منظمة التحرير الفلسطينية: فتحنا ممرا آمنا من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك

المخيم يحترق بنار اقتتال المجموعات المسلحة وبراميل النظام المتفجرة

داخل مخيم اليرموك الأحد الماضي.. ورجل يتفقد مبنى دمره القتال والبراميل المتفجرة (أ.ف.ب)
داخل مخيم اليرموك الأحد الماضي.. ورجل يتفقد مبنى دمره القتال والبراميل المتفجرة (أ.ف.ب)
TT

منظمة التحرير الفلسطينية: فتحنا ممرا آمنا من الجهة الشمالية لمخيم اليرموك

داخل مخيم اليرموك الأحد الماضي.. ورجل يتفقد مبنى دمره القتال والبراميل المتفجرة (أ.ف.ب)
داخل مخيم اليرموك الأحد الماضي.. ورجل يتفقد مبنى دمره القتال والبراميل المتفجرة (أ.ف.ب)

قالت دائرة شؤون اللاجئين، في منظمة التحرير الفلسطينية، إن تنظيمي داعش وجبهة النصرة يرتكبان «جرائم» بحق سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في سوريا، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتحرك لتأمين الحماية للسكان هناك.
وأكد زكريا الأغا، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، خلال مؤتمر صحافي، عقده بمدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، أن الجهة الشمالية من مخيم اليرموك لا زالت تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، موضحا أنها «جاهزة للدفاع عنه، ووضع حد لتمدد تنظيم داعش، داخل المخيم».
ولفت إلى أن منظمة التحرير تمكّنت بعد اتصالات أجرتها مع الحكومة السورية، من فتح ممر آمن من الجهة الشمالية للمخيم، سهّلت خروج أكثر من 2500 لاجئ.
وقال الأغا: «الاتصالات مع الأطراف الدولية لا زالت قائمة من أجل فتح ممر آمن يسهّل عملية إدخال المواد الغذائية والصحية، للاجئين الفلسطينيين، المحاصرين داخل المخيم».
من ناحية أخرى، أظهر تسجيل فيديو نشر على موقع للتواصل الاجتماعي أول من أمس الاثنين 6 أبريل (نيسان)، حجم الدمار الكبير الذي ألحق بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب العاصمة السورية دمشق بسبب حرب شوارع وهجمات جوية وقصف متبادل بين مقاتلي تنظيم داعش وفصائل أخرى.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، إنه تم إجلاء بعض المدنيين من المخيم لكن ما زال هناك 18 ألف شخص في المخيم وهم مزيج من الفلسطينيين والسوريين.
ونشر ناشطون صورا تظهر حجم الدمار الذي ألحقه طيران قوات النظام بمخيم اليرموك الفلسطيني جنوب العاصمة دمشق، وقال «تجمع ربيع الثورة» في مخيم اليرموك الذي يقوم برصد الأحداث في المخيم، إن الطيران المروحي لقوات النظام ألقى 11 برميلا متفجرا على مخيم اليرموك خلال اليومين الماضيين، استهدفت مناطق مدنية، لا سيما منطقة حديقة الطلائع، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، وإصابة «مقبرة الشهداء» الرئيسية مما أحدث دمارا هائلا في القبور والمناطق المستهدفة.
وفي تقرير مصور، قال مضر إسماعيل، مراسل «التجمع» داخل المخيم، إن عددا من الفصائل العسكرية في المنطقة الجنوبية، وهي «جيش الإسلام» و«جيش الأبابيل» و«لواء شام الرسول» تشارك في معركة «نصرة أهل المخيم» ضد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» لفك الحصار عن «كتائب أكناف بيت المقدس» المحاصرة بين شارع لوبيا وحتى خط التماس مع قوات النظام. وتحاول الكتائب المعارضة كسر الحصار عن «أكناف المقدس» من عدة محاور، وحققت تقدما على محور سوق الثلاثاء باتجاه يلدا، وعلى محور مفارق العروبة، وتمكنت من تحرير المركز الثقافي قريبا من دوار فلسطين.
وقال ناشطون ميدانيون في العاصمة دمشق إن سيارات الإسعاف والإطفاء لم تهدأ طوال الليل لأسباب غير معروفة.
وذكر «راديو اليرموك» أن اشتباكات عنيفة دارت منتصف ليل أول من أمس على أكثر من محور في مخيم اليرموك، لا سيما منطقة العروبة وشارعي «15» و«30». وقتل في المعارك العقيد خالد الحسن الملقب «أبو عدي» قائد مجموعة «أحرار جيش التحرير»، والمعروف بـ«عقيد المخيم»، أول من أمس (الاثنين)، والعقيد أبو عدي كان من مرتبات جيش التحرير الفلسطيني قبل رفضه تعليمات قيادة الجيش بإطلاق النار على السوريين، ليقوم بالانشقاق عنه قبل عامين، ثم شكل «مجموعة أحرار جيش التحرير المسلحة» داخل مخيم اليرموك التي كانت مهمتها الأساسية الدفاع عن المخيمات الفلسطينية في سوريا.
وكان المخيم ساحة قتال قبل تقدم تنظيم داعش، لأكثر من عامين من حصار فرضته عليه الحكومة أدى إلى التجويع وانتشار الأمراض.
وسيطر التنظيم على معظم المخيم من جماعات مسلحة أخرى، في حين يحاصر الجيش المنطقة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن قصر الرئاسة السوري.
ونشر التنظيم صورا يوم الأحد لمقاتليه داخل المخيم. وعرض أيضا صورة 13 رجلا راكعين ووجوههم للحائط. وكتب تحت الصورة إنهم مقاتلون منافسون من جماعة «أكناف بيت المقدس» المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد وتضم سوريين وفلسطينيين من أبناء المخيم. وتوجه وفد فلسطيني من الضفة الغربية إلى دمشق لمناقشة التطورات في المخيم بعد نحو أسبوع من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والتنظيم المتطرف الذي بات على بعد 8 كيلومترات عن دمشق.
ودعت دينا قعوار سفيرة الأردن، البلد الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر، إلى «ضمان الدخول وإجلاء المدنيين» من المخيم. وقالت في ختام مشاورات في جلسة مغلقة إن الدول الـ15 الأعضاء في المجلس مستعدة لـ«اتخاذ التدابير الإضافية التي يمكن اتخاذها لتأمين الحماية والمساعدة اللازمتين» للفلسطينيين في المخيم.
وقال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي إن 500 عائلة أي قرابة 2500 شخص هربوا من مخيم اليرموك في الأيام الأخيرة وتوزعوا في أحياء عدة مجاورة خاضعة لسيطرة قوات النظام.
ومن المقرر أن يبحث وفد من رام الله برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني الثلاثاء في دمشق أوضاع المخيم مع مسؤولين سوريين والفصائل الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أنور رجا لوكالة الصحافة الفرنسية «إنه من المقرر أن تلتقي الفصائل الفلسطينية الـ14 مع المجدلاني اليوم (أمس)، أو غدا (اليوم)، لبحث التطورات في مخيم اليرموك ومواجهة تنظيم داعش».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».