمدة تسعين دقيقة، وتمر خلالها بمعالم مهمة في لندن مثل عين لندن وماربل آرتش وكاتدرائية وستمنستر ورويال ألبرت هول ونوتينغ هيل، مرورا بجنوب كنزنغتون وقصر باكنغهام والبرلمان وساعة بيغ بين. ومن الممكن حجز الحافلة بالكامل في حال كنت تود ذلك للاحتفال بمناسبة خاصة.
وتعتبر هذه الفكرة فريدة من نوعها في لندن، لأنها تمزج ما بين السياحة والأكل، وتناسب السياح بالدرجة الأولى لا سيما هؤلاء الذين يأتون لزيارة لندن لمدة قصيرة.
ولا يمكن مقارنة تناول الشاي على الحافلة بتناوله في واحد من الفنادق العريقة في لندن، لكن الفكرة جميلة وجديدة، ومن الممكن أيضا اصطحاب الصغار.
نكهة الحلوى جيدة لأن المخبز الذي تأتي منه يعتبر من العناوين المفضلة في لندن، فصاحبة المخبز بريجيت بلوتش هي المسؤولة عن الفكرة والديكور الفرنسي في المخبز الفرنسي.
يشار إلى أنه من الممكن حجز المأكولات المرافقة للشاي لتكون خالية من الغلوتين، ويكفي أن تقوم بطلب ذلك عند إجراء الحجز. وينصح بالحجز لشخصين أو أربعة أو ستة أو ثمانية.. حتى لا يجلس الشخص الإضافي وحيدا على طاولة أخرى، وذلك لأنه وكما ذكرنا الطاولات ثابتة ولا يمكن التحكم بها، لأن الحافلة متنقلة ولا تتوقف إلا على إشارات السير.
تبدأ الرحلات يوميا من الساعة 12.30 وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر (آخر رحلة تنطلق عند الثالثة)، والسعر 45 جنيها إسترلينيا (نحو 65 دولارا أميركيا) للكبار، و35 جنيها إسترلينيا (نحو 55 دولارا) للصغار. الحجز المسبق ضروري على: «www.bbbakery.co.uk».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».