لا يزال مصير 3 سائقين سوريين وآخر لبناني مجهولا منذ إقفال معبر نصيب السوري على الحدود الأردنية، بينما نجح نحو 100 سائق مع شاحناتهم في الوصول إلى مدينة السويداء بجنوب سوريا تمهيدا للعودة إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودية اللبنانية في البقاع بشرق لبنان، بحسب تصريح أدلى به عمر العلي نقيب الشاحنات المبردة في لبنان، لـ«الشرق الأوسط». وأشار العلي إلى أن هناك 4 سائقين من مدينة طرابلس، عاصمة شمال لبنان، ما زالوا عالقين عند معبر نصيب إلى جانب شاحناتهم التي تعطلت نتيجة إصابتها جراء المعارك، لكنهم بخير، وفق تأكيده.
وفي حين انتشر يوم أمس فيديو لـ8 سائقين يظهر فيه أحد عناصر الجيش الحر يقول إن الفرقة الأولى نجحت في تحرير السائقين من قوات النظام التي كانت تستخدمهم كدروع بشرية في منطقة نصيب، أوضح العلي أن هؤلاء كانوا قد هربوا عند بدء القصف على المعبر يوم الأربعاء الماضي، وهم لم يخطفوا لا من قبل النظام ولا من قبل الجيش الحر، ويجري التواصل معهم لتأمين عودتهم إلى لبنان. ولفت العلي إلى أن 35 شاحنة كانت عالقة على معبر جابر الأردني ونحو 100 شاحنة وبراد لنقل المنتجات الزراعية والصناعية كانت في طريقها نحو الحدود الأردنية، اتجه عدد كبير منها إلى السويداء للانتقال منها لاحقا إلى لبنان، بينما تستمر المفاوضات مع بعض الذين يحتجزون عددا من الشاحنات للسماح لها بالخروج مقابل مبلغ من المال. ولفت العلي إلى أن كل المحاولات والاتصالات التي جرت مع السلطات الأردنية المعنية للسماح بالشاحنات بالعبور إلى أراضيها باءت بالفشل، مؤكدا أنه لغاية الآن ليس هناك أي معلومات عن مقتل أو إصابة أي من السائقين الذين يعملون على الشاحنات اللبنانية.
هذا، وكان وزير الداخلية الأردني حسين المجالي قد أعلن أن معبر جابر الحدودي الاستراتيجي مع سوريا «سيظل مغلقا لحين استقرار الأوضاع» في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن وزير الداخلية قوله أثناء تفقده المركز الحدودي: «مركز حدود جابر سيبقى مغلقا لحين استقرار الوضع في مركز حدود نصيب السوري والمناطق التابعة له». وأشارت الوكالة إلى إدخال شاحنات أردنية كانت عالقة بين جانبي الحدود الأردنية السورية، وأوضحت أن «أيا من السائقين الموجودين في المنطقة لم يتعرض لأي أذى باستثناء سائق حافلة سوري الجنسية أصيب في منطقة نصيب قبل يومين وأدخل إلى مستشفى المفرق الحكومي (70 كلم شمال عمان) وتوفي يوم الجمعة».
وكانت السلطات الأردنية قد أغلقت الأربعاء المعبر المعروف لديها باسم جابر بشكل مؤقت بعد سيطرة مجموعات من المعارضة السورية وجبهة النصرة على معبر نصيب الواقع في الجهة المقابلة في محافظة درعا، بجنوب سوريا، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري. وقدر مدير المنطقة الحرة الأردنية السورية خالد الرحاحلة الخسائر الإجمالية للمنطقة الحرة بأكثر من 100 مليون دولار بعد نهب معظم مستودعاتها. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد بأن «نحو 300 سيارة مدنية وشاحنة محتجزة في المنطقة الحرة الفاصلة بين المعبرين، وتعرض معظمها بالإضافة إلى المستودعات الموجودة للسرقة والنهب». وتابع أن جبهة النصرة تسلمت البوابة الحدودية الرئيسية من الجانب السوري لمعبر نصيب، بينما انتشر مقاتلوها و«ألوية اليرموك» و«أسود السنة» و«التوحيد» و«فلوجة حوران» في منطقة الجمرك داخل الأراضي السورية من المعبر والمنطقة الحرة الواقعة بين البوابتين الأردنية والسورية.
وبإقفال معبر نصيب الذي يعتبر البوابة الاقتصادية البرية الأساسية من لبنان باتجاه دول الخليج وبعض الدول العربية، من المتوقع أن تتأثر المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية بشكل كبير، وتتراجع نسبة الصادرات التي تبلغ يوميا ألف طن وسنويا مائة ألف طن نحو 70 في المائة.
سائقو الشاحنات انتقلوا من نصيب إلى السويداء تمهيدا لعودتهم إلى لبنان
مصير 3 سوريين ولبناني ما زال مجهولاً.. ومفاوضات مستمرة لـ«تحرير» بعض الآليات
سائقو الشاحنات انتقلوا من نصيب إلى السويداء تمهيدا لعودتهم إلى لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة