«الشعبية» تستولي على دبابات ومدافع لقوات الحوثيين وصالح

عضو الحراك الجنوبي: نتقدم على الأرض.. والقصف الجوي يجدد الأمل في عودة الشرعية

عضو حزب الحراك الجنوبي د. محمد حلبوب يقف على دبابة عسكرية، بعد نجاح اللجان الشعبية في الاستيلاء عليها مع أسلحة أخرى بمساندة الغطاء الجوي لقوات التحالف الدولي. («الشرق الأوسط»)
عضو حزب الحراك الجنوبي د. محمد حلبوب يقف على دبابة عسكرية، بعد نجاح اللجان الشعبية في الاستيلاء عليها مع أسلحة أخرى بمساندة الغطاء الجوي لقوات التحالف الدولي. («الشرق الأوسط»)
TT

«الشعبية» تستولي على دبابات ومدافع لقوات الحوثيين وصالح

عضو حزب الحراك الجنوبي د. محمد حلبوب يقف على دبابة عسكرية، بعد نجاح اللجان الشعبية في الاستيلاء عليها مع أسلحة أخرى بمساندة الغطاء الجوي لقوات التحالف الدولي. («الشرق الأوسط»)
عضو حزب الحراك الجنوبي د. محمد حلبوب يقف على دبابة عسكرية، بعد نجاح اللجان الشعبية في الاستيلاء عليها مع أسلحة أخرى بمساندة الغطاء الجوي لقوات التحالف الدولي. («الشرق الأوسط»)

تمكنت اللجان الشعبية في مدينة عدن وعدد من رجالات الجيش الموالين للشرعية في اليمن، من الاستيلاء على مجموعة من الأسلحة الثقيلة، بما فيها من دبابات ومدافع وعربات وأسلحة خفيفة، ويأتي ذلك التقدم بفضل الغارات الجوية التي تؤديها قوات التحالف الدولي في عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها السعودية لحماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية من المتمردين الحوثيين وقوات صالح التي تدعمهم بغطاء إيران الخارجي، ولا تقتصر المشاركة في الحرب على الحوثيين، ولا سيما في عدن، على المواطنين البسطاء بل يشارك بها برلمانيون وسياسيون.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، الدكتور محمد حلبوب، أمس أن اللجان الشعبية ومن يساندها من الجيش النظامي الموالي للشرعية، تتقدم على الأرض في الحرب على الحوثيين المتمردين ومن يدعم من الانقلابيين على الشرعية في اليمن بما فيهم المخلوع علي عبد الله صالح ومن يدعمه. وقال: «التقدم الحاصل في العمليات العسكرية على الأرض بفضل الغطاء الكبير، الذي تؤديه الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي، حيث إنها أوقفت عمليات قصف جوي كان يقوم بها الحوثيون قبل بدء (عاصفة الحزم)، لكن الآن الوضع في تقدم وتحسن لصالحنا، وهناك تراجع وخسائر في صفوف أعداء الشرعية في اليمن، أعني الحوثيين وصالح ومن يدعمهم».
وتسيطر قوات التحالف بشكل كامل على المجال الجوي اليمني، وهو ما يساعد عناصر اللجان الشعبية على التحرك وصد العدوان، وتمكنت اللجان الشعبية في اليومين الماضين فقط من الاستيلاء على 3 دبابات واثنين من المدافع، ومضاد للطيران بمدينة الشعب، لتضاف إلى غيرها من الأسلحة السابقة، بحسب الدكتور حلبوب.
وما يسهل العمليات الخاصة بالغارات الجوية وأهدافها وجود التنسيق بين اللجان الشعبية وقيادة (عاصفة الحزم)، كذلك الدور الذي يقوم به الرئيس اليمني وأعضاء حكومته الموجودون في السعودية، بهدف التعاون مع قوات التحالف، لإنقاذ الشعب اليمني، ويعلق على ذلك عضو الحراك الجنوبي قائلا «قوة التحالف تقوم بدور كبير وفعال في إعادة الشرعية وحماية الشعب اليمني، وصدق وجودها في هذه الأيام يجنب اليمن واليمنيين انفجارات عظيمة جراء التمرد الحوثي، ولذلك شكرنا لا يتوقف للقيادة السعودية على وقفتها التاريخية»، مبينا أن الميليشيات الحوثية تنسحب باتجاه الضالع وشبوة، لكن قوة التحالف تعمل على تطهير عدن وتأمينها لتكون تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وشدد حلبوب على أنه على اليمنيين أن يفيقوا للمخطط الذي يديره صالح والحوثيون حيث يهدفون لتشويه الهدف الحقيقي للتحالف الدولي والمتمثل في نصرة الشعب اليمني، وتصويره على أنه هو من يقتل المواطنين الأبرياء، غير أن من يستهدف المواطنين الأبرياء هم الحوثيون، وهم يفعلون ذلك باستمرار. ويكشف عضو الحراك الجنوبي طريقة تحركات الحوثيين ومن خلفهم من قوات صالح على الأرض، مبينا أن المتمردين «يحاولون الاختراق من المدينة الخضراء باتجاه ساحل أبين الذي يوصل إلى مطار عدن بالقرب من فندق ميركيور، ووسيلة اختراقهم تكون عن طريق التحركات عبر البحر باتجاه خور مكسر بمساندة من الأمن المركزي، المعادي للشرعية، لكن سنكون لهم بالمرصاد في ظل الغطاء الجوي الفعال».
وأضاف: «نأمل أن يكثف طيران التحالف ضربه للمواقع باتجاه ساحل أبين حيث محاولات الحوثيين للتسلل لداخل عدن، بالإضافة إلى منطقتي المصعبين والمملاح، فالتحالف نجح في تدمير أحد لواءات المدرعات المساندة للحوثيين في بئر أحمد، وكان ذلك إنجازا كبيرا، حتى تمكنا من الاستيلاء على عدد من المعدات».
ويشير رئيس اللجنة الاقتصادية في الحوار الوطني إلى أن جميع طبقات المجتمع اليمني تشارك في الحرب لإعادة الشرعية بدعم من قوات التحالف بقيادة السعودية، وبيّن «السياسي والاقتصادي ورجل الأعمال والجميع يشارك في الحرب وبطريقته الخاصة، فالأمر لا يقتصر على عامة الشعب، فاليمن للجميع وليس لطبقة أو طائفة معينة».
واختتم عضو البرلمان حديثه قائلا: «حتى وإن ضربوا تلفزيون عدن أو وصلوا إلى معاشيق أو إلى دار الرئاسة فإن المقاومة ستستمر في كل حي وفي كل شارع في عدن، وستستمر في كل جبل وفي كل وادٍ وفي كل قرية؛ كي لا يحكمنا الحوفاش (نسبة إلى جد صالح) بالقوة، وحتى لا تقضي همجية الحوثيين على مدينة عدن فإن المقاومة ستستمر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».