للسنة الـ19 على التوالي، تواصل تظاهرة «قفطان» رحلة الاحتفاء بالأزياء التقليدية المغربية. واختار المنظمون لدورة هذه السنة، التي تحتضنها مراكش يوم غد (السبت)، شعارا بنكهة موسيقية.
وانسجاما مع هذا التوجه الفني، كان على المصممين المشاركين أن ينهلوا من هذا المعين وأن يستلهموا الموسيقى عند إعداد تصاميمهم، لإظهار طاقتهم الخلاقة وابتكاراتهم المستوحاة من عوالم الإيقاعات والألحان.
ويشارك في تظاهرة هذه السنة كل من مريم بوسيكوك وسميرة مهايدي ومريم بلخياط وأمينة بوصيري وصفاء إبراهيمي ونسرين الزاكي البقالي وقاسم السهل وسهام الهبطي وعبد الحنين روح وخديجة الحجوجي وسليمة البوسوني ونادية بوطالب ومريم وهدي القيسي ومريم بوافي ونبيلة شهاب ونادية شهاب وراضية الهرموشي وآمال بلقايد.
وتحولت هذه التظاهرة، التي دأبت على تنظيمها مجلة «نساء من المغرب»، إلى تقليد سنوي بقدر ما يحتفي بعالمية هذا الزي التقليدي النسائي الشهير يثمن مهارة الصانع التقليدي المغربي.
ويقول المنظمون إنهم اختاروا تكريم الموسيقى لأنها لغة الروح، تعكس المشاعر مع قدرة على إدخال الإيقاعات إلى ثنايا حياتنا، فيما تسافر بنا وتعطينا تناغما داخليا، يتوزعنا فيه السعادة والحزن، فيما تحرك في داخلنا الدهشة والإعجاب، الحنين إلى الماضي والعاطفة. كل هذا فيما يتلون جمال الموسيقى بطبيعتها المتعددة والكونية، في ارتباطها بهوية الشعوب، ثقافتها وتاريخها. ليبقى المغرب، ضمن كل هذا التوصيف، ملتقى للحضارات والتأثيرات، غنيا بموسيقاه في تعددها وتنوعها.
ويرى بعض المتتبعين لمسار التظاهرة أن ربط دورة هذه السنة بالموسيقى، شعارا ونكهة، لا يفعل أكثر من العودة إلى الأصل؛ خاصة أن بعض المأخوذين بتاريخ الغرب الإسلامي يرجعون أصول القفطان إلى زرياب، الذي يذكرون له شهرته وعنايته بأناقته. ولا يخلو ربط القفطان المغربي بزرياب الأندلسي من خيال يرتفع إلى مستويات باذخة تمزج أناقة المظهر بعبق التاريخ محطات زاهية من التألق والحضور العربي والإسلامي في أرض الأندلس.
وتحول القفطان إلى عنوان لشهرة وتميز الأزياء المغربية، بشكل عام. وهناك من يذهب إلى القول بأن هذا الزي قد تحول إلى «أسطورة في عالم الأزياء العالمية»، من جهة أنه يُقدم للناظرين «لوحة تجمع بين الثقافة الأصيلة التي لا تتخلص من الماضي كليا، ولا تُهمل مسايرة العصر، محافظة بذلك على أناقة المرأة المغربية وحشمتها».
وساهم إعجاب كبار المصممين العالميين، أمثال إيف سان لوران وجون بول غوتييه، وغيرهما، بخصوصية القفطان المغربي، وتأثيره عليهم، على امتداد السنوات الأخيرة، في حمله من البيوت والمناسبات المغربية، إلى العالمية، الأمر الذي جذب انتباه نساء من ثقافات وجغرافيات وجنسيات متعددة، وخوَّل له عروضا تقام على شرفه، بانتظام، في عدد من المدن المغربية والعربية والغربية.
وفي المغرب، صارت عروض الأزياء التقليدية أكثر من تحصى، يتألق خلالها مصممون مجددون يضعون لإبداعاتهم عناوين مختلفة، تنقل مضمون هذه التصاميم وشكلها، في مرافقة تامة لعالمية اكتسبها زي تقليدي بالأساس، خصوصا أنهم صاروا يتنافسون على تقديم آخر خطوط الموضة والخياطة التقليدية الراقية، ويدفعون في اتجاه ألا يبقى هذا الزي محصورا في بيئته المغربية.
ولأن التطوير يأتي، في الغالب، مُلبيا لإغراء، أو غيرة على ما يراد تطويره، فإن الذكاء التسويقي استدعى أن تتجه عيون المصممين إلى إرضاء كل الأذواق، بما في ذلك الغربية والعربية، ولذلك لم تعد هناك شروط مسبقة للإبداع، أو خط موحد يميز الأزياء المعروضة، وبالتالي تُرك البابُ مفتوحا على مصراعيه، تقريبا، لمزج الخيال بالابتكار والاقتباس.
ويرى عدد من المتتبعين لمسيرة القفطان المغربي أن الإقبال الذي يعرفه هذا الزي على الصعيد العالمي دليل مادي وملموس على أنه دخل خانة الخياطة الرفيعة.
وبعد أن كانت عصرنة القفطان تتم، برأي البعض، بخجل وتردد، فقد بدا لافتا أن الجرأة في التصاميم قد حملت، في السنوات الأخيرة، جرعات زائدة، حركت المخاوف من أن يتحول القفطان المغربي إلى «شيء آخر»، خصوصا أن بعض المصممين جعلوه يتخطى التقاليد، ليخرج عن المألوف ويكشف المفاتن، من خلال تصاميم تكشف عن توجه تجديدي يبدو، في نظر البعض، متطرفا في حداثته. ولذلك تعالت أصوات تنادي بوجوب أن يبقى التطوير في الحدود الذي تحافظ لهذا الزي التقليدي على أصالته، بحيث يتم الانفتاح على الحداثة والمعاصرة ضمن حدود تحفظ له خصوصياته وتحترم المضمون الحضاري الذي يمثله ويعبر عنه.
«قفطان 2015».. أزياء تقليدية مغربية بنكهة الموسيقى
موعد سنوي للاحتفاء بعالمية القفطان.. وتثمين مهارة الصانع التقليدي المغربي
«قفطان 2015».. أزياء تقليدية مغربية بنكهة الموسيقى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة