«قفطان 2015».. أزياء تقليدية مغربية بنكهة الموسيقى

موعد سنوي للاحتفاء بعالمية القفطان.. وتثمين مهارة الصانع التقليدي المغربي

من عرض العام الماضي(يمين)، و من عروض سابقة
من عرض العام الماضي(يمين)، و من عروض سابقة
TT

«قفطان 2015».. أزياء تقليدية مغربية بنكهة الموسيقى

من عرض العام الماضي(يمين)، و من عروض سابقة
من عرض العام الماضي(يمين)، و من عروض سابقة

للسنة الـ19 على التوالي، تواصل تظاهرة «قفطان» رحلة الاحتفاء بالأزياء التقليدية المغربية. واختار المنظمون لدورة هذه السنة، التي تحتضنها مراكش يوم غد (السبت)، شعارا بنكهة موسيقية.
وانسجاما مع هذا التوجه الفني، كان على المصممين المشاركين أن ينهلوا من هذا المعين وأن يستلهموا الموسيقى عند إعداد تصاميمهم، لإظهار طاقتهم الخلاقة وابتكاراتهم المستوحاة من عوالم الإيقاعات والألحان.
ويشارك في تظاهرة هذه السنة كل من مريم بوسيكوك وسميرة مهايدي ومريم بلخياط وأمينة بوصيري وصفاء إبراهيمي ونسرين الزاكي البقالي وقاسم السهل وسهام الهبطي وعبد الحنين روح وخديجة الحجوجي وسليمة البوسوني ونادية بوطالب ومريم وهدي القيسي ومريم بوافي ونبيلة شهاب ونادية شهاب وراضية الهرموشي وآمال بلقايد.
وتحولت هذه التظاهرة، التي دأبت على تنظيمها مجلة «نساء من المغرب»، إلى تقليد سنوي بقدر ما يحتفي بعالمية هذا الزي التقليدي النسائي الشهير يثمن مهارة الصانع التقليدي المغربي.
ويقول المنظمون إنهم اختاروا تكريم الموسيقى لأنها لغة الروح، تعكس المشاعر مع قدرة على إدخال الإيقاعات إلى ثنايا حياتنا، فيما تسافر بنا وتعطينا تناغما داخليا، يتوزعنا فيه السعادة والحزن، فيما تحرك في داخلنا الدهشة والإعجاب، الحنين إلى الماضي والعاطفة. كل هذا فيما يتلون جمال الموسيقى بطبيعتها المتعددة والكونية، في ارتباطها بهوية الشعوب، ثقافتها وتاريخها. ليبقى المغرب، ضمن كل هذا التوصيف، ملتقى للحضارات والتأثيرات، غنيا بموسيقاه في تعددها وتنوعها.
ويرى بعض المتتبعين لمسار التظاهرة أن ربط دورة هذه السنة بالموسيقى، شعارا ونكهة، لا يفعل أكثر من العودة إلى الأصل؛ خاصة أن بعض المأخوذين بتاريخ الغرب الإسلامي يرجعون أصول القفطان إلى زرياب، الذي يذكرون له شهرته وعنايته بأناقته. ولا يخلو ربط القفطان المغربي بزرياب الأندلسي من خيال يرتفع إلى مستويات باذخة تمزج أناقة المظهر بعبق التاريخ محطات زاهية من التألق والحضور العربي والإسلامي في أرض الأندلس.
وتحول القفطان إلى عنوان لشهرة وتميز الأزياء المغربية، بشكل عام. وهناك من يذهب إلى القول بأن هذا الزي قد تحول إلى «أسطورة في عالم الأزياء العالمية»، من جهة أنه يُقدم للناظرين «لوحة تجمع بين الثقافة الأصيلة التي لا تتخلص من الماضي كليا، ولا تُهمل مسايرة العصر، محافظة بذلك على أناقة المرأة المغربية وحشمتها».
وساهم إعجاب كبار المصممين العالميين، أمثال إيف سان لوران وجون بول غوتييه، وغيرهما، بخصوصية القفطان المغربي، وتأثيره عليهم، على امتداد السنوات الأخيرة، في حمله من البيوت والمناسبات المغربية، إلى العالمية، الأمر الذي جذب انتباه نساء من ثقافات وجغرافيات وجنسيات متعددة، وخوَّل له عروضا تقام على شرفه، بانتظام، في عدد من المدن المغربية والعربية والغربية.
وفي المغرب، صارت عروض الأزياء التقليدية أكثر من تحصى، يتألق خلالها مصممون مجددون يضعون لإبداعاتهم عناوين مختلفة، تنقل مضمون هذه التصاميم وشكلها، في مرافقة تامة لعالمية اكتسبها زي تقليدي بالأساس، خصوصا أنهم صاروا يتنافسون على تقديم آخر خطوط الموضة والخياطة التقليدية الراقية، ويدفعون في اتجاه ألا يبقى هذا الزي محصورا في بيئته المغربية.
ولأن التطوير يأتي، في الغالب، مُلبيا لإغراء، أو غيرة على ما يراد تطويره، فإن الذكاء التسويقي استدعى أن تتجه عيون المصممين إلى إرضاء كل الأذواق، بما في ذلك الغربية والعربية، ولذلك لم تعد هناك شروط مسبقة للإبداع، أو خط موحد يميز الأزياء المعروضة، وبالتالي تُرك البابُ مفتوحا على مصراعيه، تقريبا، لمزج الخيال بالابتكار والاقتباس.
ويرى عدد من المتتبعين لمسيرة القفطان المغربي أن الإقبال الذي يعرفه هذا الزي على الصعيد العالمي دليل مادي وملموس على أنه دخل خانة الخياطة الرفيعة.
وبعد أن كانت عصرنة القفطان تتم، برأي البعض، بخجل وتردد، فقد بدا لافتا أن الجرأة في التصاميم قد حملت، في السنوات الأخيرة، جرعات زائدة، حركت المخاوف من أن يتحول القفطان المغربي إلى «شيء آخر»، خصوصا أن بعض المصممين جعلوه يتخطى التقاليد، ليخرج عن المألوف ويكشف المفاتن، من خلال تصاميم تكشف عن توجه تجديدي يبدو، في نظر البعض، متطرفا في حداثته. ولذلك تعالت أصوات تنادي بوجوب أن يبقى التطوير في الحدود الذي تحافظ لهذا الزي التقليدي على أصالته، بحيث يتم الانفتاح على الحداثة والمعاصرة ضمن حدود تحفظ له خصوصياته وتحترم المضمون الحضاري الذي يمثله ويعبر عنه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.